قاتل ومدمن ومقامر.. خالد بن حمد آل ثاني مطلوب للعدالة الأمريكية

الجمعة 04/أكتوبر/2019 - 10:19 ص
طباعة قاتل ومدمن ومقامر..
 
وصفت الصحافة البريطانية خالد بن حمد آل ثاني، الأخ غير الشقيق لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد، بـ«الفتي اللعوب» أو المستهتر الذي يعيش حياة مجون ومعاقرة المخدرات. وأبرزت صحيفة «ديلي ميل» Daily Mail البريطانية اتهامات حارسه الشخصي ماثيو بيتارد، وهو ضابط سابق من مشاة البحرية الأمريكية، بأن المدعى ضده خالد بن حمد حرضه على قتل شخصين في لوس أنجلوس بكاليفورنيا أثناء فترة عمله كحارس أمن شخصي لمدة 10 أشهر بين عامي 2017 و2018 لدى خالد بن حمد.



ويقاضي بيتارد حاليًّا خالد بن حمد، نجل أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني، وكذلك يقاضيه ماثيو أليندي الذي عمل كمرافق طبي له في نفس الفترة الزمنية تقريبًا.



قضية فيدرالية

ويقول أليندي إنه طُلب منه في كثير من الأحيان البقاء لمدة 36 ساعة متواصلة مع خالد بن حمد أثناء حفلاته وسهراته، ثم تم احتجازه فعليًّا كرهينة، بعدما تعرض للإصابة بينما يحاول الهرب من أعلى أسوار قصر خالد بن حمد.



ويطالب بيتارد وأليندي، في الدعوى القضائية أمام محكمة فيدرالية أمريكية، بمبلغ إجمالي 34 مليون دولار، عبارة عن أجور غير مدفوعة وساعات عمل إضافية، وتعويض عن الفصل التعسفي والإصابات البدنية وغيرها من الممارسات الخاطئة.



ويقول بيتارد: إنه كان يعمل أولًا كمقاول دفاع لدى إحدى شركات خالد بن حمد في قطر، حيث كان يتولى تدريب جنود وضباط الشرطة القطرية.

وفي سبتمبر 2017، يقول بيتارد إن خالد بن حمد تعاقد معه كرئيس لفريق الحرس الأمني الخاص به في الولايات المتحدة، وككبير مستشاري دفاع في قطر. وتضمنت مهمته حراسة خالد بن حمد والوفد المرافق له، أينما سافروا، حيث كانوا دائمي التنقل بين الولايات المتحدة وقطر ولندن.



دين بـ6000 دولار!

وفي حديثه إلى قناة ABC Action News الأمريكية، قال بيتارد: إنه في نفس الشهر الذي بدأ فيه مباشرة مهام وظيفته، طلب منه خالد بن حمد أن يقتل رجلاً جاء لتحصيل ديون لا تزيد قيمتها عن 6000 دولار.



وأضاف بيتارد أنه رفض تنفيذ طلب خالد بن حمد بل وقام بسداد الدين بنفسه.



وردًّا على سؤال عما إذا كان من الممكن أن يكون الأمر مجرد مزاح من جانب خالد بن حمد، فأجاب بشكل قاطع قائلًا: «بالتأكيد لا».

لغز السيدة

وفي نوفمبر من العام نفسه، قال بيتارد: إن خالد بن حمد أمره بقتل امرأة كان يغار عليها ويشك في أنها كانت تراسل رجلًا من بلد آخر في الشرق الأوسط، وبالتحديد طلب منه إطلاق النار على رأسها مرتين «بأسلوب المافيا» ودفنها في الصحراء.



وقال بيتارد: «في تلك المرحلة، نهضت وقلت له: لا تطلب مني أبدًا أن أفعل ذلك مرة أخرى».



واستطرد بيتارد قائلًا: إنه علم أثناء وجوده لأداء عمله، في يوليو من العام التالي، أن خالد بن حمد يحتجز مواطنًا أمريكيًّا ضد إرادته داخل أسوار أحد قصوره. ثم بعد ذلك قام خالد بن حمد بالزج برهينته في أحد السجون القطرية، لكن (بيتارد) نجح في المساعدة على تهريب الرهينة بالتعاون مع موظفي السفارة الأمريكية.

