العراقيون ينتفضون ضد أذناب إيران.. وطهران تقتل المتظاهرين
الأحد 06/أكتوبر/2019 - 02:14 م
طباعة
إسلام محمد
أتت الثورة التي أشعلها المواطنون ضد أذناب إيران القابضين على السلطة في بغداد، لتضع المشروع الفارسي بالمنطقة في مأزق بعدما رفض العراقيون المكونات السياسية التابعة لولاية الفقيه.
ومنذ 4 أيام تشهد العاصمة بغداد ومحافظات عراقية احتجاجات دامية انطلقت الأسبوع الماضي، وارتفعت حصيلة القتلى إلى 60 بحسب ما أعلنت مفوّضية حقوق الإنسان.
وتداول نشطاء على مواقع تواصل اجتماعي عراقية وعربية مقاطع فيديو لمتظاهرين في كركوك يرددون هتافات غاضبة ضد تدخلات طهران، أبرزها: "طهران برة برة كربلاء تبقى حرة".
وكشفت قوات الأمن العراقية وكذلك المتظاهرون عن وجود قناصة مجهولين على أسطح المباني في بغداد يقتلون ضحايا من الجانبين، ولكن لم تتضح أي معلومات عن هوية القناصين المذكورين.
واتهم النائب الليبرالي في البرلمان العراقي، فائق الشيخ علي، إيران بقتل المتظاهرين في العراق قنصًا، وكتب في تغريدة على "تويتر": "إيران تقنصنا".
وتابع النائب: "لم يعد الأمر خافيًا على أحد، فإمام جمعة طهران قالها بصريح العبارة مُختزلًا سياسة دولته: اقتلوا عملاء أمريكا المتظاهرين العراقيين".
وأكد النائب في التغريدة على الالتحام بين المتظاهرين وقوات الأمن العراقي، مُلمحًا إلى أن القناصة الإيرانيين يحصدونهم معًا.
وغرد: "المتظاهرون والقوات الأمنية .. لا يقتل أحدهما الآخر، ولكن القنّاصة الأعداء الذين اعتلوا السطوح يقنصونهم معًا".
ودعت الأمم المتحدة لوقف أعمال العنف في العراق ومحاسبة المسؤولين عنها.
وقد أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط عن قلقه إزاء تطورات الأوضاع في العراق خاصة حالة التصعيد المصاحبة للتظاهرات التي تشهدها العاصمة بغداد وبعض المدن منذ الأول من أكتوبر، كما أعرب عن أسفه الشديد لسقوط ضحايا وجرحى في صفوف المتظاهرين وقوات الأمن العراقية وقدم التعازي لأسر الضحايا وتمنى الشفاء العاجل للجرحى.
وقال مصدر مسؤول في الأمانة العامة للجامعة: إن أبو الغيط يتطلع إلي قيام بغداد بكل ما من شأنه تهدئة الوضع والبدء الفوري بحوار جدي وحقيقي يفضي إلى إزالة الأسباب التي دعت إلى التظاهر.
كما أظهر مقطع فيديو تجمعًا، لعراقيين في ميتشغن الأمريكية، يتظاهرون دعما لمطالب المحتجين في بلادهم.
وحمل المتظاهرون لافتات تطالب إيران بعدم التدخل في شؤون العراق، إلا أن أحدهم قام بتمزيق لافتة تسيء إلى إيران ما أثار غضب الباقين ووصل الأمر إلى الاشتباك بالأيدي.
وهتف المتظاهرون بنفس الهتافات التي عمت بغداد والمحافظات العراقية مرددين "إيران برة برة
.. بغداد تبقى حرة"، وتدخلت الشرطة الأمريكية لحل المشكلة وقامت بفض التجمع.
من جهته أكد محمد عبادي الباحث في الشأن الإيراني، أن من المكاسب التي نتجت عن تلك الثورة العراقية أن عبارة "إيران برة برة.. بغداد تبقى حرة" أضحت من الشعارات التي تتردد أصداؤها في كبريات مدن البلاد مما يعكس وعيًا شعبيًّا بالخطر الإيراني.
وأضاف في تصريحات خاصة لـه، أن طهران تواجه أزمات متلاحقة بسبب انحسار شعبيتها حتى داخل أراضيها نفسها وحتى في كبريات مدن الهضبة الفارسية بعدما تفشى طغيان الملالي وزادت مظالمهم وهو الشيء الذي ظهر بجلاء بعد العقوبات الأمريكية التي قلصت الدخل الذي كان يتوجه للحرس الثوري.
وتابع الباحث في الشأن الإيراني أن خطاب رئيس الوزراء عبد المهدي كان مُخيبًا للآمال، فلم يخاطب المتظاهرين ولم يكن على قدر تطلعاتهم، بل دافع عن إنجازات حكومته وإدارته للأزمة الحالية، وطالب بمنحه مهلة لتنفيذ برنامجه، وهو المطلب غير المتوافق مع المزاج الشعبي الحالي العراقي.