على يد الجيش الليبي.. تصفية ملياردير مصراتة وممول الإخوان وسمسار الدم

الأربعاء 02/أكتوبر/2019 - 11:25 ص
طباعة على يد الجيش الليبي.. نورا بنداري
 
في ضربة قاصمة للميليشيات الإرهابية في ليبيا، وجماعة الإخوان، وأيضًا تركيا، أكد مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الليبي «خالد المحجوب» الإثنين 30 سبتمبر 2019، تصفية القيادي البارز «هشام امسيمير»، المموّل الرئيس لجماعة الإخوان في ليبيا وقوات الوفاق، والحاكم الخفي لمدينة مصراتة.

في تصريحات صحفية، أكد «المحجوب» خبر تصفية «أمسيمير» على يد قوة تابعة للواء التاسع بمدينة ترهونة، خلال تبادل لإطلاق النار بين مدينتي ترهونة ومصراتة الأحد 29 سبتمبر 2019، مضيفًا أن مقتله يعد أكبر ضربة تتلقاها ميليشيات مصراتة منذ عام 2011؛ نظرًا للدور البارز الذي كان يقوم به في تمويل المعارك وجلب السلاح والمسلحين من تركيا ومن أماكن أخرى إلى ليبيا.

ليس ذلك فقط، بل أعلن «المحجوب»، أن «أمسيمير» هو ملياردير يحكم مدينة مصراتة من خلف الكواليس ولديه نفوذ قوي داخلها، ويعد أبرز عضو خفي في تنظيم الإخوان يعمل وراء الظل؛ إذ لا يظهر في وسائل الإعلام ولا في ساحات المعارك، إضافةً إلى أنه الممول الرئيسي لحرب فجر ليبيا عام 2014، التي قادتها مجموعة ميليشيات إسلامية، وكذلك ممول الحرب الدائرة الآن بالعاصمة طرابلس، والداعم القوي لقوات الوفاق بالأموال والسلاح.

إضافةً إلى أن القيادي الليبي  كان هو الوسيط بين تركيا ومصراتة، فهو المسؤول عن إبرام صفقات السلاح مع أنقرة، ويقف وراء كل شحنات الأسلحة التي وصلت إلى الميليشيات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق، وفقًا لما أوضحه «المحجوب»، أن هذا القيادي يعتقد أنه مجند من المخابرات التركية، فهناك شبهات تحوم حول قوته المالية وثرائه الفاحش والسريع.

وخلال الفترة الماضية، وجه الجيش الليبي بعض الاتهامات لـ«أمسيمير»، منها دعم  ما يسمي «مجلس شورى بنغازي» و«شورى مجاهدي درنة» لقتال قواته خلال معركة تحرير مدينتي بنغازي ودرنة من الإرهاب، عبر إرسال جرافات بحرية مليئة بالأسلحة والذخائر وكذلك المقاتلين.

بيد أنه في تقرير خبراء الأمم المتحدة الصادر في العام 2018، جاء فيه أن «أمسيمير»، قام بتوريد أسلحة وذخائر للمجموعات التي هاجمت مطار معيتيقة في يناير العام الماضي؛ ما أدى إلى تعليق حركة النقل الجوي وخسائر مادية وإصابة مدنيين، كما أنه مطلوب لدى النائب العام لاتهامه بقصف عدة مناطق في طرابلس بالقذائف العشوائية.

وأشار المركز الإعلامي لعمليات الجيش الليبي في بيان له 29 سبتمبر، أن «أمسيمير» قام بمحاولة إغراء شباب من ترهونة ورشوتهم؛ لاغتيال اللواء الليبي «محمد الكاني» أحد أعيان ترهونة مقابل 10 ملايين دينار.

من جانبه، أوضح «هشام النجار» الباحث المتخصص في شؤون الحركات الإسلامية، أن قوات الجيش الليبي تركز على استهداف مرتكزات القوى الأجنبية الداعمة للميليشيات المسلحة كالقوات التركية وكذلك على اصطياد العناصر القيادية للميليشيات التي تدعمها.

وأشار «النجار»، أن هذا المسار من شأنه تقويض عناصر القوة للميليشيات التي تستفيد بشكل رئيسي من دعم قوات تركية مدربة جيدًا ومن وجود قيادات مسلحة من التكفيرين على درجة عالية من التدريب، وباستهداف هذين العنصرين تفقد الميليشيات الجزء الأهم من نفوذها وحضورها على الأرض ويصبح سقوطها وانهيارها سهلًا وفي المتناول على المدى المنظور

وأضاف، أن تركيا ذهبت بقواتها مؤخرًا في حرب مباشرة لدعم الميلشيا الإرهابية في ليبيا؛ حيث أن أحد أسباب تدخلها العسكري بشكل مباشر، هو انقاذ قيادات الميليشيات وحمايتهم وإبقاؤهم في صدارة المواجهة؛ لأن سقوطهم والقضاء عليهم سيفت في عضد الميليشيات ويسرع في انهيارها، ولذلك ستعمل تركيا على التعويض عبر تصعيد قيادات بديلة وعلى الاستماتة في حماية من تبقى من قيادات، هم بمثابة الرؤوس التي تمثلها في الصراع الليبي.

شارك