عودة دواعش الغرب الى الديار.. حملات إعلامية تجهضها الحكومات لدواع أمنية
الخميس 03/أكتوبر/2019 - 11:53 ص
طباعة
نهلة عبدالمنعم
لايزال الإعلام الغربي مواصلاً حملته حول مواطني القارة القابعين بالسجون والمخيمات ممن انزلقوا في الفكر الداعشي وسافروا إلى أرض المعارك بسوريا والعراق ومع انهيار التنظيم باتوا يعانون من الإهمال والترويع.
إذ نشرت الصحيفة البريطانية «صن» تقريرًا مطولًا حول الأوضاع السيئة لمواطني المملكة المتحدة بالسجون الكردية ودور ذلك في زيادة العنف والحقد على المجتمع الإنجليزي ما يشكل خطورة مستقبلية محتملة في حال تم ضمهم مرة أخرى لأي جماعة إرهابية في ظل الواقعية السياسية المتبدلة.
كما أبرزت الصحيفة المطالبات الأمريكية التي ساقها ترامب للغرب حول ضرورة استعادة مواطنيهم من أراضي الشرق الأوسط ومحاكمتهم بالداخل بدلًا من تركهم لتبادل الخبرات الإرهابية أو إمكانية التهريب من السجون في حالة السطو عليها في أي وقت، وبالأخص أن داعش قد هدد مؤخرًا بالفعل ذاته.
وأوضحت الصور التي نشرتها الصحيفة وجود المحتجزين بأعداد كبيرة في سجون ضيقة لا تتسع لنومهم أو حتى فرد أرجلهم، مع معلومات بتعرض نحو 12000 متطرف للضرب والاعتداء البدني في سبعة سجون تسيطر عليها الأكراد في شمال غرب البلاد.
ويصل عدد الأجانب إلى حوالي الثلث من مجموع يصل إلى حوالي 5000 إرهابي بينهم المئات من البريطانيين الذين رفضت الحكومة استعادتهم مرة أخرى معللة ذلك بخطورتهم على الأمن القومي للبلاد، حتى أن وزيرة الداخلية، بريتي باتيل في أول خطاب لها عن ملف العائدون قالت لهم لا تحلموا بالعودة مجددًا فلا يمكن السماح لمن تلوثوا بالدماء والأفعال الشنيعة أن يدخلوا الأراضي التي تركوها في الماضي.
ونتيجة لما تم الوصول إليه من معلومات فإن الزنازين الممتلئة بعناصر داعش مليئة بالقاذورات مع عدم وجود أي رعاية طبية مناسبة، كما عرضت مطالبات للبعض بالعودة إلى بلادهم والمحاكمة بالداخل والسجن ولكن في زنازين أوروبا الآدمية.
وأشارت صن إلى وجود عدد من الأطفال داخل هذه السجون؛ مطالبة بعودتهم لعدم اقترافهم ذنبًا واضحًا في هذه القضية فهم أما اتخذوا عنوة أو ولدوا بمخيمات التنظيم، وأكدت أن المسؤولين الأكراد الذين التقتهم طالبوا أيضًا بتدخل الغرب من أجل استلام مواطنيها ومحاسبتهم بأي طريقة دون تركهم كعبء على الآخرين.
لطالما عرضت وسائل الإعلام الأجنبية نماذج متعددة من طالبي العودة، لعل أحدثهم أسيل مثنى، بائع الأيس كريم البالغ من العمر 21 عامًا والذي سافر إلى سوريا قبل خمس سنوات بصحبة شقيقه الأكبر ناصر ورياض خان، اللذين ظهرا في أحد مقاطع الفيديو الدعائية الأولى لداعش والتي تستهدف المجندين الغربيين.
وتوسل مثنى حاليًّا للعودة في مقابلة تليفزيونية جديدة أجريت معه، وقال إنه يفتقد والدته، وادعى بأنه قد تم خداعه للانضمام للتنظيم وكان حينها صغير السن، فيما شهدت الأيام الأخيرة تجدد المطالبات من قبل شميمة بيجوم البريطانية العروس وتوبا جندال.
وبدوره قال حسن سلامة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: إن الدول الغربية عليها التدخل فورًا لعودة مواطنيها وعدم تركهم للعيش في أراضي الشرق الأوسط التي نشروا فيها الإرهاب بالتعاون مع المجموعات الإرهابية.
ودفع الباحث بأن ترك الدواعش الأجانب في سجون الأكراد بسوريا يُعد تخليًّا عن المسؤولية الدولية والإنسانية تجاههم داعيًا الدول الغربية إلى التوقف عن تقديم مبررات واهية في هذا الشأن.