في مظاهرات الغضب.. العراقيون يهتفون ضد الملالي
الخميس 03/أكتوبر/2019 - 10:57 ص
طباعة
روبير الفارس
جرائم نظام الملالي تمتد بقوة في العراق من خلال مليشيات الحشد الشعبي وذيوله وتداولت وسائل الإعلام مقاطع فيديو من غضب الشعبي في العراق ، تظهر هتاف المتظاهرين ضد إيران وحلفائها في البلاد.
واندلعت تظاهرات في بغداد وعدد من المدن العراقية الأخرى مثل الناصرية والنجف والكوت والديوانية مظاهرات شعبية للاحتجاج على الفساد والمطالبة بإقالة رئيس الوزراء عادل المهدي.
ويعاني العراق من توغل النفوذ الإيراني في دوائر السلطة في البلاد، فضلا عن فشل الحكومات المتعاقبة في تلبية مطالب المواطنين وتحسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية في البلاد.
وشهدت التظاهرات في بغداد وقوع اشتباكات بين المحتجين والشرطة، التي استخدمت الرصاص الحي في تفريق التظاهرات، ما أسفر عن مقتل 3 أشخاص و200 آخرين.
فيما قال أطباء في مستشفيات المحافظات التي شهدت مظاهرات اليوم إن أعداد الجرحى خارج بغداد وصل إلى أكثر من ١٥٠ جريحا، بينما قتل متظاهر في بغداد وآخر في الناصرية إثر استخدام القوات الأمنية الرصاص الحي في تفريق المتظاهرين.
وفي مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار جنوبي العراق لا يزال المتظاهرون موجودين في الشارع وسط انتشار مكثف من الأجهزة الأمنية التي تحاصر المتظاهرين وقد استخدمت الرصاص الحي لتفريقهم.
و أن عدد المصابين في الناصرية وصل حتى الآن إلى أكثر من ٣٣ مصابا واعتقلت القوات الأمنية العشرات من المتظاهرين
وشهد العراق احتجاجات حاشدة العام الماضي بدأت في الجنوب، فيما وقعت اشتباكات بين قوات الأمن والمحتجين الذين أغضبهم ضعف البنية التحتية وانقطاع الكهرباء المتكرر وانتشار الفساد وتوغل عملاء النظام الإيراني في العراق.
وقال مسئول في وزارة الخارجية الأمريكية، إن الولايات المتحدة على علم وتتابع المظاهرات التي يشهدها العراق، داعياً جميع الأطراف إلى تخفيف حدة التوتر.
ويواصل المتظاهرون تجمعاتهم في مواجهة الحكومة وقواتها وميليشياتها في بغداد التي تدخل مرحلة حظر التجول بدءا من الساعة الخامسة من فجر الخميس (بالتوقيت المحلي) “حتى إشعار آخر”، بعد يومين من الاحتجاجات التي أسفرت عن مقتل تسعة أشخاص، فيما تحدثت مصادر ومواقع إخبارية عن مقتل 11 شخصا.
يسعى المحتجون للتوجه إلى ساحة التحرير في وسط العاصمة، التي تعتبر نقطة انطلاق تقليدية للتظاهرات في المدينة.
ويبدو أن الحكومة التي شكّلت قبل عام تقريباً، اتخذت خيار الحزم في مواجهة أول امتحان شعبي لها، رغم أن ذلك لم يثن المحتجين الذين واصلوا تدفقهم مساء إلى نقاط التجمع المركزية في بغداد ومدن جنوبية عدة.
فقد قطعت خدمات الانترنت بعد ساعات من حجب مواقع التواصل الاجتماعي، واغلقت معظم الطرقات الحيوية في العاصمة، فيما أكدت مصادر محلية عن تنفيذ اعتقالات ممنهجه طالت ناشطين ومشاركين بالتظاهرات الأخيرة.
وقتل خمسة متظاهرين بالرصاص مساء الأربعاء في الناصرية بمحافظة ذي قار إضافة إلى شرطي، غداة مقتل متظاهر في المدينة التي تبعد 300 كيلومتر جنوب بغداد، بحسب ما أعلن مسؤول محلي، من دون تحديد مصادر النيران.
في المقابل، قتل متظاهران منذ الثلاثاء في بغداد، حيث امتدت التظاهرات لتطال أكثر من ستة أحياء في العاصمة.
وأقدم متظاهرون في أحياء عدة من بغداد على إشعال إطارات وقطع طرق رئيسية، وكان أعلن حظر التجول في النجف والناصرية.
ويسعى المحتجون للتوجه إلى ساحة التحرير في وسط العاصمة، التي تعتبر نقطة انطلاق تقليدية للتظاهرات في المدينة، ويفصلها عن المنطقة الخضراء جسر الجمهورية حيث ضربت القوات الحكومية طوقاً مشدداً منذ الثلاثاء.
وقال مواطن عراقي: “نطالب بكل شيء، نطالب بوطن، نشعر بأننا غرباء في بلدنا، لا دولة تعتدي على شعبها كما فعلت هذه الحكومة. نحن نتعامل بسلمية ولكنهم أطلقوا النار”
وقررت السلطات الحكومية التي أعادت في يونيو افتتاح المنطقة الخضراء التي كانت شديدة التحصين وتضم المقار الحكومية والسفارة الأمريكية، إعادة إغلاقها مساء الأربعاء، منعاً لوصول المتظاهرين.
