«أردوغان» و«الكذب».. وجهان لعملة واحدة
الأربعاء 02/أكتوبر/2019 - 11:45 ص
طباعة
محمد عبد الغفار
اعتاد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الكذب خلال السنوات الماضية، حتى أصبح من الممكن القول إنهما أصبحا وجهان لعملة واحدة، إذ يحاول من خلال تلك الأكاذيب أن يغطي على التصرفات التي يقوم بها سرًّا، والتي أضرت ببلاده أولًا، ومحيطه الإقليمي والدولي ثانيًّا.
كثيرًا ما تحدث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حول ملف اللاجئين، مؤكدًا مساندة بلاده لهذا الملف، ووقوفها إلى جانب «الأشقاء السوريين»، وهو ما كرره خلال كلمته في الدورة 74 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، 24 سبتمبر 2019.
وأكد «أردوغان» في كلمته أن بلاده استقبلت 3.7 مليون لاجئ سوري، ودفعت لهم مليارات الدولارات، ولم تستقبل سوى 3 مليارات يورو من الاتحاد الأوروبي، تم إنفاقهم جميعًا على اللاجئين السوريين.
وتباكى «رجب» على الطفل السوري آيلان كردي، الذي وُجِدَ غريقًا على الشواطئ تركية، قائلًا: «العالم نسى بسرعة الطفل السوري آيلان كردي، لا تنسوا، قد يدور الزمان وتصبحون أنتم أيضًا في موقف مماثل».
وعلى الرغم من أحاديث «أردوغان» العاطفية في الأمم المتحدة، فإن الحقيقة مختلفة، إذ أعلن معهد DeZim الألماني في دراسة منشورة عبر موقعه الإلكتروني، أن أرقام اللاجئين السوريين المعلن عنها في تركيا أكبر بكثير من العدد الفعلي، وأكد المعهد أن عدد اللاجئين يقترب فقط من 2.7 مليون لاجئ سوري، وفقًا لما وصفه المعهد بـ«التقديرات العلمية ومفوضية الأمم المتحدة السامية للاجئين».
واعتبر المعهد التابع لوزارة الأسرة الألمانية أن الطريقة التي تعتمد عليها الحكومة التركية في رفع البيانات والمعلومات يعتريها الكثير من الضعف، إذ لم يكن هناك آلية لمنع تسجيل اللاجئين مرتين في أماكن مختلفة، كما أن اللاجئين الذين أكملوا طريقهم إلى أوروبا أو عادوا إلى سوريا مازالوا في حسبان الحكومة التركية؛ بهدف الحصول على المزيد من الدعم المالي من الاتحاد الأوروبي.
بصورة علنية، يؤكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وقوف بلاده ضد التنظيمات الإرهابية مُطلقًا، وينوه دائمًا إلى أن أنقرة سوف تنخرط في أي مواجهة ضد هذه التنظيمات في سوريا والعراق للقضاء عليها، وهو ما أكد عليه خلال تصريحات صحفية له في الولايات المتحدة الأمريكية، 24 سبتمبر 2019، إذ أشار إلى أن سوريا أصبحت محطة للجماعات المتشددة من جميع دول العالم، معتبرًا أن هناك دولًا تقف إلى جانب هذه التنظيمات.
وشدد على أن أنقرة ستتخذ موقفًا واضحًا في حربها ضد الإرهاب في سوريا، إذ قامت بتطهير 4 آلاف كيلومتر مربع من الجماعات الإرهابية، وتعمل بجد لإحلال السلام في سوريا، وتطهيرها بصورة كاملة من الإرهابيين.
ورغم هذه التصريحات العلنية، فإن ما في الخفاء يشير بوضوح إلى أن نظام الرئيس التركي عمل على دعم تنظيم «داعش» والتنظيمات الإرهابية الأخرى في منطقة خفض التصعيد بإدلب فى الشمال السورى، وهو ما أكدت عليه صحيفة «نيويورك بوست» الأمريكية في تقرير لها، الثلاثاء الأول من أكتوبر 2019، إذ قالت إن المخابرات التركية تعمل على تقديم مساعدات مالية، وموارد عينية لتنظيم داعش، وذلك تنفيذًا لأوامر مباشرة من الرئيس التركي، كما تعمل أجهزة المخابرات على تجاهل تدفق عناصر التنظيم إلى سوريا والعراق عبر الأراضي التركية.
وأشارت «نيويورك بوست» في تقريرها إلى أن القوات الكردية استطاعت القبض على عشرات المقاتلين التابعين لداعش، ووجدوا أن جوازات سفرهم تم ختمها بصورة رسمية من قبل الدولة التركية.
ويتضح من هذا أن النظام التركي أصبح مصممًا على الكذب على الرأي العام الدولي، بصورة مغايرة لما هو على أرض الواقع، بهدف التغطية على ما يقوم به من انتهاكات واضحة لحقوق الإنسان والقانون الدولي.