الفشل عنوانها.. محاولات إخوانية لإيجاد موطئ قدم للدوحة بموريتانيا

السبت 05/أكتوبر/2019 - 10:14 ص
طباعة الفشل عنوانها.. محاولات أسماء البتاكوشي
 
في محاولة من الدويلة الصغيرة قطر؛ لاستعادة العلاقات مع موريتانيا؛ حركت الدوحة عددًا من أتباعها لإطلاق حملة من أجل الضغط على الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني؛ لإعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بعد قطعها في يونيو 2017. 


وأطلق ناشطون موريتانيون محسوبون على جماعة الإخوان، حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ لإعادة العلاقات الدبلوماسية مع قطر، تفاعلوا من خلالها عبر هاشتاج #موريتانيا_قطر، الذي اعتبره القائمون على المبادرة شعارًا لها. 


وقال البيان الرسمي للحملة: إن قطع العلاقات «الموريتانية ـــ القطرية» عَرَّض مصالح كثير من الموريتانيين للخطر، مطالبًا «الغزواني»، بإعادة النظر في هذا القرار.


وعلى الرغم من أن مطلقي تلك الحملة، أكدوا عدم انتمائهم لأي حزب أو تيار سياسي، وأن دعوتهم لإعادة العلاقات مع قطر، توازيها دعوة أخرى لتوطيد العلاقات القائمة مع كل دول الخليج والدول العربية، فإن تقارير صحفية الموريتانية، ترى وجود أيادٍ خفية تدار من قبل حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية «تواصل» الإخواني؛ من أجل الضغط على الرئيس؛ ليستجيب لدعوة استئناف العلاقات مع النظام القطري.


وقالت التقارير إن هذه الحملة لن تحقق الهدف، الذي يطمح إليه الموالون للنظام القطري؛ نظرًا لاندماج نواكشوط الكامل والمبدئي ضمن التحالف العربي لمحاربة الإرهاب. 


هزائم الإخوان السياسية 
يأتي ذلك في سياق الهزائم السياسية التي تعرض لها الإخوان في موريتانيا، على المستوين المحلي والإقليمي؛ إذ انعكست تطورات المشهد على الداخل، حتى أصبح الإخوان طرفًا ملفوظًا، وتلقى «تواصل» الإخواني ضربات موجعة في الانتخابات الأخيرة، إضافة إلى الأحداث التي شهدها «تواصل» في الفترة الأخيرة؛ إذ أن الغزواني أجرى سلسلة لقاءات مع المعارضة الموريتانية؛ التقى خلالها زعماء سياسيين بينهم محمد ولد مولود المرشح السابق للرئاسة وزعيم حزب «التقدم»، وأحمد ولد داداه زعيم حزب «التكتل»، وشخصيات أخرى ذات وزن سياسي.


وأظهرت تلك المشاورات إقصاء الغزواني جماعة الإخوان وجناحها السياسي «تواصل» من حساباته السياسية؛ ما برز خلال لقاءاته مع عدد من رموز وقادة أحزاب المعارضة التي تجاوز فيها الحزب.



وجاءت جولة «الغزواني» الحوارية لتطبيع الحياة السياسية، تزامنًا مع حصد حكومته بقيادة رئيس الوزراء «إسماعيل ولد سيديا» مقاعد البرلمان الذي ابتدر نشاطه الأسبوعي ببيان السياسة العامة للحكومة، وهو الأمر الذي خلف ارتياحًا كبيرًا في أوساط الحزب الحاكم.


وقال موقع «قطر الحرة»: إن الفشل الذي تعرض له إخوان موريتانيا، أصاب النظام القطري بالجنون؛ إذ إن المخططات، التي عملت الدوحة على رسمها خلال السنوات الماضية، ذهبت أدراج الرياح.

انشقاقات وانقسامات
ويقول محمد عزالدين الباحث المختص في الشأن الأفريقي: إن الصراع الجديد في صفوف «الإخوان» هو الأقوى؛ لاتخاذه طابعًا جغرافيًّا، وإذكائه للخلافات التقليدية بين تيارات في الحركة متصارعة على النفوذ والهيمنة.


وأضاف في تصريح لـه أن الإخوان يعيشون في الوقت الراهن حالة غير مسبوقة من الانشقاقات والانقسامات، إضافة إلى تجاهلهم من قبل الرئيس الموريتاني؛ ما يعرضهم إلى مزيد من الانهيار، مشيرًا إلى أن ذلك يعتبر بداية النهاية للحزب الإخواني «تواصل».


ورأى أن حملة الإخوان لاستعادة العلاقات مع قطر؛ ما هي إلا محاولة للظهور للعلن مرة أخرى.


وأشار الباحث المختص في الشأن الأفريقي، إلى التناقض الواضح في خطاب الجماعة؛ إذ أن الإجراءات، التي اتخذتها الأجهزة الأمنية في موريتانيا حول مراقبة حركة الأموال؛ أدت إلى تضييق الخناق على تحركات قطر، ومنع وصول الأموال التي ترسل إلى قيادات الإخوان هناك؛ ما ارتد سلبًا على تحركات «تواصل»، وأدى إلى فشل الحزب سياسيًّا، كما أن جماعة الإخوان في موريتانيا تمر بأزمات داخلية تجعلها عاجزة عن الظهور في المشهد السياسي؛ وتعكس الأزمة الحالية التي يعاني منها الإخوان استمرار أزمة الثقة بين المستويات القيادية في التنظيم، وهو ما يتجسد في الانشقاقات المتلاحقة في الجماعة.

شارك