بعد هجوم أرامكو.. السعودية تستبعد الحرب وإيران تسعى للحوار

الأربعاء 02/أكتوبر/2019 - 11:26 ص
طباعة بعد هجوم أرامكو.. إسلام محمد
 
تزامنًا مع تواصل جهود الوساطة العالمية بين الرياض وطهران، في أعقاب تورط الأخيرة بالهجوم على منشآت النفط السعودي، أشار ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان، إلى أنه يأمل ألا يكون العمل العسكري ضروريًّا ضد إيران، وأنه يفضل الحل السياسي، مؤكدًا أن اشتعال الحرب بين بلاده وإيران ستؤدي إلى انهيار الاقتصاد العالمي.

ولفت في مقابلة خاصة مع برنامج «60 دقيقة» على قناة CBS الأمريكية، إلى أنه يتفق مع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في أن ما قامت به طهران عمل حرب، مبينًا أن هجوم أرامكو ضرب قلب إمدادات الطاقة في العالم، وليس فقط في المملكة العربية السعودية.

وأضاف الأمير، أن هجوم أرامكو عمل أحمق؛ لأنه استهدف 5%من إمدادات العالم محذّرا من أن النفط سيرتفع لأسعار خيالية، إذا لم يجتمع العالم لردع إيران، قائلًا: «إذا لم يتخذ العالم موقفًا قويًّا لردع إيران سنرى مزيدًا من التصعيد» ونوّه بأن الحل السياسي سيكون أسهل في اليمن إذا أوقف نظام الملالي دعمه للميليشيات الحوثية.

وكان وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، قال: إن المملكة ستدرس جميع الخيارات للرد على إيران بعد انتهاء التحقيق في هجوم أرامكو، مضيفًا: «تأكدنا أن المصدر إيران.. نعمل على موقف دبلوماسي للرد على إيران»، مؤكدًا ضرورة إنهاء السلوك الإيراني المزعزع للاستقرار.

وألقت الولايات المتحدة والقوى الأوروبية والسعودية والبحرين مسؤولية هجمات «أرامكو» على إيران، التي نفت أي تورط لها في هذا الاعتداء.

من جانبه، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي، في مؤتمر صحفي، الإثنين 30 سبتمبر 2019: «دائما هناك فرصة بحل الخلافات عن طريق الحوار، وهناك العديد من الدول التي تسعى لتقريب وجهات النظر بين طهران والرياض».

وأضاف حسب وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا»: «إيران أعلنت أنها ترحب بهذه المبادرات وجاهزة لأخذها على محمل الجد، لكن الطرف المقابل لا يقبل هذه المبادرات.. لا نريد الحرب للمنطقة، ونأمل أن لا تقع أي حرب فيها.. حماية المنطقة تكون من خلال دولها ودون أي تدخل أجنبي».

وتتولى فرنسا والعراق جهود الوساطة بين الرياض وطهران، دون أن يتم الإعلان عن إحراز أي تقدم حتى الآن.

إلى ذلك كشف وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، عن زيف ادعاءات الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من طهران، بأسر 3 ألوية سعودية متهمًا إياها بالترويج لانتصارات وهمية، باستخدام فيديوهات قديمة لعملية فاشلة نفذتها قبل أشهر.

كما أوضح الإرياني في سلسة تغريدات على حسابه على تويتر الأحد 29 سبتمبر 2019، أن الميليشيات الحوثية تروج لتلك الانتصارات «الوهمية بهدف التغطية على مأزقها السياسي والعسكري وعزلتها الشعبية ورفع الروح المعنوية المنهارة لعناصرها، وإظهار قدرتها على تحقيق إنجاز على الأرض والاستمرار في حربها بالوكالة لصالح أسيادها في طهران والتشويش على جريمة الاستهداف الإيراني لشركة أرامكو النفطية».

كما أكد أن الميليشيات المدعومة من إيران تلقت خلال الاشهر الماضية ضربات موجعة وتكبدت خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، مبينًا أنه خلال العملية المذكورة، تم التعامل مع عناصر الميليشيات والقضاء بشكل كامل على ما يسمى لواء الصماد «3».

يذكر أن ميليشيات الحوثي كانت ادعت تنفيذ عملية عسكرية قالت: إنها تسببت في السيطرة على كميات كبيرة من الأسلحة تضم مئات الآليات والمدرعات، وأسر الآلاف من قوات الشرعية في «محور نجران».

من جانبه، قال الباحث المختص في الشأن الإيراني، محمد علاء الدين: إن الآلة الإعلامية الايرانية دائمًا ما تحاول استخدام الميليشات الحوثية كأداة طيعة في صراعها مع الدول العربية، فقد جعلتها تعلن مسؤوليتها عن هجوم أرامكو وجعلتها تعلن زورًا أنها أسرت الآلاف من قوات الشرعية وغيرها من الادعاءات التي تكشف عن جبن وخور الطرف الإيراني عند اللقاء والتمترس خلف وكلائه والمخدوعين به.

وأضاف، أن خيار الحرب برغم كونه مكلفًا جدًّا للجميع إلا أن إيران تخشى هذا السيناريو؛ لأنها لا تمتلك جهوزية عسكرية على الإطلاق، رغم كل ما تبثه آلتها الادعائية في المنطقة، ولهذا جنحت إلى السلم مضطرة.

وتابع الباحث المختص في الشأن الإيراني، أن المملكة العربية السعودية تفضل الخيارات الدبلوماسية؛ لأن العقوبات المفروضة على إيران تعمل بأشد ما تفعله الحرب عليها باعتراف كبار قادتها أنفسهم.

شارك