مفاوضات الحوثي والسلام المراوغ.. حيلة جديدة لكسب الوقت باستخدام جريفيث
الخميس 03/أكتوبر/2019 - 11:47 ص
طباعة
علي رجب
يبدو أن مياه المفاوضات الراكدة في اليمن بدأت تتحرك؛ لتضع الحرب أوزراها، في ظل زيارة مفاجأة للمبعوث الأممي الخاص إلى اليمن مارتن جريفيث إلى صنعاء في زيارة لم يعلن عنها مسبقًا، وإعلان الكويت استعدادها استضافة جولة جديدة من المفاوضات اليمنية، بعد أيام من إعلان ميليشيا الحوثي وقف استهداف السعودية، بعد فضح تبني الميليشيا منشأتي شبكة أرامكو السعودية في بقيق وخريص.
والتقى جريفيث الثلاثاء 1 أكتوبر 2019- خلال زيارته صنعاء- زعيم ميليشيا الحوثي ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺑﺪﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ.
وأعلن جريفيث في بيان له، أن زيارته لصنعاء تستمر ليومين، مثنيًا على إطلاق الحوثيين سراح محتجزين من جانب واحد، وقال في هذا الصدد: «تساعد مبادرات كهذه على تهيئة بيئة مواتية وبناء الثقة لاستئناف عملية السلام∙.
وقد أكد الحوثي -أمام جريفيث- حرصه تحقيق السلام والاستقرار، معتبرًا المبادرة التي قدمها رئيس المجلس السياسي الأعلى تدلل على هذا الحرص، وعلى الدفع بالاتجاه نحو الاستقرار والحوار السياسي الشامل.
كما ناقش الحوثي مع جريفيث أفق التسوية السياسية الشاملة المحتملة في هذه الظروف المواتية، وسبل المعالجات الإنسانية والاقتصادية بكل ما له صلة بمعاناة شعبنا اليمني الذي يعاني من الحصار وما ترتب عليه، وفقًا لبيان المتحدث الرسمي باسم ميليشيا الحوثي محمد عبد السلام.
وأعرب المبعوث الأممي عن «أمله في أن يحثّ ذلك الأطراف على تجديد التزامها تبادل الأسرى والمحتجزين، وفقًا لما اتُّفق عليه في استوكهولم»، والمبرم في ديسمبر 2018.
نائب وزير الخارجية
نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجار الله
الكويت مستعدة
زيارة المبعوث الأممي إلى صنعاء ولقائه زعيم ميليشيا الحوثي، تشير إلى تحريك مياه المفاوضات اليمنية المتوقفة، وهو ما كشفه إعلان نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجار الله، استعداد بلاده استضافة أي مباحثات من شأنها إيقاف الحرب الدائرة في اليمن.
وقال الجار الله في تصريحات صحفية الثلاثاء 1 اكتوبر 2019: «إن بلاده مستعدة لاستضافة أي مباحثات بين الأطراف اليمنية من شأنها التوصل لاتفاق يؤدي إلى حل عاجل للقضية اليمنية حاليًّا أو مستقبلًا».
وأوضح، أن إعلان موقف الكويت يتزامن مع تصريحات أخرى تتعلق بوقف إطلاق النار، متمنيًا أن تجد هذه الدعوات طريقها إلى أرض الواقع.
زيارة جريفيث إلى صنعاء وتصريحات نائب وزير الخارجية الكويتي، سبقتها تصريحات بعد إعلان رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط، وقف استهداف السعودية، وهو الأمر الذي جدده خلال لقائه مع المبعوث الأممي.
من جانبه، أوضح «المشاط» خلال لقائه جريفيث، أن جماعته اضطرت إلى تأجيل العديد من الضربات الاستراتيجية على السعودية، في سبيل تحقيق السلام، حسب وصفه.
وأضاف المشاط، حسب الموقع الإلكتروني لقناة «المسيرة» الفضائية التابعة للحوثيين، أنه «في سبيل تحقيق السلام قدمنا العديد من المبادرات، التي كان آخرها إطلاق سراح مئات من الأسرى من جانب واحد، ووقف استهداف الأراضي السعودية، مقابل وقف استهداف الأراضي اليمنية ورفع الحصا».
وتابع: «موقف الطرف الآخر (التحالف) من السلام لم يتعدّ التصريحات التي ليس لها أي ترجمة على أرض
وقال السياسي اليمني والقيادي في المؤتمر الشعبي العام، كامل الخوداني: إن إعلان الحوثي الجنوح للسلام، بعد أشهر من الانتهاكات لاتفاق استكهولم، يعد مناورة جديدة لكسب الوقت بعد فضيحة التغطية على استهداف إيران لمنشأتي أرامكو وإعلان الميليشيا مسؤوليتها عنها.
وأضاف الخوداني، أن ميليشيا الحوثي لم تنفذ اتفاق استوكهولم والذي تم في ديسمبر 2018، وهي تسعى للقفز على الاتفاق بمفاوضات جديدة؛ لكسب الوقت والتقاط الأنفاس في ظل التضييق الدولي على إيران.
ولفت السياسي اليمني، أن ميليشيا الحوثي وداعمها من النظام الإيرانيين يجيدان سياسة كسب الوقت عبر الإعلان عن المفاوضات، ثم أشهر من المفاوضات ثم اتفاق لا ينفذ وهو أمر متكرر، وقبول الحكومة بالجلوس مع الحوثيين دون تنفيذ اتفاق السويد، سوف يكون ورقة لصالح الحوثيين ويضيع حقوق الشعب اليمني في إنهاء انقلاب الحوثي.