وأعلن مجلس محافظة بغداد أنّه قرّر تعطيل العمل يوم الخميس في كلّ الدوائر التابعة له، الأمر الذي سيسمح للقوات الحكومية بتعزيز نفسها وتشديد قبضتها في مواجهة المتظاهرين.
وتذرعت الحكومة بضلوع “معتدين” و”مندسين” بالتسبب عمداً بسقوط ضحايا بين المتظاهرين.
والأربعاء، استخدمت قوات بما يعرف مكافحة الشغب مجدداً الرصاص الحي لتفريق مئات المتظاهرين الذين خرجوا للمطالبة بمحاسبة الفاسدين ومكافحة البطالة، وصولاً إلى رفض تنحية قائد عسكري يتمتع بشعبية، في بغداد والناصرية والنجف جنوباً.
وأفاد مراسلون أن القوات اعتدت على فريق صحافي، واعتقلت صحافياً آخر، ومنذ مساء الأربعاء أيضاً، بدا صعباً الدخول إلى مواقع التواصل الاجتماعي مع بطء شديد في شبكة الإنترنت.
وفي حي الزعفرانية بجنوب العاصمة، حيث أقدم متظاهرون على حرق إطارات، سمع أزيز رصاص على غرار يوم الثلاثاء في وسط بغداد، في محيط ساحة التحرير التي انطلقت منها التظاهرة.
وقالت مصادر طبية إن أكثر من 400 شخص اصيبوا بجروح في مختلف انحاء العراق، مشيرة إلى أن تسعة منهم على الأقل أصيبوا بالرصاص الحي في بغداد، وأن آخرين كانوا يعانون الاختناق نتيجة استنشاق الغاز المسيل للدموع أو أصيبوا خلال عمليات التدافع.
ويبدو أن المتظاهرين عازمون على مواصلة تحركهم. ففي الزعفرانية، قال عبدالله وليد (27 عاماً) إنه خرج للتظاهر الأربعاء “لدعم إخواننا في ساحة التحرير” التي ضربت القوات الحكومية طوقاً أمنياً حولها.
وأضاف في شارع تتمركز فيه مدرعات قوات مكافحة الشغب “نطالب بفرص عمل وتعيين الخريجين وتحسين الخدمات. مضت علينا سنوات نطالب، ولا جواب من الحكومة”.
وفي حي الشعب، وسط سحب دخان ناتج من حرق إطارات، قال محمد الجبوري الذي يحمل شهادة في الهندسة لكنه اليوم يقوم بأعمال هامشية: “نطالب بكل شيء، نطالب بوطن، نشعر بأننا غرباء في بلدنا، لا دولة تعتدي على شعبها كما فعلت هذه الحكومة. نحن نتعامل بسلمية ولكنهم أطلقوا النار”.
وهذه التظاهرات غير مسبوقة، إذا إنها لم تنطلق بدعوة من حزب أو زعيم ديني كما تجري العادة في بغداد، بل جمعت غاضبين محتجين على غياب الخدمات العامة والبطالة.
ويعاني العراق الذي أنهكته الحروب، انقطاعا مزمنا للتيار الكهربائي ومياه الشرب منذ سنوات، ويحتل المرتبة 12 في لائحة الدول الأكثر فساداً في العالم، بحسب منظمة الشفافية الدولية.
وتشير تقارير رسمية الى انه منذ عام 2003، اختفى نحو 450 مليار دولار من الأموال العامة، أي أربعة أضعاف ميزانية الدولة، وأكثر من ضعف الناتج المحلي الإجمالي للعراق.
وفرقت القوات الحكومية التظاهرات في بغداد ومدن عدة من جنوب البلاد بالقوة، أولاً بخراطيم المياه والغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي. بعيد ذلك، وفي العاصمة خصوصاً، استخدمت القوات الرصاص الحي الذي أطلقته في الهواء لساعات في ساحة التحرير.
وبينما كانت عائلة المتظاهر الأول الذي قتل في بغداد تواريه الثرى شرقي العاصمة، ندد المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء سعد معن بـ ”المندسّين” الذين يسعون إلى “نشر العنف”، في محاولة لتهرب الحكومة والجهات المسؤولة عن المسائلة والعقاب.
من جانبها، أعربت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس-بلاسخارت عن “قلق بالغ”، داعية السلطات إلى “ضبط النفس في التعامل مع الاحتجاجات”.
بدورها، أبدت لجنة حقوق الإنسان النيابية اعتراضها على “ردة الفعل الخاطئة وأسلوب قمع التظاهرات السلمية”، مؤكدة ضرورة أن “يتحمل الجميع مسؤوليته”.
وأصدرت هيئة علماء المسلمين في العراق بيانًا داعمًا لثورة الشباب، منددة بسياسة الحكومة القمعية وانتهاكاتها التي تسعى لتكميم الأفواه.
ويذكر ان الملالي يغرقون العراق بالمخدرات ويستخدمون مليشياتهم في القيام بعمليات ارهابية لدول الجوار الامر الذى يجلب للعراق مشاكل امنية وعسكرية حيث يتعرض ارضه للهجوم لضرب المليشيات التى تحتل ايران بها العراق.