الهجوم السيبراني.. أهداف إيرانية في مرمى هجوم الكيبورد الأمريكي
الثلاثاء 01/أكتوبر/2019 - 01:02 م
طباعة
علي رجب
باتت جبهات الحرب الأمريكية الإيرانية، متعددة ومختلفة، وأصبحت الأولوية للهجمات الإلكترونية، مع تزايد التوترات بين البلدين خلال الأسابيع الأخيرة؛ حيث تتعرض إيران لـ50 ألف هجوم سيبراني، يوميًّا، في وقت يعد هجوم «الكيبورد»، أحد خيارات إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ لمعاقبة طهران ردًّا على هجمات استهدفت شركة أرامكو السعودية.
وقد أعلن رئيس منظمة الدفاع المدني الإيراني، غلام رضا جلالي، السبت 18 سبتمبر 2019، عن تعرض إيران لـ50 ألف هجوم سيبراني، يوميًّا، ونحو 8 هجمات سيبرانية جدية، تستهدف المؤسسات الإيرانية سنويًّا.
ولفت المسؤول الإيراني في تصريحات صحيفة، إلى تعرض المؤسسات الإيرانية النووية لهجوم عبر فيروس«ستوكس نت»، ولكن تم التعامل معه.
وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، كشف من جانبه خلال حوار تليفزيوني مع قناة «إن بي سي» الأمريكية عن حرب سيبرانية جارية بين إيران والولايات المتحدة، قائلًا: «إن أمريكا هي من بدأتها»، مضيفًا: «لو بدأت أمريكا الحرب ضد إيران فلن تكون هي من تنهيها».
وأقر وزير الخارجية الإيرانية بوجود فيروسات «ستاكس نت» استهدفت منشآت نووية إيرانية، مؤكدًا أنها لا تزال مستمرة.
وفي يونيو، شنت الولايات المتحدة هجومًا سيبرانيًّا سريًّا استهداف أنظمة حاسوبية إيرانية تستخدم لإطلاق الصواريخ، شبكة تجسّس إيرانية مكلّفة بمراقبة السفن التي تعبر مضيق هرمز، وفقًا لموقع «ياهو نيوز».
وقال مسؤولون أمريكيون رفيعو المستوى لصحيفة «نيويورك تايمز»: إن الهجوم أدى إلى حذف قاعدة بيانات مهمة تستخدمها ذراع إيران شبه العسكرية؛ من أجل التخطيط لشن هجمات على ناقلات نفط، وأسفر، لفترة مؤقتة على الأقل، عن تدهور قدرة طهران على استهداف حركة الملاحة البحرية في الخليج بشكل سري.
وأكد المسؤولون، أن إيران لا تزال تحاول استعادة المعلومات، التي تم تدميرها في هجوم 20 يونيو، وإعادة تشغيل بعض من برامج الكمبيوتر، بما فيها شبكات الاتصالات العسكرية التي جرى فصلها عن الإنترنت.
وقال المسؤول الاستخباراتي السابق رفيع المستوى، نورمان رول: إن العمليات الإلكترونية الأمريكية مصممة لتغيير سلوك إيران من دون بدء صراع أوسع أو التسبب في رد انتقامي.
في المقابل شنت إيران هجمات إلكترونية ضد حكومة الولايات المتحدة والشركات الأمريكية بمعدل ثابت، بحسب المسؤولين.
وتملك إيران جيشًا سيبرانيًّا يُستخدم في استهداف المؤسسات الاقتصادية والعسكرية الأمريكية، وهو ما يجعل الهجوم السيبرني الأمريكي يشكل تطورًا كبيرًا في الحرب الأمريكية الإيرانية.
وخلص تحليل أجراه خبراء الأمن السيبراني في ولاية كاليفورنيا الأمريكية إلى أن مجموعة مرتبطة بالحرس الثوري، كانت مسؤولة عن هذا الهجوم وكذلك الهجوم المماثل على الشبكة البرلمانية في عام 2017.
وقد قال تشارلز يو، رئيس شركة «ريسكيورتي» للأمن السيبراني، في فبراير الماضي خلال تصريح لصحيفة «وول ستريت جورنال»: «إن المتسللين الإيرانيين قاموا بسرقة معلومات من قاعدة بيانات خلال هجوم على البرلمان والأحزاب الأسترالية، شملت تفاصيل معلومات وبيانات أكثر من 7000 شخصية سياسية، بما في ذلك أعضاء البرلمان».
وقال مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي: «إن ضحايا المجموعة شملوا نحو 144 جامعة أمريكية، و176 جامعة أجنبية في 21 دولة، واثنتين من المنظمات غير الحكومية الدولية وخمس وكالات فيدرالية وحكومية في الولايات المتحدة، و11 شركة أجنبية خاصة».
كما فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات في فبراير 2018، على 9 من كبار القادة والشركات التابعة لمجموعة معهد «مبنا» التابع للحرس الثوري الإيراني بتهم شن هجمات سيبرانية على أمريكا وأوروبا واختراق أنظمة الكمبيوتر وسرقة بيانات الملكية.
ومن جانبه أكد الدكتور محمد بناية، الخبير في الشؤون الإيرانية: «إن الحرب الإلكترونية التي أعلنتها واشنطن ضد إيران تهدف إلى شل قدرة الجيش الإلكتروني الإيراني؛ ما يتيح للولايات المتحدة الأمريكية السيطرة والتحكم والتجسس على القدرات العسكرية الإيرانية، وإفشال منظومة الصواريخ الإيرانية بشكل واسع».
وأضاف بناية: «بالرغم من قدرات الجيش الإلكتروني الإيراني واستهدافه عدة أهداف في هجماته سابقة، لكن استهداف واشنطن لقدرات الجيش الإلكتروني الإيراني يشكل ضربة قوية لقدرات الملالي في الفضاء الإلكتروني وأيضًا في قدرتها على التجسس وتوجيه ضربات لأهداف أمريكية وأوروبية وخليجية».
وأشار الخبير في الشؤون الإيرانية، إلى أهداف الهجمات الإلكترونية الأمريكية المعلنة، باعتبارها أهدافًا عسكرية وتجسسية بشكل كبير، ولكن لم يستبعد الخبير في الشؤون الإيرانية، أن تكون واشنطن استهدفت أيضًا مؤسسات اقتصادية؛ لتضعف القدرات الاقتصادية لنظام الملالي.