الدفع أو القتل.. داعش يؤكد وجوده في سوريا بفرض إتاوات على المدنيين

الخميس 03/أكتوبر/2019 - 02:39 م
طباعة الدفع أو القتل.. أحمد عادل
 
أصدر المرصد السوري، تقريرًا الأحد 29 سبتمبر2019، قال فيه: «استمرارًا للانتهاكات التي يمارسها تنظيم داعش الإرهابي للمدنيين في سوريا؛ للضغط عليهم وإجبارهم علي دفع أموال الزكاة، هاجم ملثمون منزل المهندس «أحمد العلي» رئيس قسم الصيانة بدائرة المياه التابعة للمجلس المدني بدير الزور، في مدينة البصيرة، بقنبلة يدوية الصنع، بعدما رفض دفع الزكاة المفروضة عليها من قبل التنظيم الإرهابي، والمقدرة 15000 دولار.

وعبر رسالة نصية، قام تنظيم داعش الإرهابي، بإبلاغ المهندس «أحمد العلي»، بضرورة تسليم مبلغ 15000 دولار، وعند جهوزيته سيتم تحديد طريقة الدفع والتسليم، مشيرًا إلى أن في حال رفض دفع المبلغ المترتب عليه، سيدخل في «الردة» وبالتالي يجوز قتله شرعًا، وذلك وفق الأيدولوجية الفكرية التي يتبعها عناصر التنظيم الإرهابي.

وخلال شهر سبتمبر 2019، أبلغ تنظيم داعش، أصحاب المحال التجارية وتُجار الأغنام في منطقة الريف الشرقي لدير الزور، بأنهم مطالبون بدفع زكاة الأموال وإلا سيقوم عناصره باستهدافهم واستهداف أماكن عملهم وتفجيرها.

وتشهد مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي ضمن شرق الفرات، نشاطًا كبيرًا لعناصر تنظيم داعش الإرهابي، وخلاياه النائمة، كما يواصل التصاعد الكبير في الرقة وريفها وريف دير الزور ومدينة الحسكة وريفها وأماكن أخرى في منطقة شرق الفرات، سواء عبر اغتيالات ينفذها بزرع عبوات وألغام أو تفجير آليات.

وأصبحت التهديدات الداعشية في العلن؛ حيث أعلنوا بشكل واضح وصريح خلال الفترة الماضية، استهداف كل من يتعامل مع قوات سوريا الديمقراطية، إضافةً لفرض التنظيم إتاوات مالية على التجار وأصحاب الأموال في ريف دير الزور مقابل عدم التعرض لهم.

كما علقت عناصر التنظيم الإرهابي، منشورات على أبواب المساجد في بلدة أبو حردوب بريف دير الزور الشرقي؛ حيث تحتوي تلك المنشورات علي أسماء الأشخاص الذين يتعاونون مع قوات سوريا الديمقراطية، مشيرًا إلى أنهم وقعوا بالردة، وذلك بعد التحاقهم بصفوف قوات سوريا الديمقراطية، مطالبين إياه بضرورة إعلان توبتهم على حد ما جاء في المنشورات الإرهابية.

واعتمد تنظيم داعش في بداية تكوينه، على مصادر تمويل تقليدية شكلت البنية التحتية للمصادر المالية، مرتكزًا على أموال الصدقات والتبرعات والزكاة؛ حيث عملت المنابر والقنوات الإعلامية الموالية له، خلال أعوام 2011- 2012 – 2013 – 2014 على تشجيع البعض على توجيه أموال الزكاة والتبرعات والصدقات لتأييده في العراق ثم في سوريا، وهي الأموال التي اتجهت بصورة مباشرة إلى عناصر التنظيم الإرهابي في بلاد الشام.

وفي عام 2015، أسس تنظيم داعش ما اسماه ديوان الزكاة، والذي تكمن مهمته في جمع أموال الزكاة ممن يستوجب تحصيلها من المدنيين، مؤكدين أن ديوان الزكاة هو الجهة الوحيدة التي تعنى بجبابة وتوزيع أموال الزكاة، وأنه ليس هناك أي جهة أخرى تتولى هذا الأمر غيرها.

وفي هذا الإطار، قال هشام النجار، الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية: إن تنظيم داعش الإرهابي، يحاول استحداث مصادر جديدة للتمويل، في مناطق نفوذه وحضوره في سوريا مرة أخرى، وذلك حتى يقوم بصرف تلك الأموال على عناصره الموجودة في أغلب مناطق الصراع مثل العراق والصومال وأفريقيا.

وأكد النجار، أن تنوع مصادر التمويل تعطي مرونة واسعة لعناصر التنظيم الإرهابي في تحقيق الاكتفاء الذاتي، مشيرًا إلى أن ذلك يساعده بدرجة كبيرة على الاستمرار في القتال وتنفيذ عملياته الإرهابية ضد المدنيين والقوات النظامية.
وأضاف الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، أن عناصر التنظيم الإرهابي تستحدث موارد جدية من خلال عدد من الآليات التقليدية وغير التقليدية لداعش؛ من أجل الحفاظ على بقائه واستمرار قدرته على إحداث حالة تهديد للأمن والسلم العالمي.

شارك