باكستان بديل أمريكا على الطاولة.. وسيط أكثر قدرة على التفاوض مع «طالبان»
الإثنين 07/أكتوبر/2019 - 10:03 ص
طباعة
نهلة عبدالمنعم
ذكر المتحدث باسم المكتب السياسي لطالبان، سهيل شاهين أن الحركة سترسل وفدًا من قياداتها إلى إسلام آباد لإجراء محادثات مع المسؤولين الباكستانيين حول قضايا مشتركة.
وكتب سهيل على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أن قيادات طالبان برئاسة الملا عبدالغني بارادار قد تلقوا دعوة رسمية من الجانب الباكستاني لمناقشة مفاوضات السلام بأفغانستان، والتباحث حول الاتفاق الذي تم تعطيله من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ضغوط إقليمية وزيارات متزامنة
في ضوء إلغاء الاتفاقية بين طالبان والولايات المتحدة الأمريكية حول الانسحاب العسكري الأمريكي من البلاد وبعض الضمانات والتسويات الأخرى بشأن عدم استغلال البلاد من قبل الجماعات الإرهابية لمهاجمة المصالح الأمريكية، أعلنت طالبان بأنها ستلجأ إلى التفاهمات الإقليمية مع الدول الأخرى للوصول إلى حل، وهناك من يحيل ذلك إلى ضغوط من الحركة الإرهابية ضد الحكومة الأمريكية.
وخلال الأسابيع الماضية شكلت الحركة وفودًا لزيارة الصين وروسيا وإيران، مع تعهدات بزيارات أخرى للدول المجاورة والأوروبية أيضًا.
من اللافت أن زيارة وفد طالبان لإسلام آباد ستتم بالتزامن مع وجود المبعوث الأمريكي للسلام في أفغانستان وقائد فريق المفاوضات، زلماي خليل زاد في «إسلام آباد» مع وفد من خمسة أعضاء للقاء بعض المسؤولين في الحكومة الباكستانية.
وفي ذات السياق، لفتت صحيفة «The International News» بأن طالبان أكدت تواصلها مع رئيس الوزراء عمران خان من أجل إقناع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب بالعودة مجددًا إلى المفاوضات، وذلك خلال وجودهما في نيويورك خلال اجتماعات الأمم المتحدة الأخيرة.
وساطة مزدوجة
وعن الوساطة التي ألمحت لها الصحيفة فهي ليست أحادية الجانب، ولكن في يوليو 2019 خلال زيارة خان إلى واشنطن طلب ترامب وساطة باكستان لإتمام الاتفاق مع طالبان مقابل الوساطة الأمريكية لحل أزمة كشمير مع الهند، وهو ما استبعده الإعلام الأمريكي إذ ذكر مايكل كولجمان، الباحث في مركز وودرو أن الإشكاليات التي تحدث عنها الرئيسان صعبة ومعقدة ومتشابكة الأبعاد ولا يمكن حلها بسهولة.
وبناء على ذلك، هل تستطيع باكستان بالفعل حل أزمة المفاوضات بين طالبان والولايات المتحدة؟ وبالأخص أنها كانت من أبرز الدول التي اعترضت على إلغاء ترامب للمباحثات وحثت على العودة مرة أخرى.
الإجابة باكستان
وفي تصريح لـه يقول الكاتب المتخصص في الشأن الآسيوي، محمد فراج أبوالنور إن الولايات المتحدة سعت من قبل لاستخدام باكستان كوسيط لحل الأزمة مع طالبان، وإعادته مرة أخرى يدل على رغبة أمريكية كبيرة في الوصول إلى نقطة تفاهم واضحة إلى جانب استغلال الصلة القوية بين إسلام آباد وطالبان.
فلطالما كانت أراضي باكستان رقعة مهمة للتمدد الإرهابي بسبب ضعف القدرات الأمنية والطبيعة القبلية للبلاد، ولكن يدفع الباحث بأن الوسيط الأكثر قدرة على إقناع طالبان بقبول ما تريده واشنطن والعودة للتفاوض بشروط ملزمة لابد وأن يكون قويًا ونافذًا ويستطيع فرض سيطرته على المجموعة الإرهابية، وهو ليس متاحًا بشكل كبير لإسلام آباد.