بالدعم الاقتصادي.. تركيا تحاول شراء الولاء من «كردستان العراق»
السبت 05/أكتوبر/2019 - 10:11 ص
طباعة
أحمد سامي عبدالفتاح
تسعى الحكومة التركية إلى توثيق علاقتها مع إقليم كردستان العراق، خاصة في المجالات التجارية والاستثمارية، إذ شهدت مدينة «أربيل» الجمعة 27 سبتمبر اجتماعًا ثنائيًّا للتجارة والاستثمار نظمته جمعية رجال الأعمال الأتراك ــ العراقيين.
وذكرت وكالة أنباء الأناضول الحكومة التركية أن الاجتماع حضره كل من القنصل التركي العام لدى أربيل، ونائب رئيس مجلس إدارة الاتحاد التركي للأعمال والاستثمار، ورئيس مجلس إدارة جمعية الصناعيين ورجال الأعمال الأتراك العراقيين، ورئيس غرفة التجارة والصناعة في أربيل.
وعقب الاجتماع، خرج القنصل العام التركي بتصريحات صحفية، أكد فيها أن الاجتماع يهدف إلى زيادة التعاون في مجالات الزراعة والصناعة والتجارة بين الجانبين.
وأشار إلى وجود إمكانية لرفع حجم التبادل التجاري، داعيًا إلى اتخاذ خطوات تسهل هذا الأمر، وخاصة في الجانب العراقي.
على صعيد متصل، أكد رئيس مجلس إدارة جمعية الصناعيين ورجال الأعمال العراقيين نواف قيلج، أن العراق يعد من أهم الشركاء التجاريين بالنسبة لتركيا، وأن تركيا تهدف لرفع حجم التجارة بين البلدين إلى نحو 20 مليار دولار.
ومن الجدير بالذكر أن رئيس إقليم "كردستان العراق"، نيجيرفان بارزاني، أكد أن العلاقات بين الإقليم وتركيا سوف تشهد انطلاقة قوية خلال الفترة المقبلة، كما أكد أن الإقليم يسعي لتوثيق علاقاته الأمنية مع أنقرة في مجال مكافحة الإرهاب.
وشدد "بارزاني" على أهمية دور الإقليم في العلاقات التجارية المشتركة بين تركيا والعراق، لأسباب عدة، أهمها وجوده على الحدود مع تركيا، ولفت إلى أن حجم التبادل التجاري بين تركيا والعراق، يبلغ 13 مليار دولار في الوقت الراهن، وأن الجانبين يبحثان عن سبل زيادة حجم التبادل التجاري إلى مستويات أعلى بما يرضي الطرفين.
اهتمام تركي
يحمل الاهتمام التركي بإقليم كردستان العراق جوانب سياسية في المقام الأول، تليها الاقتصادية، إذ أن أنقرة تعمل على تحسين الوضع الاقتصادي داخل الإقليم من أجل تقليل النزعة الانفصالية لسكانه.
وبعبارة أخري، تزداد النزعة الانفصالية لدي أي إقليم كلما تردى الوضع الاقتصادي الناتج عن سوء استغلال الموارد، ولذلك تعتقد تركيا أن تحسين مستوى الدخول لسكان الإقليم سوف يقنعهم بالبقاء في العراق الفيدرالي.
وعلى صعيد متصل، تعمل تركيا على زيادة التعاون الاقتصادي على أمل أن تصبح الشريك التجاري الأكبر الذي يمر من خلاله نفط الإقليم إلى أوروبا، ما يعني أن تركيا سوف يكون بمقدورها فرض عقوبات اقتصادية حادة على الإقليم متى قرر انتهاج سياسة خارجية مستقلة داعمة للاستقلال القومي.
جذب الاكراد
من جانبه، أكد محمد حامد، الباحث في الشأن التركي أن الأزمة الكردية تقف وراء مساعي تركيا لتطوير علاقاتها مع إقليم كردستان، إذ تعمل تركيا على تطويق الإقليم والفوز بكبرى المناقصات الاقتصادية؛ خاصة في قطاع العقارات.
وأضاف في تصريح لـه أن تركيا تعمل على زيادة صادراتها من المواد الغذائية إلى الإقليم لتجعله معتمدًا عليها بشكل مباشر في توفير المقومات الأساسية للحياة.
واختتم الباحث في الشان التركى بأن الهدف من هذا كله إبراز قوة أنقرة في التأثير على العراق بصفة عامة، فضلًا عن دفع الإقليم لتأييد مواقف تركيا فيما يتعلق بأكراد سوريا.