مفاوضات طالبان وأمريكا.. السلام الغامض علي أنقاض الدولة الأفغانية

السبت 05/أكتوبر/2019 - 02:25 م
طباعة مفاوضات طالبان وأمريكا.. أميرة الشريف
 
مع المحاولات التي تقوم بها أفغانستان لوقف الحرب المستمرة من قبل حركة طالبان وإحياء السلام وعودة الاستقرار في البلاد، كشفت وسائل إعلام أمريكية، السبت 5 أكتوبر، أن ممثلين من حركة طالبان التقوا المبعوث الأمريكي للسلام في أفغانستان زلماي خليل زاد، في العاصمة الباكستانية إسلام آباد، للمرة الأولى منذ إعلان الرئيس دونالد ترامب إلغاء محادثات السلام مع الحركة.
ووفق وكالة أسوشيتد برس، السبت، قال مسؤول في الحركة إن اللقاء تم الجمعة، وكان وفد طالبان بقيادة الملا عبدالغني بارادار المؤسس المشارك للحركة.
وكان وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي قد ألمح، الجمعة، إلى هذا الاجتماع، قائلًا: إن اجتماعًا مرتقبًا سيعقد في إسلام آباد، مشيرًا إلى أن خليل زاد وممثلين عن المكتب السياسي لطالبان يجرون حاليًا لقاءات منفصلة في إسلام آباد، تلبية لدعوة من الحكومة الباكستانية، مؤكدا أن الأطراف ستجتمع معًا في إطار هذه الزيارة.
وتسيطر حركة طالبان، التي كثفت من هجماتها بعد توقف المحادثات، على نحو نصف مساحة أفغانستان، ولها نفوذ واسع في المناطق التي لا تسيطر عليها.
وتحاول واشنطن إعادة تأهيل طالبان لأن الأخيرة لن ترضى بأقل من العودة للسلطة في كابول على أنقاض الحكومة الشرعية الحالية وجثث رموزها وكل المتعاونين معها وإنْ ادعت خلاف ذلك لأسباب تكتيكية.
وأبرمت إدارة الرئيس ترامب صفقة مع حركة طالبان لإحلال السلام في أفغانستان المنكوبة بالحروب وعدم الاستقرار منذ أكثر من خمسة عقود متواصلة، تضمنت بين أمور أخرى إجلاء معظم القوات الأمريكية من هذا البلد.
لكن ترامب ألغى اجتماعاً سرياً في 7 سبتمبر الماضي، كان مقرراً عقده في كامب ديفيد بينه وبين من تم التفاوض معهم من ممثلي طالبان في الدوحة وهم ستة من عتاة الإرهابيين ممن كانت واشنطن تحتجزهم سابقاً في قاعدة غوانتانامو، وذلك على إثر تبني طالبان لتفجير انتحاري راح ضحيته جندي أمريكي و11 آخرين في عملية وصفت بأنها تستهدف الضغط على الأمريكيين للحصول على مكاسب أكبر قبل تنفيذ بنود الصفقة المشار إليها.
وأبرمت الصفقة دون علم حكومة الرئيس الأفغاني الشرعي أشرف غني المعترف بها دولياً، وكأنما لا وجود لها على الخارطة السياسية. 
وكان قرار ترامب حول إلغاء اجتماعه مع ممثلي طالبان لم يكن قراراً حاسماً ونهائياً وإنما تضمن إيحاء بإمكانية عقده في المستقبل.
واعتادت حركة طالبان علي المراوغة في إنهاء الصراع الدائر منذ سنوات، كما تماطل في أى مفاوضات مع الحكومة الأفغانية من أجل تحقيق السلام وإنهاء الحرب التي طال أمدها، ولم يشهد القتال في البلاد أي تهدئة رغم تلك الجهود.
وتشهد أفغانستان منذ سنوات صراعا بين حركة طالبان والقوات الحكومية والدولية بقيادة الولايات المتحدة ، أدت إلي سقوط ألاف الضحايا من المدنيين.
وعلى مدار العام الماضي، تم تهميش الحكومة الأفغانية في المحادثات الأميركية مع طالبان حيث ترفض طالبان التفاوض مع مسؤولي كابول لأنها تعتبر الحكومة الأفغانية دمية أميركية.
وتعتبر حركة "طالبان" من أكبر الحركات الإسلامية التي حكمت أجزاء كبيرة من أفغانستان مطلع سبتمبر 1996، وقد أعلن الملا عمر منذ سيطرته على مساحات واسعة من أفغانستان، تأسيس إمارة إسلامية في أفغانستان.
ونشأت حركة "طالبان" في ولاية قندهار الواقعة جنوب غرب أفغانستان على الحدود مع باكستان عام 1994م.
وقال الملا عمر زعيم أول إمارة إسلامية في أفغانستان والذي قتل في 23 أبريل 2013، أنذاك،  إنه استهدف من إعلان أفغانستان إمارة إسلامية هو القضاء على مظاهر الفساد الأخلاقي، وإعادة أجواء الأمن والاستقرار إلى أفغانستان، وساعده على ذلك طلبة المدارس الدينية الذين بايعوه أميرا لهم عام 1994م.

شارك