ينطلق من مخيمات الهول.. اجتياح داعشي للشمال السوري صوب تركيا
الجمعة 04/أكتوبر/2019 - 02:36 م
طباعة
شيماء حفظي
بدأت مخاطر نساء داعش المحتجزات في مخيمات اللاجئين، بشمال شرق سوريا، على الظهور ما يستدعي دق ناقوس الخطر في العالم من «الدواعش الخاملين».
الهروب من الهول
وقالت صحيفة (فويس أوف أمريكا) إن مجموعة من المتسللين متنكرين كقوات أمنية تحمي مخيم الهول للاجئين في شمال شرق سوريا، ساعدوا على تهريب العديد من النساء المنتميات إلى التنظيم المحتجزات هناك.
وقالت جودي سربيليند، التي تراقب النساء المنتميات إلى التنظيم المحتجزات في المخيم المكتظ، للصحيفة الأمريكية قبل يومين: إن بعض المهربين يرتدون زي قوات الدفاع المدني أو ملابس شرطة الأمن، قد ساعدوا بعض نساء داعش على الهروب من المخيم مقابل المال.
ورفضت سربيليند الكشف عن عدد النساء اللائي هربن، لكنها قالت إن هناك العشرات، معظمهن جاءوا من خارج سوريا، وخاصة من أوروبا.
وأشارت المسؤولة إلى أنه يُعتقد أنهم فروا إلى إدلب ثم إلى تركيا.. نعتقد أن البعض منهم قد يمد يده إلى سفارات بلدانهم والبعض الآخر (سيبقى) في تركيا.
ومعسكر الهول هو معسكر مؤقت أقيم لأولئك الذين نزحوا خلال الحرب ضد داعش في محافظة دير الزور شرق سوريا، وارتفع عدد سكان المخيم من حوالي 10 آلاف لاجئ في ديسمبر 2018 إلى أكثر من 70 ألف بحلول أبريل 2019 بعد العملية التي قادتها الولايات المتحدة، والتي هزمت داعش من معقلها الأخير في الباغوز.
وبعد عدد من حوادث هروب حاولها المحتجزين الذين يغلب عليهم النساء والأطفال، خوفًا من محاولة أكبر من للتسلل إلى المخيم زادت قوات الأمن التي يقودها الأكراد الذين يحرسون المخيم أعدادهم على الفور في جميع أنحاء المنطقة.
وبحسب الصحيفة، فإن إدارة المخيم أفرجت عن عشرات النساء السوريات اللائي ينتمين إلى تنظيم داعش لعائلاتهن وعشائرهن بشرط أن تضمن أسرهن عدم عودتهن إلى الجماعة المسلحة؛ لتخفيف العبء عن المخيم المثقل بالأعباء.
وضع يائس ومأساة إنسانية
في معسكر الهول، يقول المسؤولون: إنهم يكافحون للسيطرة على النظام؛ حيث تتزايد تقارير الحجج والمعارك والطعن وحتى القتل، فالكثير من هذه المشكلات لم يتم حلها بسبب نقص الموظفين المحترفين، ومع إعطاء مسؤولي المخيم الأولوية للاحتياجات الأكثر إلحاحًا مثل الغذاء والماء.
قالت سيريليند إن المشرفين وقوات الأمن يبلغون عن نساء داعش قائلين إنهن يرغبن في إعادة تأسيس داعش داخل المخيم، وقالت إن الشفرات والسكاكين الكبيرة مُنعت من دخول الموقع، ومع ذلك، تم مؤخرًا طعن ضابطي أمن من قبل نساء تابعين لداعش باستخدام سكاكين المطبخ.
«إنهم يهددون بالتمرد بمجرد أن تنفذ تركيا تهديداتها بعبور الحدود إلى الفرات الشرقية»، في إشارة إلى نية تركيا المعلنة للدخول إلى شمال شرق سوريا لملاحقة المقاتلين الأكراد إذا كانت هناك اتفاقية منطقة آمنة مع الولايات المتحدة لم يتم تنفيذه.
وتعتبر أنقرة مجموعة وحدات حماية الشعب الكردية منظمة إرهابية وتوسيعًا لحزب العمال الكردستاني المتمركز في تركيا، لكن واشنطن تعتبر «وحدات حماية الشعب» حليفًا رئيسيًّا في الحرب ضد داعش، وتختلف مع أنقرة حول العلاقة.
أثار الوضع اليائس في مخيم الهول الاهتمام الدولي لفترة طويلة؛ حيث حذرت العديد من منظمات الإغاثة من أن هذا الموقع قد يكون مهدًا لجيل جديد من داعش بدافع الانتقام.
وأفادت لجنة التحقيق المعنية بسوريا التي عينتها الأمم المتحدة في وقت سابق من هذا الشهر أن الوضع في المخيم مروع، وحثت المجتمع الدولي على التحرك.
وقال المحققون إن معظم الأطفال الـ3500 المحتجزين هناك يفتقرون إلى تسجيل المواليد، ويخاطرون بانعدام الجنسية لأن بلدانهم الأصلية غير راغبة في إعادتهم إلى الوطن خشية الصلات المتطرفة.
قضية مربكة وتحذيرات أممية
ويسود رأي يقول إن النساء أنفسهن قد لا يتمكن من المشاركة بنشاط في عودة محتملة لداعش، ولكن وجهات نظرهن المتطرفة يمكن أن تشجع المتعاطفين في جميع أنحاء العالم، وتؤثر على مستقبل أطفالهم.
وقال ميا بلوم، أستاذ الاتصالات والدراسات الشرق أوسطية بجامعة جورجيا الحكومية، في تصريحات صحفية: «أعتقد أن الخطر يكمن في قدرتهم على ضمان أن ينشأ الجيل القادم بوجهات نظر جذرية حقا تجاه التنظيم».
وأضاف أن الخطر أقل من النساء أنفسهن أكثر من قدرة النساء على إدامة الصراع والانتقال إلى المرحلة الجديدة التالية.
كما حذرت لجنة مكافحة الإرهاب التابعة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في تقرير صدر في وقت سابق من هذا العام من أن التنظيم يمكن أن يتحول من كيان إقليمي إلى شبكة سرية، وأن الجماعة الإرهابية في مرحلة الانتقال والتكيف والتوحيد، وتسعى إلى خلق الظروف الملائمة للانتعاش.
ووفقًا لجامعة بلوم جورجيا الحكومية، سيبقى تهديد ظهور داعش حتى يظهر المجتمع الدولي إرادة سياسية كافية للتعامل مع الأسباب الجذرية للتطرف التي أدت في الأصل إلى صعود الجماعة.
وخلص بلوم إلى أنه حتى نعالج هذه القضايا الأساسية ستكون هناك دائمًا فرص تجنيد للجهاديين والمتطرفين الذين يستغلون هذه الحقيقة بأن المجتمع الدولي لن يفعل أي شيء لوقف العنف الذي تمارسه الأنظمة الفاسدة واستعادة العدالة للمدنية.
وتطالب الولايات المتحدة الأمريكية الدول الأوروبية، بتحمل مسؤولية مواطنيها الذين انضموا للتنظيم، واستعادتهم، فيما هدد الرئيس الأمريكي بأنه سيطلق سراح المحتجزين الداوعش إن لم تستلمهم بلادهم.