على طريقة التتار.. داعش يلجأ للحرب النفسية ليداري ضعفه وهزيمته
السبت 05/أكتوبر/2019 - 12:51 م
طباعة
محمود محمدي
أدت الهزيمة الكبيرة التي تعرض لها تنظيم داعش الإرهابي في الأراضي العراقية والسورية، إلى انهيار التنظيم المتطرف، فضلًا عن خسارته غالبية الأماكن التي كان يُسيطر عليها.
في السياق ذاته، انحسرت الحروب الميدانية والمواجهات المسلحة مع قوى الإرهاب في الفترة الأخيرة إلى حد كبير، إذ لم يبق للقوة العسكرية لداعش وزن يُذكر.
وبحسب دراسة لمرصد الأزهر لمكافحة التطرف بعنوان «داعش: الحرب الميدانية أم الحرب النفسية والإعلامية؟»، فإن التنظيم توجه إلى أنماط أخرى من الحرب، وهي الحرب النفسية والإعلامية، معتبرة أن داعش نجح -إلى حد ما- في خوض هذه الحرب الموجهة خصوصًا ضد شعوب أوروبا التي أصبحت هدفًا رئيسًا لتهديدات التنظيم وهجماته.
والحرب النفسية هي الاستعمال المخطط والمُمنهج للدعاية، ولمختلف الأساليب النفسية؛ للتأثير على آراء ومشاعر وسلوكيات الآخر بطريقة تسهل الوصول للأهداف، وقد أدرك «داعش» منذ نشأته أهمية الدور الإعلامي في تحقيق أهدافه عبر ما أنشأه من آلات إعلامية، فضلًا عن استغلاله لكل وسائل التكنولوجيا الحديثة، وتكثيف وجوده عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ لبثّ دعايته الترويجية، والتي اعتمدت في مجملها على الاستعراض والتهويل.
الحرب النفسية
ورغم الهزيمة التي لحقت بالتنظيم الإرهابي في سوريا والعراق، فإنه لا يزال يستخدم آلته الإعلامية؛ لشن حرب نفسية ضد الشعوب والدول، فضلًا عن رفع الروح المعنوية للمنضمين إليه؛ حيث ينشر صور ضحايا الهجمات التي ينفذها كنوع من الحرب النفسية التي يشنّها ضد مخالفيه، وإحباط معنوياتهم؛ خاصة إذا كان هؤلاء الضحايا ينتمون لجماعة إرهابية أخرى، وذلك كنوع من التحذير لما قد يحدث لأقرانهم إذا استمروا في مواجهته، بحسب الدراسة.
كما يرى التنظيم أن الترويج الدعائي بالوسائل المختلفة هو السلاح الأخير والورقة الرابحة التي عليه أن يركز جهوده عليها باعتبارها ملاذًا أخيرًا لإثبات بقائه، وكذا للعمل على استقطاب عناصر جديدة لصفوفه.
وخلال عام 2019 نشر داعش 15 مقطع فيديو ترويجي؛ إلا أن مستوى تلك الدعاية الإرهابية كان منخفضًا بالمقارنة بما بثه التنظيم فيما سبق؛ ما يدل على عدم وجود أية فاعلية حقيقية له في أي جزء من العالم، وفقًا للمرصد.
المواجهة الإلكترونية
وفي الوقت الذي اتضح فيه أن تلك التنظيمات الإرهابية تبث تهديداتها من أجل إثارة المخاوف، خاصة مع تلاشي مفهوم الحرب التقليدية، أصبحت المواجهة الإلكترونية حتمية لمجابهة قوى الشر والإرهاب والأفكار الشاذة، إذ إن المواجهة الحقيقية للتنظيمات الإرهابية، والتي يمكن أن تكون ذات جدوى هي المواجهة الفكرية والإلكترونية على جميع المنصات والمواقع.
وأكد المرصد في ختام دراسته، أن تغيّر مفاهيم الحرب عند الجماعات المتطرفة، وتحوّلها إلى حرب إلكترونية تتركز في الدعاية والاستقطاب، يقتضي تغيير آليات المواجهة على جميع الأصعدة وفي مختلف الدول.