انفجار بلا قنابل.. «قسد» تستغيث بالعالم بعد فقد السيطرة على مخيم الهول
السبت 05/أكتوبر/2019 - 10:13 ص
طباعة
شيماء حفظي
يتعرض مخيم الهول معسكر احتجاز عناصر داعش في سوريا، لخطر الوقوع تحت سيطرة المتشددين، وسط محاولات عدة للهروب والتسلل والتمرد من جانب المحتجزين، كما يقول الجنرال الكردي مظلوم كوباني لصحيفة واشنطن بوست الجمعة 4 أكتوبر 2019.
نساء داعش.. وخطر السيطرة
وبحسب تصريحات مظلوم، تحاول النساء المحتجزات في المخيمات، تأكيد هيمنتهن على المخيم، في وقت يُخفق الحراس في معسكر الهول في شرق سوريا في احتواء السلوك العنيف المتزايد لبعض المحتجزين.
«هناك خطر كبير في الهول، الآن.. شعبنا قادر على حراسة المخيم، ولكن لأننا نفتقر إلى الموارد، فإن داعش تعيد تجميع صفوفها وإعادة تنظيمها في المخيم.. لا يمكننا السيطرة عليهم 100% والوضع خطير» بحسب مظلوم.
يضم معسكر الهول الدولي في شرق سوريا حوالي 70 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال الذين شردتهم الحرب ضد داعش، وتتولى قوات سوريا الديمقرطية الكردية الإشراف عليه.
وقال مظلوم في مقابلة عبر الهاتف للصحيفة من مقره في سوريا: «هناك ما يصل إلى 30 ألفًا من الموالين لتنظيم داعش بما في ذلك أكثر المتطرفين المتشددين الذين اختاروا البقاء في الخلافة المتضائلة حتى المعركة النهائية؛ من أجل قرية باغوز في وقت سابق من هذا العام».
ويقدر حوالي 10 آلاف شخص من هؤلاء الأجانب جاءوا من أكثر من 40 دولة قاموا بالرحلة للانضمام إلى داعش في سوريا، ويعدون من بين المتطرفين الأكثر التزامًا بقواعد التنظيم، وفقًا لمسؤولي المعسكر.
رسالة البغدادي
وازدادت التوترات في المخيم بشكل حاد منذ أن ألقى زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي خطابًا صوتيًّا الشهر الماضي يحث أتباعه على «هدم جدران» المخيمات والسجون التي تضم المحتجزين لإطلاق سراحهم، وفقًا لمسؤولين من قوات الدفاع السورية.
فيما نقل مسؤولون أكراد أن النساء الداعشيات أنشأن محاكم الشريعة الإسلامية على غرار تلك التي كانت وقت سيادة التنظيم، ويفرضن عقوبات جسدية على سكان المخيم العاديين الذين يرفضون أيديولوجيتهم.
وقال مظلوم إن إحدى أهم رغبات قوات سوريا الديمقراطية هي أن تخفف الحكومات بعض العبء على قوات سوريا الديمقراطية من خلال إعادة مواطنيها، لكن معظم الحكومات ترفض إعادتهم.
وقال إن الإدارة الكردية تحتاج إلى مساعدة في التمويل لتأمين المعتقلين، وإطعامهم وإيوائهم، بالإضافة إلى معدات تأمين المنطقة المحيطة، في وقت تزداد فيه محاولات الهرب.
وفي حين يقول مظلوم إنه يعتقد أن كل الذين فروا بهذه الطريقة كانوا أجانب، وتم إعادة القبض عليهم جميعًا، غير أن مسؤولي قوات سوريا الديمقراطية يقرون بأنه من الممكن أن يكون البعض قد تمكنوا من الفرار دون اكتشافهم.
الحاجة لمساعدات إنسانية
ويضاعف من المشكلة التي تواجه السيطرة على المعسكر الظروف المعيشية الكئيبة، فالغذاء نادر، وإمدادات المياه ملوثة، والمرض منتشر، كما أنه مع اقتراب فصل الشتاء سيزيد البؤس؛ ما يزيد من السخط في المخيم، ما يزيد من الحاجة الملحة لمزيد من المساعدات الإنسانية أيضًا.
ووفقًا لصحيفة النيويورك تايمز -التي زارت المخيم- فإن هناك مخاطر كبرى، تتعلق بالجيل الجديد من الإرهابيين؛ حيث إن السجناء ليسوا معزولين عن المتطرفين الضالعين، بمعنى أن الصبية الذين لا تتجاوز أعمارهم 12 عامًا يتم احتجازهم مع بعض السجناء الأكثر تطرفًا.