أطماع إيرانية.. «خامنئي» يطالب قادة الحرس الثوري بالتوسع الجغرافي
السبت 05/أكتوبر/2019 - 10:07 ص
طباعة
نورا بنداري
يحاول النظام الإيراني التمدد والسيطرة على دول أخرى لتهديد أمن واستقرار هذه البلاد، فنجد المرشد الإيراني «علي خامنئي» يدعو قادة الحرس الثوري إلى عدم الاكتفاء بالحضور في المنطقة، والتطرق إلى أماكن جديدة خارج نطاق طهران الجغرافي.
العمق الاستراتيجي
ووفقًا لما نشر على الموقع الرسمي للمرشد، أشار « خامنئي» خلال استقباله أعضاء المجمع الأعلى لقادة الحرس الثوري في «حسينية الخميني» 2 أكتوبر الجاري، إلى أن الحرس الثوري يجب ألا يكتفي بالجغرافية الواسعة لمحور المقاومة، وأن ينظر إلى أبعد من ذلك، موضحًا أن الرؤية الواسعة خارج الحدود، وهذا الامتداد للعمق الاستراتيجي من واجبات البلاد، ليس ذلك فقط، بل حث المرشد قادته بالاستعداد لأحداث كبرى، وعدم الاكتفاء بالتحرك فقط داخل حدود المنطقة الإيرانية.
بيد أن «خامنئي» طالب قادته بعدم البقاء فقط داخل إطار الجدران الأربعة؛ حيث يعتبر المسؤولون الإيرانيون وعلى رأسهم المرشد، أن الدول التي تخضع للنفوذ الإيراني مثل العراق وسوريا واليمن ولبنان، أصبحت العمق الاستراتيجي للنظام الإيراني.
تأتي هذه التصريحات في الوقت الذي نشهد فيه رفضًا عراقيًّا للتدخلات الإيرانية في بلاد الرافدين، واتهامات دولية موجهة لطهران في أعقاب الهجمات على المنشآت النفطية السعودية في سبتمبر الماضي، إضافة إلى استمرار تدخلات نظام الملالي في بلدان المنطقة العربية من خلال دعم الميليشيات المسلحة، وإطالة أمد الحروب والصراعات، وهذا في ظل العقوبات الاقتصادية التي فرضتها واشنطن على طهران؛ بسبب الاتفاق النووي، ودعم الإرهاب.
ليست المرة الأولى
في فبراير العام الماضي؛ ظهرت تصريحات منسوبة لبعض المسؤولين في نظام الملالي تؤكد أن إيران حريصة على التوسع والامتداد داخل منطقة الشرق الأوسط؛ حيث نقلت وكالة فارس للأنباء عن «علي أكبر ولايتي» مستشار المرشد الإيراني؛ أن النظام لا يعتزم تقليص نفوذه في الشرق الأوسط، مؤكدا أن نفوذ إيران في المنطقة حتمي، ولكي تظل لاعبًا رئيسيًّا في المنطقة، وسيستمر هذا النفوذ.
كما أكد نائب القائد العام للحرس الثوري «حسين سلامي» خلال حواره مع التلفزيون الإيراني، أن الجيشين العراقي والسوري يشكلان العمق الاستراتيجي الدفاعي لإيران، وأفضل استراتيجية هي الاشتباك مع العدو في مناطق بعيدة.
مواجهة الضغوط
من جانبه، أوضح «أحمد قبال» الباحث المتخصص في الشأن الإيراني بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن حديث مرشد الثورة الإيرانية لقادة الحرس الثوري يحمل في طياته رسائل للغرب غاية الأهمية، من منطلق أنها تمثل السياسة العامة للنظام الذي قرر منذ بداية العقوبات الأمريكية ممارسة سياسة الضغط مقابل سياسة العقوبات القصوى، بمعنى أنه إذا كانت الضغوط الأمريكية الغرض منها تدمير القدرات الاقتصادية للنظام؛ فإن الحرس الثوري وميليشياته وأذرعه خارج إيران تشكل ضغوطًا أيضًا على الولايات المتحدة وحلفائها بالمنطقة.
وأشار «قبال» في تصريحات لـه، إلى أن مطالبة المرشد من قادة الحرس الثوري بالمزيد من النفوذ والتوغل إلى ما وراء النطاق الجغرافي الإقليمي، هو تأكيد على العقيدة والأيديولوجية التي تحتم عليه القيام بمهام خارج الحدود؛ تمهيدًا للحكومة العالمية المزعومة التي سيعتليها المهدي المنتظر، وفق المعتقد الشيعي الإثنى عشر، وبما يتماشى مع نظرية ولاية الفقيه التي يقوم عليها النظام الإيراني.
وعن حديث المرشد بشأن استعداد قادة الحرس لأحداث كبرى، أكد الباحث في الشأن الإيراني؛ أن هناك تخوفًا إيرانيًّا من احتمال نشوب مواجهة مع إسرائيل أو أطراف عربية بشكل مباشر؛ نتيجة نجاح الحرس الثوري في النفوذ والتمدد بشكل غير مسبوق، من خلال أذرعه في اليمن وسوريا.
وأضاف أن المرشد يستشعر خطورة المواقف الإقليمية؛ حيث تحالف دولي بقيادة أمريكية لحماية الملاحة في الخليج انضمت له الإمارات والمملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى إسرائيل، وبوادر انتفاضة شعبية ضد النفوذ الإيراني في العراق، ودور تركي مؤثر على الصعيد السوري.