من إرهابكم سُلط عليكم.. الفصائل الموالية لتركيا تهاجمها من الشمال السوري

الخميس 03/أكتوبر/2019 - 11:49 ص
طباعة من إرهابكم سُلط عليكم.. أحمد سامي عبدالفتاح
 
أعلنت وزارة الدفاع التركية، الأحد 29 سبتمبر 2019، أن مقاتلاتها أسقطت طائرة بدون مسيرة بدون طيار مجهولة المصدر بعدما اخترقت الطائرة أجواءها 6 مرات، وكتبت الوزارة على تويتر: «أسقطت طائرتان تركيتان من نوع إف 16 طائرة بدون طيار، اخترقت أجواءنا ست مرات»، موضحةً أن الطائرتين التركيتين انطلقتا من قاعدة إنجيرليك الجوية، كما أرفقت التغريدة بصور للطائرة المسيرة مع التأكيد أن مصدرها لا يزال مجهولًا، موضحةً أنها دمرتها عند الساعة 13:24 بتوقيت جرينتش.

يذكر، أن قوات الدرك التركي قد عثرت على حطام الطائرة في قاعدة تشيلديروبا في محافظة كيليس، وفق بيان أصدرته الوزارة الأحد.
 
ورغم أن مصدر الطائرة لا يزال غير مجهولًا، إلا أن الصحفي التركي، رجب صويلو، قد رجح في تغريدة له على موقع توتير، أن الطائرة قد انطلقت من المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري بالقرب من مدينة أعزاز، ولم يستبعد الصحفي التركي في الوقت ذاته أن تكون الطائرة قد انطلقت من المناطق الخاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردية، كما قال الصحفي في تغريدة له: «لن أكون مندهشًا إذا كانت الطائرة إيرانية الصنع»، ما يؤكد أن دوائر صناعه القرار في تركيا تدرك تمامًا أن هناك خلافًا قويًّا مع إيران؛ بسبب الأوضاع في سوريا. 

دخول طائرة مسيرة للمرة الأولي إلى الأجواء التركية، يؤكد أن القوات التركية في الشمال السوري ليست في مأمن إطلاقا من هجمات الجيش السوري أو الهجمات المتقطعة التي تشنها القوات الكردية بين الحين والآخر، على صعيد متصل، يؤكد هذا الأمر أن الطائرات المسيرة قد تغير من توزان القوي في سوريا.

يتعين هنا أن نشير، أن القوات الروسية قد شنت هجمات جوية متعددة على المسلحين في إدلب، في مخالفة لاتفاق إدلب الذي وقعته مع تركيا وإيران؛ بسبب قيام المسلحين باستخدام طائرات مسيرة بدون طيار للهجوم على القوات الروسية في قاعدة أحميم، ما يؤشر أن القوات التركية سوف تعاني من الأمر ذاته.

المثير للجدل، أن معظم المضادات الأرضية الموجودة في الوقت الحالي لم تتمكن من رصد الطائرات المسيرة بدون طيار، ليس فقط بسبب صغر حجم هذه الطائرات، ولكن أيضًا؛ بسبب قيام صانعي هذه الطائرات بتزويدها بتكنولوجيا توفر لها القدرة على التخفي.

وبالنظر إلى وضع المسلحين في إدلب، فإن اتفاق وقف العمليات العسكرية في معقل المعارضة المسلحة الأخير، جاء بعد أن اتقفت روسيا مع تركيا على أن تقوم الأخيرة بالسيطرة على سلوكيات المسلحين، بما فيها تقييد قدرتهم على شن هجمات بواسطة الطائرات بدون طيار، وهو ما لم يتحقق، ما يعني أن تركيا ربما تدفع بفصائل إرهابية موالية لها، بما تشكل تهديدًا على روسيا في محاولة لإنقاذ الاتفاق، وهو ما قد يدفع هذه الفصائل إلى استهداف تركيا بواسطة الطائرات بدون طيار. 

من جانبه، أكد الباحث محمد حامد المختص في الشأن التركي، أن تركيا سوف تدفع ثمن تمويلها للإرهاب في سوريا؛ حيث سوف تعمد هذه التنظيمات لمهاجمة تركيا بمجرد أن تقوم الأخيرة بالتخلي عنها، كما أكد حامد، أن الأسلحة التي قامت تركيا بتهريبها إلى هذه التنظيمات سوف ترتد على تركيا، وسوف تكبدها خسائر فادحة، وفي النهاية، أكد حامد أن تركيا تستخدم إدلب كقضية إنسانية؛ من أجل منع الجيش السوري من تحريرها؛ بهدف الحفاظ على نفوذها في الشمال السوري. 

شارك