باريس ضد أنقرة.. الحملة الفرنسية الجديدة على عثمانية أردوغان الشريرة
الأحد 06/أكتوبر/2019 - 09:45 ص
طباعة
أحمد سامي عبدالفتاح
تتجه العلاقات الفرنسية التركية إلى المزيد من التأزم؛ خاصة في أعقاب الجدال المحتدم الذي دار بين وزير الخارجية التركي والرئيس الفرنسي، في أعقاب قيام الأخير بانتقاد الوضع الحقوقي في تركيا.
الحملة الفرنسية الجديدة
وفي هذا السياق، نشرت جريدة العرب اللندنية الخميس 3 أكتوبر 2019 تقريرًا بعنوان «فرنسا تقود حملة أوروبية صارمة ضد تركيا».
تطرق هذا التقرير إلى الخلافات بين تركيا وفرنسا بصفة عامة، كما تطرق إلى الجدال الدائر بين فرنسا وتركيا، ودور أزمة الأرمن فيه؛ حيث تصر فرنسا على الاعتراف بأن الدولة العثمانية قد ارتكبت مجازر وإبادة ضد الأرمن، فيما تصر تركيا على رفض هذه التصريحات؛ ما أدى إلى توتر العلاقات بين الطرفين، في أكثر من مناسبة.
كما أكد التقرير أن فرنسا تقود أزمة كبيرة من أجل تغيير السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي تجاه تركيا، على اعتبار أن الأخيرة تمارس ابتزازًا ممنهجًا ضد أوروبا بشأن السيطرة على أزمة اللاجئين، وفي هذا الصدد، يتعين أن نشير إلى أن أوروبا تدرك تمامًا أن المزيد من التأزم في أزمة اللاجئين سوف يؤدي إلى صعود اليمين المتطرف، الأمر الذي يؤثر على وحدة الاتحاد الأوروبي بشكل خاص، وعلى الديمقراطية الأوروبية بشكل عام.
أنقرة ترد
وفي تصريحات صحفية في مدينة ستراسبورج، ونقلها موقع أحوال تركية، قال الوزير التركي: إن الرئيس الفرنسي قد تطاول على تركيا وتجاوز حقوقه، ولم يتوقف الوزير التركي عند هذا الأمر؛ حيث وصف الرئيس الفرنسي بأنه ديك صياح قدميه مغروستان في الوحدل، على حد تعبيره.
الواضح من التصريحات التركية أن وزير الخارجية التركي قد تجاوز كل الأعراف الدبلوماسية، التي تطالب باحترام رأي الطرف الأخر؛ ما يؤكد عمق الأزمة بين الطرفين.
من جانبها، تحاول فرنسا وفق مراقين دوليين، وفق تقرير نشره موقع أحوال تركية، أن تعمل صياغة سياسة أوروبية جديدة تحد من قدرة تركيا على استخدام مواطنيها في البلدان الأوروبية كلوبيات ضاغطة؛ خاصة ألمانيا التي يعيش فيها نحو 4 ملايين مواطن تركي.
تصعيد باريس
من الجدير بالذكر، أن فرنسا قد صعدت من التوتر مع تركيا عدة مرات بسبب الابتزاز التركي الواضح لأوروبا في ملف اللاجئين؛ حيث تحاول تركيا استخدام ورقة اللاجئين كوسيلة للتأثير على السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، ودفعها لتأييد السياسات التركية في مناطق عدة مثل إدلب، وملف الغاز في شرق البحر المتوسط.
وتدرك تركيا جيدًا مدى تأزم الوضع الداخلي في أوروبا؛ خاصة مع صعود اليمين المتطرف؛ ما يعني أن المزيد من أزمة اللاجئين التي قد تتسبب تركيا فيها، قد يؤدي إلى صعود اليمين المتطرف أكثر.
على صعيد متصل، تعلب العلاقات التركية الروسية دورًا مهمًا للغاية في تأزم العلاقات الفرنسية التركية؛ حيث تعتقد فرنسا أن التقرب التركي؛ خاصة في مجال الصناعات العسكرية يشكل خطرًا على أوروبا؛ لأنه يمنح روسيا فرصة لتعميق نفوذها في الشرق المتوسط؛ خاصة بعد أن أشارت تقارير صحفية أن روسيا قد عرضت مساعدة تركيا على إيجاد الغاز واستخراجه في شرق المتوسط.
تركيا تغرق
وفي تصريح لـه أكد الباحث محمد حامد أن تركيا لن تأبه بالتهديدات الفرنسية؛ لأنها تعتقد أن القرار الأوروبي لا يصدر من فرنسا فقط، بل تؤثر دول أخرى مثل ألمانيا، وإيطاليا فيه.
كما أكد حامد أن الدول المطلة على البحر المتوسط تعد هى أكثر الدول تضررًا من أزمة اللاجئين؛ ما يعني أن هذه الدول سوف تفعل المستحيل من أجل إقناع تركيا بضرورة الحفاظ على الاتفاق الذي وقع بين تركيا والاتحاد الأوروبي في 2016.
وفي النهاية، اختتم حامد حديثه قائلا: إن تركيا تصعد من حدة لهجتها ضد فرنسا كوسيلة لإقناع الرأي العام بأنها تخوض حروبًا خارجية مع أطراف عدة، الأمر الذي يسهم في زيادة شعبية الحزب الحاكم.