صراع الأجنحة يعصف بنظام الملالي.. القضاة أحدث الضحايا

الأربعاء 02/أكتوبر/2019 - 11:42 ص
طباعة صراع الأجنحة يعصف محمد عبد الغفار
 
يواصل نظام الملالي في إيران انتهاك الحقوق الأساسية للشعب من جهة، فيما يقع المواطن فريسة لصراع الأجنحة داخل الدولة، من جهة أخرى إذ طالت الصراعات السلطة القضائية، التى يسعى رئيسها الجديد إلى التخلص من الحرس القديم عن طريق اتهامهم بالرشوة، ليحل محلهم رجاله المخلصون.
وأعلنت السلطات الإيرانية الثلاثاء الأول من أكتوبر 2019، اعتقال أحد أبرز المحققين القضائيين في البلاد ويدعى «بيجن قاسم زادة» على خلفية اتهامات بالفساد المالي.
وكان «بيجن قاسم زادة» أصدر قرارًا بحجب وإيقاف تطبيق «تيليجرام» للتراسل الفوري، في مايو 2018، على الرغم من أنه يتم استخدامه من قبل ملايين الإيرانيين، كما باشر العديد من القضايا المثيرة للجدل سابقًا، ومنها قضية «حميد بقائي»، المساعد الشخصي للرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد.
حظيت قضيت اعتقال القاضي البارز باهتمام قطاعات عريضة من الشعب الإيراني، الذي رأي في اعتقاله تكرار لفساد القضاء، ما دفع الحكومة الإيرانية إلى الرد، وقال الناطق باسم السلطة القضائية غلام حسين إسماعيلي، الثلاثاء الأول من أكتوبر 2019، إن المحقق السابق تم اعتقاله مع قاضٍ آخر بعد تورطهما في قضية سابقة، لم يُعلن عن ماهيتها.
وأشار الناطق باسم السلطة القضائية إلى أنه تم إيقاف العديد من العناصر القضائية الأخرى من قبل السلطات الأمنية، معتبرًا ان هذه الملاحقات قد تطال أشخاصًا آخرين في السلك القضائي.
لم يستطع نظام الملالي أن يتحمل وجود مجموعة من القضاة معارضين له، لذا أطلق رئيس السلطة القضائية الجديد إبراهيم رئيسي، والمقرب من المرشد الإيراني علي خامنئي، والذى تولى منصبه في مارس 2019 خلفًا لصادق لاريجاني، حملة شرسة ضد عدد من أبرز رجال سلك القضاء في البلاد.
وتم اعتقال عشرات المسؤولين القضائيين الإيرانيين بتهمة الحصول على رشاوى مالية، خصوصًا من حققوا في قضايا شهيرة داخل البلاد، ما يعد جزءًا من الفساد الممنهج المنتشر في سلك القضاء.
يذكر أن جهاز القضاء الإيراني أعلن في يونيو 2019، عزل 60 قاضيًا من عملهم خلال الشهور الأخيرة، تحت ذريعة مواجهة «الفساد المستشري داخل المؤسسة».
ويرى العديد من المتابعين أن ما يحدث داخل نظام الملالي حاليًا لا يتجاوز كونه صراع ما بين الأجنحة المتصارعة في البلاد، ويسعى كل فريق إلى السيطرة بصورة كاملة على كافة مجريات الأمور داخل البلاد.

شارك