بتنسيق «تركي - قطري».. الميليشيات تنهب آثار ليبيا وتمول «داعش»
الجمعة 04/أكتوبر/2019 - 03:08 م
طباعة
شريف عبد الظاهر
عملت الجماعات الإرهابية والميليشيات المسلحة في ليبيا، بالتعاون مع تركيا وقطر، على طمس الهوية الوطنية، من خلال تدمير المواقع الأثرية والتاريخية.
وتعرضت الأثار والمواقع التاريخية في ليبيا إلى خطر جسيم من نهب وتخريب على أيدى الميليشيات المسلحة، على رأسهما تنظيما داعش والقاعدة.
وعمل تنظيم داعش والميليشيات المسلحة، على سرقة وتدمير التراث الثقافي منذ عام 2014، وركزوا على أماكن مختلفة، ومنها العبادة، والمواقع التاريخية القديمة، والأضرحة الصوفية.
على صعيد متصل، تتمتع ليبيا بخمسة مواقع مسجلة على قائمة التراث العالمي اليونسكو، وجميعها تعرضت لعمليات نهب وسرقة، بحسب تقرير الأمم المتحدة خلال عام 2014.
وتشمل المواقع الليبية المصنفة ضمن قائمة الخطر، المدينة القديمة في غدامس التي غالبًا ما يشار إليها باسم «لؤلؤة الصحراء»، والموقع الأثري في مدينة سوسة شرق ليبيا، وهي واحدة من المدن الرئيسية في العالم الإغريقي، والمواقع الصخرية الفنية في جبال أكاكوس على الحدود مع الجزائر التي تتميز باحتوائها ومحافظيها داخل الكهوف والمغارات على العديد من لوحات يعود تاريخها إلى ما بين 12 ألف عام قبل الميلاد إلى 100 بعد الميلاد.
مصلحة الأثار: أعمال تدمير وتخريب بسبب المواجهات
واستنكرت مصلحة الآثار الليبية أعمال التدمير التي طالت قلعة سبها التاريخية؛ إثر تعرض أسوارها إلى أضرار جسيمة بفعل إصابتها بقذائف خلال المواجهات التي تشهدها المدينة، مؤكدة عدم استطاعتها تحديد نسبة الأضرار بالقلعة لوقوعها في منطقة اشتباكات.
ودعت كل الأطراف إلى تجنيب هذا الصرح التاريخي لويلات الحروب، وعدم الزج بها فيما تشهده المدينة؛ لأن الآثار ليست مجرد حجر بل حضارات كانت قائمة ذات يوم ومازالت تخبرنا عن الموروث الثقافي.
محمد الشكوكي: التراث الليبي في أيدي الجماعات المسلحة
ويقول محمد الشكوكي، رئيس مصلحة الآثار الليبية، في تصريحات صحفية: إن التراث الليبي في خطر حقيقي.
وأضاف لوكالة فرانس برس: انتشار الجماعات المسلحة داخل المواقع الأثرية، والعمليات التي كانت تدور بالقرب أو داخل بعض المواقع وأشهرها في صبراتة الأثرية، جعلت المواقع الأثرية في حالة تهديد مستمر.
داعش يبيع الأثار الليبية
وكشفت صحيفة «لاستامبا» الإيطالية خلال عام 2018، أن تنظيم داعش في ليبيا، يبيع الآثار لعصابات المافيا الإيطالية، مقابل الحصول على السلاح، في حين تقوم الأخيرة ببيع هذه الآثار، التي لا تقدر بثمن، إلى تجار وأثرياء في روسيا، ودول آسيوية من بينها الصين واليابان.
وتقول الصحيفة، إن تهريب القطع الأثرية، وأغلبها تعود للعهد الروماني، يتم عبر سفن تنطلق من ميناء مدينة سرت، التي تعد أحد معاقل داعش في البلاد، باتجاه ميناء جويا تاورو جنوب غربي إيطاليا.
نيويورك تايمز: 100 مليون دولار لصالح داعش
على الجانب الآخر كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في تقرير لها بشأن، كيف جنى التنظيم المتطرف ثروة تقدر بنحو 100 مليون دولار من خلال الاستعانة بوسطاء لبيع العديد من الكنوز وقطع الآثار المنهوبة من خلال صفحات وجروبات مغلقة عبر موقع فيسبوك.
كما ذكرت نيويورك تايمز الأمريكية، أن حجم مكاسب داعش من تلك التجارة غير المشروعة يقدر بنحو 100 مليون دولار أمريكي.
وقالت نيويورك الأمريكية في تقريرها إلى أن بعض القطع الأثرية التي بيعت بدون سند لتتبع تاريخ ملكيتها، يحتمل أن تكون مزيفة، ولكن في ظل ارتفاع معدلات سرقة المواقع الأثرية، على أيدى عناصر تنظيم داعش الإرهابي يعتقد على الأقل أن بعضها يمكن أن يكون أصليًّا ونادرًا.
وفي تصريح لـه، قال الباحث المتخصص في الشأن الليبي محمد الزيدي: إن جماعات الإسلام السياسي دائمًا تحارب الثراث الثقافي والديني؛ بهدف طمس الهوية الوطنية.
وأضاف الزيدي، أن جماعات الإسلام السياسي المدعومة من تركيا وقطر تعمل على زرع ثقافة التطرف والتشدد، وبث الأفكار المسمومة الإرهابية، مؤكدًا أنه تم تخريب ونهب الأثار، وتدمير المعالم الحضارية والمساجد والأضرحة الصوفية.
أما عن دور تركيا وقطر في نهب المواقع الأثرية في ليبيا فقال: إن الميليشيات المسلحة تنسق مع تركيا وقطر في تهريب الأثار وبيعها مقابل الأموال، منوهًاَ إلى سرقة الدوحة الأرشيف الخاص بالمخابرات الليبية والمخطوطات ذات الأهمية الكبيرة في البلاد.