هل يسعى «القاعدة» لإعادة التموضع على الخريطة الإرهابية؟.. صحيفة أمريكية تجيب
الثلاثاء 01/أكتوبر/2019 - 12:21 م
طباعة
نهلة عبدالمنعم
نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية تقريرًا، الإثنين 30 سبتمبر حول معلومات استخباراتية حصلت عليها من قبل مسؤولين أمريكيين لم تعلن عنهم، مفادها أن تهديدات فرع تنظيم القاعدة في شمال غرب سوريا، تتزايد.
وأكدت الصحيفة أن مسؤولي مكافحة الإرهاب الأمريكيين عبروا عن قلق متزايد بشأن إحدى الجماعات التابعة لتنظيم القاعدة في سوريا، والتي يقولون إنها تخطط لشن هجمات ضد الغرب من خلال استغلال الوضع الأمني الفوضوي في شمال غرب البلاد، والحماية التي توفرها دون قصد الدفاعات الجوية الأخرى، لافتة إلى أن بروز هذا الفرع الأخير للقاعدة في سوريا، وكذلك عمليات الفروع الأخرى للتنظيم في غرب أفريقيا، والصومال، واليمن، وأفغانستان، يؤكد التهديد الدائم للجماعة الإرهابية.
ورجحت أن فرع "القاعدة" الجديد، الذي أطلق عليه اسم «حراس الدين»، والذي ظهر في أوائل عام 2018 بعد أن انفصلت عدة تيارات عن فرع آخر أكبر في سوريا، خليفة مجموعة خراسان، وهي منظمة صغيرة ولكنها خطرة من كبار نشطاء تنظيم القاعدة الذين أرسلهم أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة، إلى سوريا للتخطيط لشن هجمات ضد الغرب.
وقد تم القضاء على مجموعة خراسان بالفعل من خلال سلسلة من الغارات الجوية الأمريكية قبل بضع سنوات، ولكن مع وجود ما يصل إلى 2000 متطرف بمن فيهم القادة المتمرسون، فإن "حراس الدين" مرشحة لأن تكون أكبر بكثير وتعمل في مناطق تحميها دول أخرى.
وتعتبر "حراس الدين" خطرة للغاية حتى أن وزارة الدفاع الأمريكية "بنتاجون"، اتخذت خطوة غير اعتيادية باستخدام خط ساخن خاص مع القادة الروس في سوريا للسماح للجيش الأمريكي بشن غارات جوية ضد زعماء "القاعدة" ومعسكرات التدريب في محافظتي حلب وإدلب.
فيما قال ناثان ساليس، منسق مكافحة الإرهاب بوزارة الخارجية عن الجماعة الإرهابية إن "القاعدة" لديها استراتيجية بعيدة المدى تنتظم على مدار السنوات القليلة الماضية في ترك "داعش" لاستيعاب العبء الأكبر من جهود مكافحة الإرهاب في العالم، بينما يعيد تنظيم "القاعدة" بناء نفسه بصبر.
ويري بيتر جاب ألبيربرج، المنسق الهولندي لمكافحة الإرهاب أن تهديد تنظيم "القاعدة" يتصاعد ببطء، إذ تحركت عناصره إلى داخل وخارج سوريا لسنوات، وفي عام 2013، أرسل ايمن الظواهري قياديين كبارًا لدعم فرع التنظيم في سوريا، وهو المعروف آنذاك باسم "جبهة النصرة"، ولكن بعد سنة أرسل "الظواهري" إلى سوريا خلية غامضة تدعى "خراسان"، قال مسؤولون أمريكيون إنها كانت تخطط لشن هجمات ضد الغرب.
ويقول كولن كلارك، الباحث في مركز "صوفان"، وهو مؤسسة بحثية لقضايا الأمن العالمي، إن هذه فرصة يمكن أن يستخدمها تنظيم "القاعدة" لإعادة التموضع على الخريطة الإرهابية، لافتًا إلى أن البنتاجون لا يميز علنًا بين "حراس الدين" و"هيئة تحرير الشام"، لكن المحللين الأمريكيين قالوا إن "حراس الدين" تشكل التهديد الأكبر للغرب وهم المستهدفون.