تحرك جماعي مرتقب.. هجوم أرامكو يوحد صفوف العرب ضد إيران
الأربعاء 02/أكتوبر/2019 - 11:46 ص
طباعة
إسلام محمد
في الوقت الذي تحاول طهران فيه التنصل من مسؤولية هجومها على منشآت النفط السعودي «هجوم أرامكو»، يجري القادة العرب اتصالات رفيعة المستوى؛ لبحث سبل الرد على هذا الهجوم والتعامل مع تداعياته وفق القوانين والأعراف الدولية.
أحمد أبو الغيط
أحمد أبو الغيط
من جانبه، أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، عن اعتزام أعضاء الجامعة إجراء تحرك مشترك عقب الكشف عن نتائج التحقيقات في هجوم الرابع عشر من سبتمبر2019، على منشآت النفط السعودية.
وقال أبو الغيط في حوار مع صحيفة «الشرق الأوسط» نشر الثلاثاء 1 أكتوبر 2019: «لا أقول: إن إيران أطلقت الصواريخ والطائرات المسيرة، أنتظر التقرير، لكن لدي مؤشرات تفيد بأن هذه الأسلحة صنعت في إيران، السؤال من أطلقها ومن أين أطلقت، وعندئذ سيجري التحرك في كل المؤسسات المؤثرة، بما فيها مجلس الأمن».
وعبر أبوالغيط عن «ثقته التامة» في أن «لحظة الحقيقة آتية قريبًا جدًّا» في التحقيق الجاري حاليًّا في «الهجمات الإجرامية» وأنه «سيحدد بدقة» من يقف وراء الهجمات، مشيدًا في الوقت نفسه بـحكمة القيادة السعودية، متهمًا النظام الإيراني بأنه لا يزال يسعى إلى تصدير الثورة، داعيًا إلى «ضبط الأداء الإيراني» في الإقليم.
ولفت إلى أن «هناك تضامن عربي في الوقوف مع المملكة ومع دول الخليج في هذا الشأن وهناك لجنة إيران الرباعية، التي تجتمع كل ستة أشهر، وهي تتبنى في كل مرة وثيقتين، الأولى بيان ملزم لأعضاء اللجنة المؤلفة من كل من مصر والبحرين والإمارات والمملكة العربية السعودية وعضوية الأمين العام للجامعة في شأن أداء إيران وتدخلاتها في المنطقة، والأخرى عبارة عن قرار خاص بالتدخلات الإيرانية في الإقليم العربي، ويقره الاجتماع الوزاري بإجماع كل الأعضاء».
وتحدث عن وجود استراتيجية عربية واضحة جدًّا للتصدي للتدخلات الإيرانية، وأن هناك صعوبات في علاقات إيران مع عدد كبير من الدول العربية؛ لأنها تطبق هذه الاستراتيجية.
وفي الإطار ذاته، عقد المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في الولايات المتحدة، مؤتمرًا صحافيًّا، في مقر نادي الصحافة الأمريكي، كشف خلاله عن معلومات «حصلت» عليها منظمة «مجاهدي خلق» الإيرانية من داخل النظام، تلقي الضوء على التحركات التي قام بها النظام الإيراني؛ لتنفيذ عملية الهجمات على منشآتي النفط في شرطة «أرامكو» السعودية، وقدمت أدلة على ضلوع المرشد الإيراني علي خامنئي، والرئيس حسن روحاني، ووزير الخارجية جواد ظريف، في التخطيط ومتابعة تنفيذ الهجمات.
وحسب معلومات «مجاهدي خلق»، فإن «الخطة نوقشت يوم السبت 31 أغسطس 2019، في اجتماع للمجلس الأعلى للأمن القومي للنظام بحضور روحاني وظريف، وحضر الاجتماع عدد من كبار قادة الحرس منهم اللواء حسین سلامي القائد العام لقوات الحرس، واللواء قاسم سليماني قائد قوة القدس، وبعد تنفيذ عملية الهجوم الصاروخي يوم السبت 14 سبتمبر 2019، عاد القادة الميدانيون إلى طهران بعد بضعة أيام وقاموا بتسليم تقرير تنفيذ العملية مع تفاصيلها.
وقد أضر الهجوم بإمدادات النفط السعودي، لكن إبراهيم البوعينين الرئيس التنفيذي لوحدة التجارة التابعة لشركة أرامكو السعودية، قال: إن أرامكو عادت بطاقة إنتاج النفط إلى مستوى ما قبل الهجمات منذ 25 سبتمبر 2019.
وقد استهدفت الهجمات منشأتي بقيق وخريص؛ ما تسبب في طفرة في أسعار النفط جراء الحرائق والأضرار التي أوقفت 5.7 مليون برميل يوميًّا، ما يعادل نصف إنتاج الخام السعودي.
وقال الباحث في الشأن الإيراني محمد علاء الدين: إن نظام الملالي بات في قفص الاتهام، بعد أن فشل في تنفيذ الهجوم دون ترك بصمات جريمته واضحة عليه، وهو ما أثبتته التحقيقات الأولية.
وتابع، أن الموقف العربي الموحد يمثل خسارة كبيرة لإيران، وفي حال تم اللجوء إلى مجلس الأمن، فإن موقف طهران سيزدادا حرجًا وسوءًا؛ لأنها معتدية وتستحق أن تخضع لعقوبات وفق القانون الدولي.
وتابع الباحث في الشأن الإيراني في تصريحاته، أن الحكومة الإيرانية خسرت الكثير من هذا الهجوم، بينما تعافت المملكة السعودية من آثاره سريعًا، وبقيت تبعاته تطارد طهران.