قرصان تائه في البحر.. أردوغان ينقب عن الغاز قبالة قبرص ليمتص غضب شعبه
السبت 05/أكتوبر/2019 - 10:03 ص
طباعة
محمد عبد الغفار
يسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اختلاق مواجهات وهمية، كي يشعر الشعب التركي بوجود هجوم دولي ضده؛ ما يقلل من آثار القرارات الخاطئة التي يتخذها على الصعيدين السياسي والاقتصادي، والتي ظهرت نتائجها بوضوح على حياة الشعب التركي.
أطماع أردوغان
تتزايد الأطماع التركية تجاه التنقيب عن الغاز في منطقة شرق البحر المتوسط؛ حيث ترى حكومة العدالة والتنمية في هذا الغاز مخرجًا لأزمتها الاقتصادية، ووسيلة لجلب العملة الصعبة والدخول بقوة في هذا السوق الواعد عالميًّا؛ ما يساهم في تحسين أوضاعها أمام الشعب.
ولتحقيق هذا الهدف، قال وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي فاتح دونماز في تغريدة على حسابه الشخصي بموقع التغريدات القصيرة «تويتر»، الخميس 3 أكتوبر 2019: إن سفينة ياووز بدأت رحلة جديدة باتجاه بئر «جوزال يورت – 1»، الواقع في الجزء البحري شمال قبرص، بهدف إجراء التنقيب به.
وأضاف وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي أن بلاده لن تتوقف عن محاولة دعم مواردها الطبيعية لخدمة شعبها، وسوف تواصل السفينة عمليات التنقيب حتى يناير 2020، منضمة إلى سفن تركية سابقة وهي ياووز وفاتح وبربوس وأوروج ريس، التي تصل إلى البحر قريبًا.
معارضة دولية
يحاول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن يسرق الغاز الموجود في شرق البحر الأبيض المتوسط، جائرًا على حقوق قبرص واليونان، بحجة أن قبرص التركية لها حق في هذه الآبار، محاولًا تحويل هذه القضية إلى رأي عام داخل بلاده لتخفيف الضغوط عن حزبه.
إلا أن هذه المطامع تواجه تحديات دولية وإقليمية؛ حيث طالبت وزارة الخارجية الأمريكية من الدولة التركية في بيان رسمي، الأربعاء 21 أغسطس، بضرورة الكف عن أي نشاط أو أعمال غير قانونية بصورة فورية في قبالة السواحل القبرصية، مشيرة إلى أن الحكومة القبرصية هي الوحيدة التي لها الحق الوحيد في التنقيب والحفر في هذه النقطة.
كما أعلن الاتحاد الأوروبي عقوبات رادعة ضد أنقرة، يوليو 2019، على رأسها تعليق اتفاق النقل الجوي الشامل مع تركيا، وإيقاف أنشطة الإقراض للحكومة التركية من قبل بنك الاستثمار الأوروبي، بعد رفض نظام رجب طيب أردوغان التوقف عن التنقيب عن الغاز في شرقي البحر المتوسط.
ويرى إيريك إيلدمان، الدبلوماسي الأمريكي السابق، في تحليل له عن الأوضاع في شرقي البحر الأبيض المتوسط، نشر في مجلة ناشونال إنترست الأمريكية، أن أنقرة استغلت الغياب الأمريكي السياسي والعسكري خلال الفترة الماضية، وعملت على ممارسة السطوة والقوة على جيرانها في المنطقة.
وأضاف الدبلوماسي الأمريكي في تحليله أن أنقرة تسعى إلى احتلال هذه المنطقة منذ ظهور حقول الغاز بها، دون النظر إلى حقوق جيرانها، وهو ما ساهم بدوره في وجود سباق تسلح بين الدول الواقعة في المنطقة، وهو ما ينذر بحرب مقبلة يمكن أن تفجر الأوضاع بالمنطقة.