المال أو الكفن.. رسالة تهديد من داعش إلى تجار سوريا في منازلهم
الجمعة 04/أكتوبر/2019 - 10:24 ص
طباعة
علي عبدالعال
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الثلاثاء 1 أكتوبر 2019: إن تنظيم داعش يحاول النهوض من جديد في بعض المناطق الموجود فيها في سوريا، من خلال جمعه أموال الزكاة لتمويل عملياته.
إتاوات إرهابية ورسالة الكفن
وأضاف المرصد: يعمد التنظيم إلى تمويل نفسه من خلال جباية الزكاة من التجار ومن العاملين بمجال النفط والتوريد، وذلك إما عبر الحديث مع الشخص المطلوب، وجهًا لوجه، بطرق باب منزله تحت جنح الظلام وتهديده بشكل مباشر، أو عبر رسائل نصية على الهواتف المحمولة تتضمن المبلغ المراد.
ومن الطرق الأخرى، التي يتبعها التنظيم: إلقاء «كفن» مكتوب عليه اسم الشخص كرسالة تهديد له بالقتل في حال عدم دفع «الزكاة المقررة عليه» من قبل التنظيم.
وقال المرصد: إن عناصر من التنظيم ألقوا كفنًا كُتِب عليه «أبو إسماعيل» في إشارة إلى أحد مالكي مشفى «الشحيل» بريف دير الزور، كرسالة تهديد له بالقتل في حال عدم دفع «الزكاة المقررة عليه» من قبل التنظيم.
ورصد المرصد السوري، أن ملثمين يتبعون التنظيم استهدفوا بقنبلة يدوية، منزل المهندس أحمد العلي -رئيس قسم الصيانة بدائرة المياه في المجلس المدني لديرالزور- دون إلحاق خسائر بشرية، وأبلغت مصادر موثوقة المرصد، أن الاستهداف لم يكن هدفه قتل «العلي»، بل للضغط عليه؛ بغية الخضوع لمطالب التنظيم المتمثلة بدفع مبلغ 15 ألف دولار أمريكي «كزكاة».
حيث تم إبلاغ العلي بذلك عبر رسائل نصية على هاتفه المحمول، تضمنت ضرورة تسليم المبلغ على أن يتم تحديد طريقة التسليم لاحقًا، وجرى تهديده عبر الرسالة النصية بقتله في حال امتناعه عن دفع المبلغ المذكور.
نشاط متصاعد
وأكد المرصد السوري، أن مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية «قسد» والتحالف الدولي الأمريكي ضمن شرق الفرات تشهد نشاطًا متصاعدًا بشكل كبير لتنظيم داعش وخلاياه بشكل سري وعلني، فعلى الرغم من الحملات الأمنية الكبيرة للتحالف وقوات «قسد» المتمثلة بعمليات إنزال جوي ومداهمات واعتقالات بشكل يومي والقبض على عناصر من خلايا التنظيم، إلا أن الأخير يواصل نشاطه بشكل متصاعد في الرقة وريفها وريف دير الزور ومدينة الحسكة وريفها وأماكن أخرى في منطقة شرق الفرات، سواءً عبر اغتيالات ينفذها بزرع عبوات وألغام أو تفجير آليات.
وتجاوز التنظيم النشاطات السرية في المنطقة، وأصبح يهدد على العلن كل من يتعامل مع «قوات سوريا الديمقراطية» باستهدافه، إضافةً لفرضه إتاوات مالية على التجار وأصحاب الأموال في ريف دير الزور، مقابل عدم التعرض لتجارتهم ومهاجمة آبار نفط وصهاريج تابعة لهم.
وتؤكد التقارير، أن مقاتلي تنظيم داعش عمدوا إلى تعليق منشورات على أبواب المساجد في بلدة أبو حردوب بريف دير الزور الشرقي، وتحوي هذه المنشورات أسماء لأشخاص «وقعوا بالردة» بحسب التنظيم وذلك بعد التحاقهم بصفوف قوات «قسد» وعليه طالبهم عناصر خلايا التنظيم «بالتوبة» وإلا سوف تتم محاسبتهم.
وتؤكد تقارير، أن التنوع المالي أعطى مرونة واسعة للتنظيم في تحقيق بعضٍ من الاكتفاء الذاتي، الذي ساعده على الاستمرار في القتال وتمويل عملياته.