لا تعهدات لا ضمانات.. إيران تواصل خرقها للاتفاقيات البحرية وتهدد ناقلات النفط
الخميس 03/أكتوبر/2019 - 11:45 ص
طباعة
إسلام محمد
اتهم وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إيران بنقض وعدها عدم تسليم شحنة النفط التي تحملها «أدريان داريا» إلى سوريا، مشيرًا إلى ضرورة أن يحاسب المجتمع الدولي طهران على هذه الخطوة.
وغرد عبر «تويتر» في منشور أرفقه بصورة جوية لناقلتي نفط بجانب بعضهما قبالة ميناء بانياس السوري:على الرغم من وعد وزير الخارجية الإيراني ظريف للمملكة المتحدة بعدم تسليم «أدريان داريا-1» النفط لسوريا، فإنها تقوم حاليًّا بتفريغ النفط قبالة الساحل السوري.. هل سيحاسب العالم إيران إذا تم تسليم سوريا هذا النفط؟».
وكان الوزير الأمريكي اتهم ظريف بالكذب من قبل، وقال في لقاء مع برنامج على شبكة «سي بي إس نيوز»: لا أعلم لماذا ينصت أي أحد لوزير الخارجية الإيراني؟ ليس لديه أي علاقة بالسياسة الخارجية الإيرانية.. لقد كذب لعقود ثم استقال..».
وفي وقت سابق، اتهمت الولايات المتحدة إيران بـ«الكذب» على الأوروبيين والمجتمع الدولي من خلال تسليمها النفط إلى سوريا، بعدما كانت تعهدت بعدم فعل ذلك.
يذكر أن سلطات إقليم جبل طارق التابع للتاج البريطاني قد احتجزت مطلع يوليو ناقلة النفط الإيرانية «جريس-1»، التي غيرت لاحقا اسمها إلى «أدريان داريا-1»، بـتهمة نقلها شحنة نفط لسوريا خرقا للعقوبات الأوروبية.
وأفرجت جبل طارق عن الناقلة في منتصف أغسطس، بعد أن قالت: إنها حصلت من طهران على ضمانات بأن هذا النفط لن يسلم لسوريا، غير أن إيران نفت تقديمها مثل هذه الضمانات.
وأعلنت حكومة جبل طارق في وقت لاحق أنه «يصعب التأكد»؛ ما إذا كانت طهران خرقت الاتفاق المبرم بين الدولتين بشأن شحنة «أدريان داريا-1»، موضحةً أنه «لم تكن هناك ضمانات بأن هذا النفط لن يصل إلى سوريا، بل تعهدت الحكومة الإيرانية بأنها لن تبيع النفط إلى أي جهة مدرجة على قائمة عقوبات الاتحاد الأوروبي».
وكانت وكالة الأنباء الإيرانية قد نقلت عن متحدث باسم وزارة الخارجية، أن الناقلة الإيرانية محور النزاع بين طهران والغرب، سلمت شحنتها بعد رسوها على ساحل البحر المتوسط.
من جانبه، قال الكاتب الصحفي أسامة الهتيمي الخبير في الشأن الإيراني: دعنا نؤكد في البداية، أن مثل هذه التصريحات لا تثير إلا السخرية والامتعاض، فلم يعد بيد الولايات المتحدة الأمريكية أن تفعل دون الحرب أكثر مما فعلت بحق إيران، وهو الأمر الذي باتت تردده وباستمرار القيادات الإيرانية السياسية والعسكرية، ومن ثم فإن تصريحات بومبيو لا تخرج عن كونها مجرد تسجيل موقف على إيران، أرادت من خلاله واشنطن أن تقول للعالم أنها تراقب السلوك الإيراني عن كثب، و«أن الحساب يجمع»، وربما في ذات الوقت رسالة تحذيرية لكل من تسول له نفسه التعاون مع إيران في المرحلة المقبلة، بعدما أيقن الجميع أن الإجراءات الأمريكية لها سقف محدد لن تتجاوزه لاعتبارات كثيرة أمنية واقتصادية وداخلية أمريكية.
وتابع: ما يزيد الأمر سخرية أن ترهن واشنطن السلوك الإيراني بشأن الناقلة أدريان بالتعهد الذي قطعته على نفسها لبريطانيا حول وجهتها؛ إذ إن هذا التعهد الذي قالت بريطانيا: إنها حصلت عليه من إيران بشأن حمولة الناقلة، يعلم الجميع أنه ليس إلا حفظًا لماء الوجه البريطاني، فلندن وواشنطن ومعهما كل المناوئين للنشاط الإيراني، كانوا يعلمون أن الوجهة الغالبة للناقلة، ستكون سوريا وليس غيرها، كون أن معظم الدول التي في طريق الناقلة لم تكن لتقبل بأن تدخل نفسها في إشكالية استقبال حمولة هذه الناقلة وليس سوى سوريا التي تتعرض في الأساس لحزمة من العقوبات وتشهد حربًا على مدار سنوات، وتشهد علاقاتها بالمجتمع الدولي توترًا كبيرًا، وبالتالي هي التي يمكن أن تتحمل تبعات وعواقب هذا الاستقبال، وفقًا لقاعدة ماذا يمكن أن يحدث أكثر مما يحدث؟.
وتابع الخبير في الشأن الايراني في تصريحاته، أن كل ما كان يشغل بريطانيا، أن تمر أزمة ناقلتها «ستينا أمبيرو» التي كانت تحتجزها إيران في المقابل في المياه الإيرانية بالخليج، وقد عجزت بريطانيا وغيرها من القوى الحليفة والداعمة لها أن تجبر إيران على إطلاق سراحها، بل إن عملية الإطلاق لهذه الناقلة لم يحدث إلا بعد إطلاق سراح أدريان بعد أسابيع.