بإفساد الانتخابات الأفغانية.. «طالبان» تضغط للعودة إلى طاولة المفاوضات

الثلاثاء 01/أكتوبر/2019 - 12:05 م
طباعة بإفساد الانتخابات أحمد سلطان
 
في أوائل شهر سبتمبر 2019، أعلن المبعوث الأمريكي لمفاوضات السلام مع حركة طالبان الأفغانية زلماي خليل زاد التوصل لاتفاق مبدئي للسلام مع الحركة بعد 18 عامًا من الحرب، لكن خلال أقل من أسبوع انهار هذا الاتفاق حين أعلن الرئيس دونالد ترامب وقف المفاوضات مع الحركة بعد 9 جولات من التفاوض.
كما ألغى الرئيس الأمريكي لقاءً مرتقبًا له مع قادة حركة طالبان، والرئيس الأفغاني أشرف غني في «كامب ديفيد»، وقال «ترامب»: إن إلغاء المفاوضات جاء بعد هجوم لحركة طالبان الأفغانية، أسفر عن مقتل جندي أمريكي.
خلال الأشهر التي سبقت تعليق عملية التفاوض مع طالبان، شنت الحركة الأفغانية سلسلة من الهجمات الدامية في الولايات الشمالية الأفغانية، في حين كانت تتفاوض مع الولايات المتحدة في العاصمة القطرية الدوحة.
واستهدفت الهجمات قوات الجيش والشرطة الأفغانية، إضافةً لقوات التحالف الدولي الذي تعتبر الولايات المتحدة أكبر المشاركين فيه.
وفى هذا الصدد، قال معهد الشرق الأوسط  للدراسات «مؤسسة بحثية أمريكية»: إن طالبان اعتقدت أن الولايات المتحدة تسعى للانسحاب من أفغانستان بأي ثمن؛ لذا ضاعفت من هجماتها التي تشنها ضد القوات الأمريكية خلال تلك الفترة.
وعلقت مجموعة «صوفان جروب» المعنية بشؤون الاستخبارات والأمن الدولي، على الهجمات التي شنتها طالبان قائلةً: إن الحركة تعتمد على استراتيجية «التفاوض والقتال».
وأوضحت «صوفان جروب»، أن طالبان تشن مزيدًا من الهجمات، لفرض أقصى قدر من الضغط على الولايات المتحدة؛ للقبول بشروطها للسلام.
وأشار معهد الشرق الأوسط إلى أن عددًا من المسؤولين الأمريكيين الرافضين للانسحاب الأمريكي من أفغانستان نجحوا في إقناع الرئيس ترامب بوقف التفاوض مع طالبان، على الأقل في الوقت الحالي.
قبيل انطلاق عملية التصويت في الانتخابات الرئاسية الأفغانية، في 28 سبتمبر 2019، شنت حركة طالبان هجومين منفصلين قرب مركز اقتراع في مدينتي قندهار، وجلال آباد بجنوب أفغانستان، وأسفر الهجومين عن إصابة 16 جريحًا.
وأصدرت الحركة، في وقت سابق، بيانًا حذرت فيه الناخبين الأفغان البالغ عددهم  9,6 مليون من التوجه إلى مراكز الاقتراع، مؤكدةً أنها: «تنوي عرقلة هذه العملية عبر مهاجمة كل عناصر الأمن، واستهداف مكاتب الاقتراع ومراكزه».
وطالبت الحركة الأفغان، بضرورة البقاء بعيدين من مراكز الاقتراع في اليوم الانتخابي وعدم تعريض أنفسهم للخطر.
ومن جانبه، اعتبر معهد الشرق الأوسط، أن حركة طالبان تسعى لتعطيل الانتخابات الرئاسية وإفشال العملية السياسية في أفغانستان؛للضغط على الولايات المتحدة للعودة من جديد إلى مائدة المفاوضات.
وألمح المعهد إلى أن القوات الحكومية الأفغانية غير قادرة على حماية كافة مكاتب ومراكز الاقتراع، خاصةً مع العمليات الإرهابية التي تشنها حركة طالبان.
وتوقع المعهد الأمريكي أن يسعى المبعوث الأمريكي زلماي خليل زاد إلى التوصل إلى حل وسط مع مسؤولي حركة طالبان الأفغانية، خاصةً مع اقتراب الانتخابات الأمريكية المقررة في 2020.

شارك