ثعبان "النهضة" في تونس يراوغ من أجل مكاسب انتخابية
السبت 05/أكتوبر/2019 - 11:45 ص
طباعة
فاطمة عبدالغني
تلقت حركة النهضة – ذراع الإخوان في تونس- ضربة سياسية موجعة إثر سقوط مرشحها عبدالفتاح مورو في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التونسية، مما شكل مؤشرًا واضحًا على تراجع شعبيتها.
وهو ما برز بشكل واضح في مهاجمة رئيس الحركة راشد الغنوشي لحزب قلب تونس حيث قال إن ”بعض رموز حزب قلب تونس معروفين بكوارطهم وعُرفوا بالفساد وهم يتبؤون موقعا متقدما بالحزب وقد يتبؤون موقعا متقدما في البرلمان القادم” جاء ذلك اثناء قيام الغنوشي ببث مباشر على صفحته الرسمية بموقع فيسبوك أمس الجمعة 4 أكتوبر 2019 أجاب فيه على اسئلة مُتابعيه ومنها امكانية تحالف النهضة مع حزب قلب تونس بعد الانتخابات التشريعية .
واضاف الغنوشي "نحن قلنا وأكدنا بانه ليس في برنامجنا مثل هذا التحالف مع اي حزب تتعلق به شبهات فساد".
يذكر أن الغنوشي كان قد أكد اثناء اشرافه على الحملة الانتخابية للحركة بولاية مدنين أن حزب قلب تونس يتفوق على النهضة داعيا من اسماهم بـ"انصار الثورة" إلى التصويت بكثافة لقائمات حزبه لقطع الطرق على حزب قلب تونس.
واعتبر الغنوشي ان صعود قيس سعيد لرئاسة الجمهورية وصعود حزب نبيل القروي إلى البرلمان سيخلق مشكلا على مستوى السلطة التنفيذية واصفا حزب نبيل القروي بحزب "النظام القديم" متهكما عليه قائلا "ما عندناش مقرونة".
وكانت حركة النهضة الإخوانية جدّدت دعمها للمرشح الرئاسي المستقل قيس سعيد في الدور الثاني، داعية في نفس الوقت التونسيين وأنصارها لمنحها الثقة في الانتخابات التشريعية الأحد المقبل، حتى تتمكن من تشكيل كتلة برلمانية صلبة معاضدة له.
جاء ذلك في دعوة وجهها راشد الغنوشي رئيس الحركة، مساء الخميس 3 أكتوبر، للتونسيين للإقبال بكثافة على الانتخابات البرلمانية، وإعطاء ثقتهم للحركة، وتمكينها من أغلبية برلمانية تضمن لها تشكيل حكومة قوية تكون دعامة لقيس حال صعوده لقصر الرئاسة.
ولفت الغنوشي خلال اجتماع جماهيري عقد، بشارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة إلى أنه "في حال عدم تحصل النهضة على أغلبية برلمانية سيكون المرشح قيس سعيد بعد فوزه في الرئاسية محل استهداف من قبل بعض الأطراف(لم يسمها) التي ربما ستعمل على عزله"، وفق تعبيره.
وتطرّق الغنوشي إلى مراهنة النهضة على الانتخابات التشريعية المرتقبة، مشيرا إلى أن "البرلمان هو المكان الفعلي الذي تصنع فيه السياسات مما دفعه للنزول للسباق الانتخابي والترشح على رأس إحدى القوائم البرلمانية.
وقال الغنوشي إن "دعم النهضة للمرشح الرئاسي قيس سعيد جاء لأنها وجدت فيه الكفاءة والنقاء والاستقامة ونظافة اليد"، مشيرا إلى أن حزبه لن يتحالف مع أشخاص تتعلق بهم شبهات فساد ،" وفق تعبيره.
وأضاف الغنوشي أن "النهضة ستواصل دعمها لقيس سعيد حتى تتمكن من إيصاله إلى قصر قرطاج وهي قادرة على ذلك ".
وبيّن الغنوشي أن "تونس مقبلة بعد الانتخابات المرتقبة على مرحلة هامة ستكون الأولويات فيها متجهة نحو العمل على استكمال المؤسسات الدستورية، ومعالجة الأوضاع الاجتماعية، ومحاربة الفقر، وحفظ كرامة المواطنين ومكافحة الفساد"
وأكد أن "هذا لن يتحقق إلا بدعم أشخاص أنقياء وليسوا محل تتبع ولا تتعلق بهم تهم فساد،" على حد قوله.
وبحسب المراقبين فإن ارتباك النهضة على إثر تحول الصناديق ضدها دفع بزعيمها راشد الغنوشي قبل ايام من الانتخابات التشريعية للقول إن التصويت للمستقلين يعني التصويت للفوضى، مشددًا على أن حركته لن تتحالف مع من وصفهم بالفاسدين، ووصل الأمر بالغنوشي إلى التبرؤ من مشاركة النهضة في الحكم في الفترة الماضية ومسئوليتها عما ألت إليه الأوضاع في البلاد.
كما أن خطاب النهضة بعد الانتخابات الرئاسية في دورتها الأولى يعكس حالة من الارتباك والضعف، حيث أصبح زعيمها راشد الغنوشي يتخبط بعشوائية في أن يحصل على أصوات من أي منبع وأي خزان انتخابي، كما أصبح ينظر للانتخابات التشريعية كفرصة لعودة النهضة من جديد لاحتلال الصدارة.
فما يسمى بخزان النهضة الانتخابي يكاد يصبح خاويًا فمنذ عام 2011 وحتى اليوم تراجعت نسبة التأييد للنهضة حتى وصلت إلى حدود 400 ألف ناخب في الانتخابات الرئاسية الأخيرة في دورها الأول.
ولم تدخر النهضة جهدًا في اللجوء إلى الخطابات الدينية لاستمالة الناخبين وكسب تأييدهم، سياسات خلفت انعدام شبه كامل للثقة لدى الشباب التونسي.
ويقول المراقبون أن النهضة تسعى عبر الانتخابات التشريعية وعبر اللعب على مواقفها المتناقضة وتهديد الناخبين لحجز مقعد لها في السلطة التشريعية والتنفيذية ما يمكنها من البقاء لفترة أطول في الحكم.
فارتباك حركة النهضة من نتائج الانتخابات الرئاسية وخوفها من خسارة مدوية في الانتخابات التشريعية يجعلها تناور وتحذر وتهاجم بحسب كثيرين في مؤشر واضح على تراجع شعبيتها.