أردوغان يهذي ويهدد بعملية عسكرية شرقي الفرات
الأحد 06/أكتوبر/2019 - 12:35 م
طباعة
فاطمة عبدالغني
سريعًا جاء رد قوات سوريا الديمقراطية على التهديدات التركية بشن عملية عسكرية شمالي سوريا وتعهدت القوات ذات الغالبية الكردية بالرد على أي عمل عسكري تركي وحذرت من اندلاع حرب شاملة في المنطقة في حالة شنت تركيا هجومًا على مناطقها شرقي نهر الفرات في سوريا.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن أمس السبت 5 أكتوبر، أن بلاده ستشن عملية عسكرية في شمال شرق سوريا، في تحدٍ سافر للقانون الدولي وانتهاك السيادة للدول.
وقال أردوغان إن العملية الجوية والبرية شرقي نهر الفرات في سوريا يمكن أن تبدأ في أي لحظة، متهماً واشنطن بأنها لا تفعل ما يكفي لإبعاد المسلحين الأكراد السوريين عن الحدود التركية، وخلال فعالية لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، قال أردوغان، إن تركيا تسعى "لري شرقي الفرات بينابيع السلام" وتوطين اللاجئين هناك. وأضاف "وجهنا كل التحذيرات إلى محاورينا حول شرقي الفرات ولقد كنا صبورين بما في الكفاية"
وأضاف أردوغان: "أجرينا استعداداتنا وأكملنا خطة العملية العسكرية في شرق الفرات، وأصدرنا التعليمات اللازمة بخصوص ذلك، وسنقوم بتنفيذ العملية من البر والجو". وأضاف: "نقول لمن يبتسمون في وجهنا ويماطلوننا بأحاديث دبلوماسية من أجل إبعاد بلدنا عن المنظمة الإرهابية إن الكلام انتهى"، واستكمل أن تركيا ستنفذ عمليات جوية وبرية وأن هذه العمليات قد تبدأ "اليوم أو غداً".
من ناحية أخرى ردت قوات سوريا الديمقراطية، أنها تريد الاستقرار، لكنها تعهدت في الوقت نفسه بالرد على أي هجوم. وقال مصطفى بالي المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية "لن نتردد في تحويل أي هجوم غير مبرر من تركيا إلى حرب شاملة في منطقة الحدود بأكملها للدفاع عن نفسنا وشعبنا". وأضاف بالي، إن قوات سوريا الديمقراطية ملتزمة بالاتفاقات التي تمت خلال محادثات أمريكية - تركية وستبقى كذلك إذا توقفت ما وصفها بالتهديدات الخطيرة.
وتابع بالي "ببساطة.. ستكون هناك فجوة كبيرة في البلدات التي ستنسحب منها قواتنا للدفاع عن الحدود وسيعطي ذلك داعش الفرصة للعودة". وكانت القوات قالت إنها سوف تنسحب لمسافة تصل إلى 14 كيلومتراً في بعض المناطق الحدودية.
وقالت إلهام أحمد، الرئيسة التنفيذية للمجلس الّذي يمثل المظلة السياسية لقوات "سوريا الديمقراطية" إن "تهديدات أنقرة خطيرة وهي تشعل فتيل حربٍ سترافقها فوضى عارمة على طرفي الحدود وخاصة في الداخل التركي".
وأضافت في مقابلة هاتفية مع "العربية.نت" أن "الحجج التي تقدمها حكومة العدالة والتنمية لتبرير هذا الهجوم المزعوم، هو اعترافٌ منها على أنها حكومة حرب ترفض السلام".
وتابعت "لقد أبدينا مرونة كبيرة مع تركيا للحفاظ على استقرار وأمن الحدود على كلا الجانبين، لكن أنقرة مصرّة على الحرب وسفك دماء الأبرياء دون وجه حق"، لافتة إلى أن "أنقرة مستعدة أيضاً لتهجير ملايين السكان من بيوتهم".
وشددت القيادية الكردية التي تزور واشنطن في الوقت الحالي على أن "أبواب المنطقة لن تكون مفتوحةً أمام القوات التركية وسيتم مواجهتها من قبل السوريين وأبنائها الشرفاء".
وأشارت إلى أن "موقف الأمريكيين واضح من هذه التهديدات وهم يقولون إن أي تدخل تركي في المنطقة من شأنه إشغال قواتهم عن مكافحة الإرهاب".
ورجّحت أن "أي اجتياح تركي سيترك المجال مفتوحاً أمام معارك أخرى في الضفة الأخرى من المنطقة وهو ما سيتسبب بضرب كل الجهود الدولية والمحلية لمواجهة الإرهاب"، في إشارة منها لأي هجومٍ مباغت ومحتمل من "الخلايا النائمة" لتنظيم "داعش" على المنطقة.
يشار إلى أن الولايات المتحدة كانت قد اتفقت مع تركيا في أغسطس الماضي على أن تقيما معا منطقة آمنة في شمال شرق سوريا على الحدود مع تركيا. لكن اختلف الطرفان بشأن عمق تلك المنطقة داخل الأراضي السورية ولمن ستكون السيطرة عليها.
ومازالت تفاصيل تلك المنطقة تزعج أردوغان ما دفعه لاتهام واشنطن بالتحرك ببطء شديد فيما يتعلق بإقامتها، إذ ترغب أنقرة أن تمتد المنطقة لعمق 30 كيلومترا داخل سوريا، وحذرت مراراً من شن هجوم منفرد على شمال شرق سوريا، حيث توجد قوات أمريكية إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية.
وحتى الآن نفذت القوات الأمريكية والتركية 6 مهمات جوية مشتركة فوق شمال شرق سوريا وثلاث دوريات برية إحداها الجمعة.
وترى واشنطن في هذا "خطوات ملموسة" لتبديد مخاوف أنقرة، لكن تركيا تقول إنها ليست كافية، وتريد بشكل عاجل إقامة "منطقة آمنة" لإعادة ما يصل إلى مليوني لاجىء سوري، حيث تستقبل تركيا نحو 3,6 ملايين لاجىء غالبيتهم العظمى من السوريين وقد تصاعد السخط الشعبي لوجودهم أخيرا.
كما تريد أنقرة تحريك وحدات حماية الشعب الكردية الّتي تعد أبرز فصائل قوات سوريا الديمقراطية، وتقول إن هذه الوحدات ذراع "إرهابي" للمتمردين الأكراد في تركيا على الرغم من مساهمتها مع القوات الأمريكية في الحرب ضد تنظيم داعش واستعادة مناطق واسعة في شمال سوريا.
لكن أنقرة، تصنفها كجماعة "إرهابية". وتعتبرها امتداداً لحزب "العُمال الكُردستاني" الّذي يخوض تمرّداً مسلحاً ضدها منذ العام 1984.
وشن الجيش التركي هجومين في سوريا الأول في العام 2016 ضد تنظيم داعش والثاني في 2018 ضد وحدات حماية الشعب الكردية.