تركيا والمنطقة الآمنة.. أردوغان يواصل هذيانه وتهديداته الجوفاء
الأحد 06/أكتوبر/2019 - 09:50 ص
طباعة
معاذ محمد
لا يترك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مناسبة تمر دون أن يتطرق إلى عزم بلاده على إنشاء ما يسمى بـ«المنطقة الآمنة» في الشمال السوري، وبات يهدد بتنفيذ ما أسماه «خطط خاصة»، إذا لم تتعاون الولايات المتحدة معه لإنشاء المنطقة.
وكانت محادثات ثنائية مكثفة بين أنقرة وواشنطن، في 7 أغسطس 2019، تم التوصل فيها لإنشاء «منطقة آمنة» تكون فاصلًا بين سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية والحدود التركية.
تهديد جديد
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قال الثلاثاء 1 أكتوبر 2019: إن بلاده لم يعد بمقدورها الانتظار «ولو ليوم واحد»، في مسالة إقامة المنطقة الآمنة في شمال سوريا، محذرًا من أن التدخل العسكري لبلاده قد يكون وشيكًا.
وأكد «أردوغان» في كلمة ألقاها خلال مشاركته في افتتاح السنة التشريعية الجديدة في البرلمان التركي: «ليس أمامنا اليوم من خيار سوى المضي في الطريق الذي اخترناه»، مضيفًا: «لقد حاولنا كل شيء وصبرنا كثيرًا، ولم بعد بإمكاننا تضييع أي لحظة».
وشدد الرئيس التركي، على أن بلاد تهدف لإسكان مليوني سوري في المنطقة الآمنة المزمع تشكيلها على عمق 30 كيلو متر في شمال شرق سوريا، مؤكدًا أن أنقرة حاولت بكل الوسائل مع الحلفاء حل المشاكل على الحدود، خصوصًا في شرق الفرات «إلا أنهم لم يصلوا إلى النتائج المطلوبة».
وأشار «أردوغان» إلى أن «السبب الوحيد لوجودنا في سوريا، يتمثل في التهديدات الإرهابية ضد حدودنا، وتحولها إلى حاجز يمنع عودة السوريين الموجودين في بلدنا».
ونقلت وكالة أنباء الأناضول الرسمية عن أردوغان قوله للبرلمان: «يمكن أن نأتي فجأة في أي ليلة»، في إِشارة إلى شن عمل عسكري أُحادي في الشمال السوري.
أقوال لا أفعال
مسلسل التهديد بشأن المنطقة الآمنة، بدأ مع مطلع شهر سبتمبر المنصرم، وعلى مدار 4 مناسبات متتالية لم يتوقف «أردوغان» عن تهديده حول إنشاء المنطقة، وأنه سيتخذ خطط خاصة بمفرده، إذا لم تتعاون الولايات المتحدة الأمريكية معه، غير أن هذا دائمًا يقف عند حد الترهيب اللفظي دون العمل على أرض الواقع.
في 5 سبتمبر 2019، قال الرئيس التركي، في اجتماع لحزب العدالة والتنمية: إن بلاده عازمة على إنشاء المنطقة الآمنة حتى الأسبوع الأخير من شهر سبتمبر، وفقًا للطريقة التي تريدها بلاده، مشيرًا إلى أن أنقرة ترغب في إنشاءها بالتنسيق الكامل مع واشنطن، إلا أن ذلك لن يمنعها من القيام بهذا الأمر بمفردها، ووفقًا لإمكانياتها، وذلك في حالة تعثر عملية التنسيق.
وعلى الرغم من بدء واشنطن وأنقرة، دوريات مشتركة في الشمال السوري الأحد 8 سبتمبر، إلا أن «أردوغان» هدد في نفس اليوم بتنفيذ ما أسماه «خطط خاصة» في البلد المجاورة، حال عدم بدء إنشاء المنطقة المتفق عليها مع الجنود الأتراك، متهمًا الولايات المتحدة بالسعي لحماية إرهابيين أكراد.
وأشار «أردوغان» إلى وجود خلافات كبيرة بين تركيا وبين الولايات المتحدة حول المنطقة الآمنة، متهمًا واشنطن بالعمل على تغطية وحدات حماية الشعب الكردية، التي تعتبرها بلاده تنظيمًا إرهابيًّا وذراعًا لحزب العمال الكردستاني، مهددًا بتنفيذ ما أسماه «خطة خاصة» إذا لم تتعاون معه نيويورك.
وعاد الرئيس التركي في 18 سبتمبر، فقال:« إن بلاده ستنفذ خططها بشأن المنطقة الآمنة»، مضيفًا: «التصريحات لم تعد تطمئننا.. نريد إجراءات ملموسة على الأرض»، غير أن «أردوغان» لم يعلن عن طبيعة تلك الخطط الخاصة التي دائمًا ما يهدد بها.
وهدد «رجب أردوغان» السبت 21 سبتمبر 2019، في مؤتمر صحفي، بإطلاق عملية عسكرية أحادية في شمال سوريا في حال لم يتم إقامة «منطقة آمنة» مشتركة مع الولايات المتحدة، محددًا لها نهاية الشهر المنصرم، مشددًا على أن الجيش التركي «أكمل كل الاستعدادات على الحدود» مع سوريا؛ لفرض منطقة آمنة ممكنة؛ ومن أجل احتمالية هجوم أُحادي في حال لم تقم المنطقة.
ودائمًا ما يبرر «أردوغان» في جميع المقابلات الصحفية والأحاديث التي تتطرق إلى المنطقة الآمنة، تمسكه بإقامة «المنطقة الآمنة»، أنه يريد إنشائها لصالح اللاجئين السوريين في بلاده وأوروبا، غير أنه في الحقيقة يسعى إلى إقامتها في شمال سوريا؛ بسبب تخوفه من المقاتلين الأكراد، والذين تدعمهم الولايات المتحدة، وهم بالنسة لها «حلفاء»، شاركوا في الحرب على تنظيم «داعش» الإرهابي منذ عام 2013.
التهديد فقط
من جهته، قال محمد حامد، الباحث في الشأن التركي: إن «أردوغان» لا يملك سوى التهديد بشأن «المنطقة الآمنة»، مشيرًا إلى أنه لا يريد من إنشائها سوى القضاء التام على الأكراد.
وأكد «حامد» في تصريح خاص لـه، أن الرئيس التركي لا يدرك أنه لن يستطيع فعل أي شي في الشمال السوري بمفرده، خصوصًا أن الأكراد مدعومون من الولايات المتحدة الأمريكية ولن تتخلى عنهم،إضافةً إلى تعاونهم أيضًا مع سوريا.
وشدد الباحث في الشأن التركي، على أن «أردوغان» لا يمكنه فعل أي شئ في المنطقة الآمنة بدون الولايات المتحدة، مؤكدًا أن تهديداته ما هي إلا محاولات للضغط على واشنطن وابتزازها فقط.