كشف الأكاذيب.. الواقع اليمني يؤكد إدارة طهران للحرب ودعم الحوثي

السبت 05/أكتوبر/2019 - 10:08 ص
طباعة كشف الأكاذيب.. الواقع نورا بنداري
 
يومًا بعد يوم، تتوالي فضائح نظام الملالي الداعم للإرهاب والميليشيا المسلحة في المنطقة، رغم  مسلسل الأكاذيب الذي ينتهجها مسؤولي هذا النظام؛ ما يؤكد دعم إيران لميليشيا الحوثي الانقلابية، أعلن رئيس الأركان الإيراني «محمد باقري» في حوار مع قناة «فونيكس» الصينية في 1 أكتوبر الجاري خلال زيارته لبكين، أن الحرس الثوري الإيراني يقدم خدمات استشارية لميليشيا الحوثي.


وعند سؤاله عن التدخل الإيراني في اليمن، حاول «باقري» أن ينأى بطهران عن مسؤولية إرسال الصواريخ والأسلحة إلى المتمردين الحوثيين الذين تدعمهم دولته، معلنًا أن إيران لم ترسل أسلحة إلى الحوثيين لأن اليمن وفقًا لما ذكره محاصر وكل الطرق إليه مسدودة، ولكنه أكد أن طهران تقدم فقط الدعم «الاستشاري والفكري» للحوثيين، ومن يقوم  بذلك هو الحرس الثوري، مضيفًا أن إيران ستبقي حتى اللحظة الأخيرة إلى جانب اليمنيين حتى تتوقف الحرب.

الدعم الاستشاري والفكري
رغم أن رئيس الأركان لم يوضح طبيعة الدعم الاستشاري والفكري المقدم لميليشيا الحوثي، لكن لفظ «الاستشاري» استخدمته دولة الملالي في السنوات الماضية؛ لوصف قوات «فيلق القدس» الذراع الخارجية لـ«الحرس الثوري» والميليشيات المسلحة التي تحظى بدعم لوجيستي من إيران.

كما أن إيران تهدف إلى تغيير الهوية اليمنية، ومن ثم تصدير فكر الخميني إلى اليمن، وتستخدم الحوثي كأداة يمكن من خلالها نشر الفكر الشيعي المتطرف، حتى تستطع إقامة دولة إيرانية في اليمن، وبالفعل يتبع الحوثي التعليمات بدقة ويعمل على نشر هذا الفكر بكافة الطرق والوسائل، وهذا ما لاحظناه منذ سيطرة الحوثي على صنعاء في سبتمبر 2014؛ حيث عمد إلى تغير المناهج الدراسية واستبدالها بأخري تتبع فكر الثورة الإيرانية، كما يقوم باستمرار، إجبار اليمنيين على حضور دورات أيديولوجية تروج لهذا الفكر المتطرف.

ليست المرة الأولى
يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يكشف فيها مسؤولون في إيران عن دعمها لميليشيا الحوثي، ففي نهاية نوفمبر 2017، أقر قائد الحرس الثوري السابق «محمد علي جعفري»، لأول مرة بأن إيران تقدم دعمًا استشاريًّا في اليمن، ليس ذلك فقط، بل أعلن نائب قائد الحرس الثوري «علي فدوي» في نهاية مايو الماضي، أن إيران تدعم ميليشيا الحوثي في اليمن بقدر ما تستطيع، مشيرًا إلى أن القبضة الإيرانية ليست مفتوحة نظرًا للحصار في اليمن.

دحض الأكاذيب
ما يدحض الأكاذيب الإيرانية بخصوص أنها لا تدعم الميليشيا بالأسلحة، أن قيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن كشفت في وقت سابق، أن إيران هي من المسؤولة عن الأسلحة التي ترسل لميلشيا الحوثي، موضحًا أن عملية تهريب الأسلحة إلى الميليشيات الحوثية؛ تبدأ من مواقع تتبع ميليشيات «حزب الله» وتتصل مع العراق وسوريا ومن ثم تصل إلى إيران، ثم يتم تهريبها بحرًا إلى الداخل اليمني.

ليس ذلك فقط، بل أن الحوثيين يستخدمون النفط الإيراني الذي يحصلون عليه مجانًا ويبيعونه في السوق السوداء؛ لتمويل حربهم، وذلك عبر شركات داخل وخارج اليمن تعمل كواجهات لبيع النفط الإيراني وتمويل المجهود الحربي للحوثيين.

عمالة حوثية لإيران
من جانبه، أشار «محمود طاهر» الكاتب الصحفي والمحلل السياسي اليمني، أن رئيس الأركان الإيراني «باقري»، يؤكد المؤكد، ويثبت ذلك عمالة الحوثيين لطهران، ويعمد أهمية تدخل التحالف العربي لوقف التمدد الإيراني.

وأوضح «طاهر» في تصريح للمرجع، أن إيران لديها وحدات دراسية متخصصة في رسم سياستها الخارجية وتمددها الشيعي تحت مسمى «تصدير الثورة»، وتسعى من خلالها للسيطرة على مكة المكرمة، وهو ما يفسر حديثه أنهم يدعموا الحوثيين فكريًّا واستشاريًّا.

وفسر الباحث الإيراني الدعم الفكري والاستشاري، مؤكدًا أن الدعم الفكري منصب على سعي طهران لتغيير هوية اليمنيين من الإسلامية المعتدلة إلى الشيعية المتطرفة، عبر مدهم بالأفكار التي تهدد الهوية اليمنية، أما استشاريًّا فهو يمدهم بالخبراء في كيفية تركيب الصواريخ البالستية التي تصدرها أو تهربها إليهم وإطلاقها تجاه السعودية وكذلك الطيران بدون طيار.

وما أشار إليه «باقري» بأن اليمن محاصر ومن ثم لا تقدم إيران أي أسلحة للحوثي، بين «طاهر» أن إيران لديها طرق عديدة لتهريب الأسلحة إلى الحوثيين، وبالفعل هناك حصار على ميليشيا الحوثي حصار؛ حتى لا تهرب أسلحة لهم، بل استغلت الميليشيا الانقلابية هذا وعمدت إلى محاصرة الشعب اليمني رافضة تفريغ السفن البحرية المحملة بالمواد الغذائية والطاقة وكافة سبل المعونة التي ترسل لليمنيين؛ حتى تتهم قوات التحالف بأنها المسؤولة عن ذلك؛ ما يعني أن الحصار المفروض على الشعب اليمني اصطنعه الحوثيون؛ حتى يوظفوا ذلك لصالحهم  على أمل فتح مطار صنعاء لهم.

شارك