بالكذب والمناورة.. «الغنوشي» يواصل حملته الانتخابية لمحو آثار هزيمة «مورو»
الخميس 03/أكتوبر/2019 - 11:59 ص
طباعة
محمد عبد الغفار
هزيمة «عبد الفتاح مورو» في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التونسية، واستقالة قيادات كبرى بحركة النهضة اعتراضًا على الفساد المسيطر على صناعة القرار بها وسيطرة آل الغنوشي عليها، هكذا عاشت النهضة أسابيعها الأخيرة.
ولكي تخرج الحركة من كبوتها الحالية، ركزت قياداتها وعلى رأسهم رئيسها راشد الغنوشي على الانتخابات التشريعية المقبلة؛ خصوصًا وأن مجلس نواب الشعب في تونس يعد هو المركز الحقيقي والثقل الفعلي للحكم وقيادة البلاد وفقًا للدستور التونسي.
ومع اقتراب الانتخابات، ومحاولة رأب الصدع بين أعضاء حركة النهضة، كثف راشد الغنوشي، مرشح الحركة لمجلس نواب الشعب، من وجوده على الساحة الإعلامية والشعبية، على أمل إحياء الأمل مرة أخرى بين أفراد القاعدة الشعبية للنهضة.
وحل رئيس حركة النهضة ضيفًا على إذاعة «شمس FM» المحلية، الأربعاء 2 أكتوبر 2019، متحدثًا عن قائمة «تونس 1» التي يترأسها، وكعادة الغنوشي، جاءت كلماته متناقضة ومتضاربة مع الواقع الفعلي، فقال في كلمته: «التونسيون يتألمون لأنهم يرون حجم الفساد وبذلك يحتاجون لإعطائهم رسالة بأننا سوف نواجه الفساد ولن نتسامح مع زيد أو عمر، نحتاج لأن نستعيد صورة السياسي الجيدة».
ويتناقض رئيس قائمة «تونس 1» مع حقائق الأوضاع داخل حركة النهضة، التي فضحها مدير مكتبه والقيادي البارز بها «زبير الشهودي» عندما قدم استقالته، الثلاثاء 17 سبتمبر 2019، إذ اتهم راشد الغنوشي بالفساد، وتسليم مهام العمل داخل الحركة لصهره رفيق عبد السلام، واصفًا بعض من بالحركة بـ«الأقلية الفاسدة».
حاول راشد الغنوشي أن يتنصل من الأزمات التي أوقع وزراء النهضة، البلاد بها، ففي خطاب ألقاه بمحافظة صفاقس، الأحد 29 سبتمبر 2019، أنكر مسؤولية حركته عن أي فشل حكومي، متهمًا الرئيس الراحل «الباجي قايد السبسي» ورئيس الحكومة «يوسف الشاهد» بالمسؤولية عن الفشل خلال فترة الحكم الأخيرة.
ونسى «الغنوشي» أو تناسى أن حركة النهضة تمتلك منذ عام 2015 أكثر من 10 حقائب وزارية، في هيئات ووزارات هامة مثل الصحة التي يترأسها عماد الحمامي، والتشغيل التي تترأسها السيدة الونيسي، ووزارة الاستثمار والتعاون الدولي والتي يترأسها زياد العذاري.
ويذكر أن رئيس حركة النهضة «راشد الغنوشي» يخوض الانتخابات التشريعية المقبلة، المقرر عقدها الأحد 6 أكتوبر 2019، مرشحًا لتمثيل دائرة العاصمة تونس، والتي تعد أكبر دائرة انتخابية من حيث عدد السكان، إذ تمتلك كتلة تصويتية تمثل قرابة المليون نسمة لهم حق التصويت، ويحاول الوصول إلى ما هو أبعد من ذلك والسيطرة على رئاسة مجلس نواب الشعب لتعويض خسارة «عبد الفتاح مورو» لرئاسة الجمهورية.
وينافس «راشد الغنوشي» في الانتخابات التشريعية كلًا من «بسمة الخلفاوي»، مرشحة حزب «تونس إلى الأمام» اليساري وأرملة القيادي اليساري شكري بلعيد، والقيادي الشيوعي الجيلاني الهمام، والقيادية في حزب التيار الديمقراطي المعارض سامية عبو، وزعيمة «الحزب الدستوري الحر» عبير موسى، وعضو مجلس نواب الشعب والقيادي القومي أحمد الصديق.
ويسعى «الغنوشي» للحصول على الحصانة البرلمانية حتى يتهرب من أي محاكمة محتملة نظير دوره المباشر في إنشاء الجهاز السري لحركة النهضة، والمتهم باغتيال القياديين اليساريين محمد البراهمي وشكري بلعيد.