يشبه «الزحف الداعشي».. صراع «روسي ــ أوكراني» يخلق منطقة متطرفين
الخميس 03/أكتوبر/2019 - 11:50 ص
طباعة
شيماء حفظي
تحول الخلاف المستمر بين روسيا وأوكرانيا، إلى ما يشبه عمليات التعبئة لاستقطاب مقاتلين على غرار ما تفعله الجماعات الإرهابية، لكن هذه المرة فإن المستهدفين للتجنيد هم المتطرفون من أصول بيضاء.
وعلى غرار كل من العراق وسوريا التي احتضنت متشددي «داعش»، تعمل أوكرانيا الآن على ضم تدفقات الإرهابيين من اليمين المتطرف.
ويحتد الصراع العسكري، بين روسيا وأوكرانيا – المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية – بسبب أزمة ضم أراضي شبه جزيرة القرم إلى موسكو، ودعم الانفصاليين الموالين لها في معارك شرق البلاد.
ورصد تقرير لصحيفة "فويس أوف أمريكا" أن هناك فئة جديدة من المقاتلين الأجانب في طريقها للظهور بقوة، إذ يتوافد الآلاف إلى منطقة الحرب المشتعلة بين أوكرانيا وروسيا.
وبحسب التقرير، فإن هؤلاء المقاتلين، إما يبحثون عن المغامرة أو يأملون في توجيه ضربة بطرق تجذب انتباه مسؤولي الاستخبارات الغربيين بشكل متزايد.
ويقول التقرير: «هؤلاء المقاتلون ليسوا جهاديين يأملون في الانضمام إلى إحدى ولايات داعش أو الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة لكنهم متطرفون يمينيون ويسافرون إلى أوكرانيا بأعداد تذكرنا بنقل المقاتلين إلى سوريا في الأيام الأولى من هذا الصراع».
ووفقًا لتقرير أصدرته مجموعة مراكز أبحاث صوفان، غير الربحية ومقرها نيويورك سافر أكثر من 17 ألف شخص من 50 دولة، بما في ذلك الولايات المتحدة، إلى أوكرانيا في السنوات الأخيرة للقتال ضد روسيا.
وقال جيسون بلازاكيس الباحث في "صوفان" وأستاذ بمعهد ميدلبري للدراسات الدولية: "هناك عدد كبير للغاية من المتطرفين البيض".، "معظم هؤلاء المقاتلين الأجانب يأتون من المنطقة القريبة"، مشيرًا إلى 800 مقاتل من بيلاروسيا ومئات آخرين من ألمانيا وجورجيا وصربيا وعشرات الدول الأخرى في جميع أنحاء أوروبا.
وأضاف: «هذا، في بعض النواحي لا يختلف كثيرًا عما رأيته مع داعش».
ويعد تطرف البيض، تحديًا عابرًا للحدود الوطنية - إذ تمتد مخالبه من أستراليا إلى أوكرانيا، ومن النرويج إلى نيوزيلندا، بحسب تحذيرات مركز صوفان.
ويشكل المتطرفون اليمينيون شبكات عالمية مثلما فعل الإرهابيون قبل 11 سبتمبر، كما أنهم يتعلمون من الأساليب المتطرفة، بحسب الباحث، مشيرًا إلى أن ما فعلته سوريا للإرهابيين ستفعله أوكرانيا لليمينيين.
يكشف محللون سبب هذا التوجه بأعداد كبيرة من المتطرفين البيض إلى أوكرانيا، بأنه يأتي بشكل مباشر تجاه واحدة من أبرز الوجهات وهي "كتيبة آزوف" التي تبنت وجهات نظر النازيين الجدد في حين استهدفت تجنيد جماعات اليمين أو الجماعات المتطرفة البيضاء في جميع أنحاء العالم.
ويري علي صوفان، وكيل الإشراف السابق بمكتب التحقيقات الفيدرالي ومؤسس مركز "صوفان" أن الأمر برمته يستخدم كأحد سبل الحرب بين روسيا والغرب.
في أوروبا، يرى مسؤولو الاستخبارات أن الكرملين يعتمد بشكل متزايد على العلاقات التي طورها مع الأحزاب السياسية اليمينية المتطرفة أو القومية التي نهضت من كونها مجموعات هامشية إلى لاعبين سياسيين رئيسيين، حتى الدول التي لم تبلغ عن أعداد كبيرة من المتطرفين اليمينيين الذين يغادرون إلى أوكرانيا، يلاحظون ذلك.
وأعربت بعض الدول الأوروبية، مثل هولندا، عن أملها في أن تسمح لهم نفس القوانين التي وضعوها لتعقب الإرهابيين الذين ينضمون إلى الجماعات الإرهابية في سوريا والعراق والقضاء عليها بأن يفعلوا الشيء نفسه مع المقاتلين البيض.