تفجيرات المنطقة الخضراء.. إيران تُشيطن تظاهرات العراق
الجمعة 04/أكتوبر/2019 - 10:26 ص
طباعة
محمود محمدي
شهدت مدن بغداد والناصرية والنجف والكوت والديوانية والبصرة وديالي وكركوك وبابل مظاهرات شعبية واسعة، طالب من خلالها المتظاهرون بالإصلاح وخروج إيران وميليشياتها من العراق، وتغيير النظام وتشكيل حكومة إنقاذ وطنية لحين إجراء انتخابات تشريعية.
وتصاعدت وتيرة العنف والاشتباكات بين المتظاهرين؛ حيث استخدمت القوات الأمنية الرصاص الحي بكثافة لإنهاء المظاهرات في كافة المدن العراقية المنتفضة، وفقدت القوات الأمنية العراقية سيطرتها على الوضع؛ ما مهد الطريق أمام المتظاهرين لاقتحام مباني محافظات بابل والنجف وذي قار ومقرات الأحزاب والميليشيات التابعة لإيران، وفي مقدمتها مقرات حزب الدعوة وتيار الحكمة في النجف، ومقر ميليشيا بدر في الناصرية.
ولجأت الأجهزة الأمنية وقوات مكافحة الشغب لاستخدام الرصاص الحي، وخراطيم المياه الساخنة، وقنابل الغاز المسيل للدموع؛ من أجل تفريق المحتجين؛ ما أسفر عن مقتل 11 مدنيًّا بينهم عنصر أمني، فيما بلغ عدد المصابين 650 شخصًا بينهم 87 عنصر أمن، وفقًا للمفوضية العليا لحقوق الإنسان العراقية.
استهداف المنطقة الخضراء
وفي الوقت الذي تتحدث فيه تقارير إعلامية وأمنية عدة عن وجود مخطط إيراني لاستهداف المتظاهرين من أجل إثارة فوضى عارمة في العراق، سُمِع فجر الخميس 3 أكتوبر 2019 دوي انفجار قوي في المنطقة الخضراء المحصنة في العاصمة العراقية بغداد، والتي تضم مباني الحكومة ومقار السفارات الأجنبية.
وأكد التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، أنه تم سماع انفجارات في المنطقة الخضراء، وأن القوات العراقية تحقق في الأمر، وأنه لم يتم ضرب أي من مرافق التحالف، مضيفًا: «قوات التحالف تحتفظ دائمًا بالحق في الدفاع عن أنفسنا، ولن يتم التسامح مع الهجمات على أفرادنا».
ورغم إنه لم يعلن أحد مسؤوليته عن الهجوم الذي استهدفه المنطقة الخضراء، فإن أصابع الاتهام تشير بشكل كبير إلى الميليشيات المدعومة إيرانيًّا؛ إذ إن المتظاهرين لا يمكنهم إطلاق صواريخ على تلك المنطقة لأنهم لا يمتلكون السلاح.
وفي مايو 2019، أفاد موقع «واشنطن إجزامينير - Washington Examiner» الأمريكي، أن صاروخًا من طراز «كاتيوشا» استهدف السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء بالعراق، إلا أنه سقط بجوار تمثال الجندي المجهول، على بعد أقل من ميل من السفارة الأمريكية، موضحًا أن الصاروخ أطلق من شرق بغداد، وهي منطقة موطن للميليشيات الشيعية المدعومة من إيران، إضافة إلى أن الصاروخ من نفس الطراز الذي تروجه إيران وتستخدمه الجماعات الإرهابية التابعة لها في الشرق الأوسط.
ويعدّ الهجوم هو الثالث خلال الفترة الماضية؛ حيث سقط في مايو الماضي صاروخًا من طراز كاتيوشا على المنطقة الخضراء، وكان قد سبقه في سبتمبر 2018 سقوط 3 قذائف كاتيوشا أيضًا في منطقة مهجورة داخل المنطقة الخضراء.
ميليشيات إيران
بدوره، قال المحلل السياسي هيثم الهيتي، في تصريحات تلفزيونية: إن المتظاهرين لا يمكنهم إطلاق صواريخ على المنطقة الخضراء أو قتل أشخاص لأنهم لا يمتلكون السلاح، والذي يمتلك السلاح والصواريخ هي الميليشيات المدعومة إيرانيًّا.
وأوضح أن الميليشيات المرتبطة بإيران تعمل من أجل مصالح طهران، مشيرًا إلى أن إيران تسعى إلى جرّ العراق إلى الفوضى وتحويله إلى ساحة حرب أهلية؛ لإشغال الرأي العام العالمي عن طهران.