اعتقلت السلطات التركية 5 ألمان للاشتباه بارتباطهم بحزب العمال الكردستاني الذي تعتبره أنقرة منظمة إرهابية؛ حيث تم إيقاف المشتبه بهم على ذمّة التحقيق بتهم تتعلّق بممارسة أنشطة دعائية والانتماء إلى تنظيم غير قانوني، في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني.

وتعتبر كلّ من تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، الحزب الكردي، الذي يقود منذ 1984 تمرّدًا انفصاليًّا مسلّحًا ضد أنقرة، تنظيمًا إرهابيًّا.

وبحسب وكالة أنباء «ميزوبوتاميا» -المقربة من الأكراد- فإنّ الألمان الخمسة اعتقلوا هذا الأسبوع وأودعوا الحبس المؤقت في أنقرة، مشيرة إلى أنّ توقيفهم جرى في إطار تحقيق يتولاه المدّعي العام في أنقرة.

 أكاذيب تركيا

بدورها، قالت وزارة الخارجية الألمانية: إنّها على دراية بحالات الموقوفين الألمان الخمسة، وإنّ السفارة في أنقرة تقدّم المساعدة القنصلية لهم.

غير أنّ وزارة الداخلية الألمانية نفت بشدّة تقارير أفادت بأنّ السلطات التركية حصلت على المعلومات التي قادتها لهذه التوقيفات خلال زيارة قام بها وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر إلى أنقرة هذا الأسبوع.

ورغم هذا النفي فإنّ متحدّثًا باسم الوزارة لم يستبعد إمكانية أن تكون مثل هذه المعلومات جرى تبادلها بين البلدين، في إطار التعاون الروتيني بين الأجهزة الأمنية.

وكان وزير الداخلية التركي «سليمان صويلو»، هدّد في مارس الماضي باعتقال أي زائر أجنبي يثبت ارتباطه بحزب العمال الكردستاني أو بتنظيمات أخرى محظورة، مضيفًا: «لقد اتّخذنا إجراءات ضد أولئك الذين يشاركون في منظمات إرهابية في أوروبا وألمانيا ثم يأتون إلى أنطاليا وبودروم وموغلا لقضاء عطلة.. فليدخلوا مطاراتنا وسيتم اعتقالهم».

 إهانة أردوغان

على صعيد متصل، اعتقلت السلطات التركية سيدة ألمانية من أصول كردية في مطار ديار بكر جنوب شرقي البلاد، بعد زيارتها لعائلتها، على خلفية تعليقاتها المنتقدة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وقالت صحيفة «دي تسايت» الألمانية: إن تركيا اعتقلت سيدة ألمانية من أصول كردية تبلغ من العمر 58 عامًا عند مغادرتها البلاد من مطار ديار بكر، مضيفًا: «حدثت عملية اعتقال السيدة التي تعمل كمعلمة في ألمانيا، وكانت في زيارة لعائلتها في تركيا».

ووفق الصحيفة، فإن سبب الاعتقال هو على الأرجح نشر السيدة الألمانية انتقادات لأردوغان على مواقع التواصل الاجتماعي، ونقلت عن متحدث باسم الخارجية الألمانية (طلب عدم ذكر اسمه) قوله: «نحن على علم بواقعة الاعتقال، ونعمل على هذا الملف مع السلطات التركية».

 عشرات المعتقلين

وباعتقال هذه السيدة التركية، أصبح عدد المواطنين الألمان في سجون النظام التركي 63 شخصًا.

ووفق صحيفة «بيلد» الألمانية، فإن نظام الرئيس التركي «أردوغان» يحتجز أكثر من 100 مواطن ألماني، مشيرة في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، إلى أن عدد المواطنين الألمان المحتجزين في سجون تركيا ارتفع إلى 63 شخصًا.

وتابعت: «يضاف إليهم 38 ألمانيًّا تحتجزهم تركيا بوسيلة أخرى، حيث أصدر نظام أردوغان قرارات بمنع خروجهم من البلاد ووضعهم على لوائح الممنوعين من السفر»، مضيفة: «هذا يعني أن نظام أردوغان يحتجز 101 مواطن ألماني، واعتقالاته تطول أيضًا السياح».

الصحيفة ذاتها قالت: «إن الخارجية الألمانية تصدر باستمرار تحذيرات من الوقوع تحت طائلة الاعتقال في تركيا بسبب انتقاد النظام أو أردوغان بشكل شخصي».

يشار إلى أن جريمة إهانة رئيس الجمهورية الواردة في قانون العقوبات التركي رقم 299 تعد واحدة من أهم وسائل القمع السياسي في تركيا في السنوات الأخيرة، وبموجبها تم اعتقال الآلاف، وتنص المادة نفسها على السجن لمن يهين الرئيس من سنة حتى 4 سنوات.

وفي يناير 2019، أعلنت وزارة العدل في تركيا أن عدد المتهمين في القضايا المتعلقة بإهانة أردوغان خلال السنوات الثلاث الأولى من عمله بلغ 13 ضعفًا ما كان عليه خلال الفترة السابقة، ليسجل 12171 متهمًا أي بزيادة 1335%.