وعندما اكتشف خالد بن حمد ما قام به بيتارد، ثار واتصل ببيتارد؛ حيث قام بتهديده بقتله هو وعائلته، ثم أجبره لاحقًا تحت تهديد السلاح على توقيع اتفاق «عدم إفشاء».

جرعات زائدة من المخدرات

وقال أليندي، الذي عمل مرافقًا طبيًّا لخالد بن حمد من أكتوبر 2017 إلى فبراير 2018، إنه كان يتم تكليفه بشكل روتيني مواصلة العمل لمدة 24 أو 36 ساعة متوالية، خلال حفلات خالد بن حمد الصاخبة الماجنة، للحفاظ على بقائه على قيد الحياة (مراقبة علاماته الحيوية والمسارعة بإنقاذ حياته إذا تعرض لخطر الموت بسبب تعاطي جرعات زائدة من المخدرات).



ونقلت «ديلي ميل» ما ذكره بيتارد، في تصريحه لشبكة ABC Action News، حول واقعة إنقاذه لحياة خالد بن حمد بواسطة عقارNarcan، وهو دواء يستخدم عادة لعلاج جرعات الهيروين الزائدة، بعدما سقط فاقدا للوعي بعد تعاطي جرعة زائدة.


النجاة من مغامرة مثيرة



وقال أليندي: إنه بعد 3 أسابيع من العمل دون توقف ونوبة العمل لمدة 36 ساعة على التوالي في مقر إقامة خالد بن حمد في قطر، طلب الحصول على إجازة لمدة يوم؛ لكن عندما وصل إلى بوابة القصر أوقفه حارس يحمل سلاحًا قائلًا: «إن خالد بن حمد عدل عن رأيه وأنه غير مسموح له بالمغادرة».



وعندما أجبره الحارس على العودة إلى الداخل، استشعر الخطر وقرر الفرار للنجاة بنفسه قفزاً من أعلى سور يبلغ ارتفاعه حوالي 6 أمتار.



ومضى أليندي قائلًا: إنه عندما سقط على الجانب الآخر من السور تعرض لكسور في قدمه بما استدعى حصوله على عناية طبية فورية. وبالفعل تم جره إلى داخل القصر مرة أخرى؛ حيث مكث أكثر من شهرين قبل أن يتم السماح له بالعودة إلى الولايات المتحدة بمجرد تماثله للشفاء.

صاحب سوابق



ولا تعد هذه الحوادث هي الأولى من نوعها التي يرتكبها خالد بن حمد، ففي عام 2015، اضطر للفرار من الولايات المتحدة بعدما تم رصد قيادته برعونة لسيارة فيراري ذات طلاء أصفر زاهٍ، وتخطى علامات التوقف في بيفرلي هيلز معرضًا حياة المارة للخطر باستهتار شديد.



وتم تداول روايات آنذاك عن تهديده بالقتل لمصور صحافي، قام بالتقاط مقاطع فيديو للواقعة. وعندما استدعى خالد بن حمد إلى مخفر الشرطة، ادعى كذبًا أنه يحمل حصانة دبلوماسية، كما أنكر قيادته لأي من السيارتين، اللتين ظهرت أرقام لوحاتهما في مقاطع الفيديو، واللتين تعود ملكيتهما له شخصيًّا.

اشتهر خالد بن حمد بقيادة سيارات سباقات السرعة، وبخاصة السباقات في قطر. وتشير تقارير صحافية إلى أن خالد بن حمد أنفق أكثر من 10 ملايين دولار في هذه الرياضة وأسس فريقاً لسباقات السيارات في قطر.



وامتنعت السفارة القطرية في الولايات المتحدة عن الرد على طلب شبكة "إيه بي سي" ABC الأمريكية للتعليق على تصريحات بيتارد وأليندي، كما لم تنجح محاولات "ديلي ميل" البريطانية للتواصل مع شركات خالد بن حمد.

شارك