بعد انسحاب الصين.. أزمة جديدة تضرب الاقتصاد الإيراني بسبب العقوبات
الإثنين 07/أكتوبر/2019 - 10:07 ص
طباعة
إسلام محمد
يومًا بعد يوم يزداد الخناق على النظام الإيراني بسبب العقوبات التي جعلت الشركات العالمية تفر من البلاد هربًا من الملاحقة الأمريكية لها.
وقال وزير النفط الإيراني، بيجن زنغنه، الأحد 6 أكتوبر 2019، إن شركة البترول الوطنية الصينية انسحبت من تطوير المرحلة 11 من حقل "بارس" الجنوبي للغاز وأن شركة "بتروبارس" الإيرانية ستواصل أعمال تطوير الحقل بمفردها مبينًا أن بلاده "تريد علاقات صداقة مع جميع دول المنطقة، وأن العدو المشترك من خارج المنطقة"، كما لفت إلى أنه مستعد لمقابلة نظيره السعودي.
وتأتي الخطوة الصينية في ظل استمرار فرض العقوبات الاقتصادية الأمريكية على طهران بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الموقع عام 2015.
ويعتقد أن انسحاب الصين من الصفقة، وقبلها شركة توتال الفرنسية، جاء بسبب مخاوف الوقوع تحت طائلة العقوبات الأمريكية، في الوقت الذي تتصاعد فيه الحرب التجارية بين بكين وواشنطن.
وكانت إيران قد وقعت في يوليو 2017 اتفاقًا مع شركة توتال الفرنسية، والشركة الصينية و«بتروبارس» الإيرانية لتطوير المرحلة 11 من الحقل، في صفقة بلغت قيمتها 8.4 مليار دولار.
وكان إنتاج إيران من الغاز من حقل بارس الجنوبي قد بلغ مطلع العام الجاري 610 ملايين متر مكعب يوميًّا.
وفي مارس الماضي، ذكرت وزارة النفط في تغريدة، على «تويتر»، أن إيران بصدد إطلاق 4 مراحل جديدة في حقل بارس الجنوبي، أكبر حقل غاز في العالم، بطاقة إنتاجية تصل إلى 110 ملايين متر مكعب يوميًّا وهي الخطط التي لم تجد طريقها للتنفيذ حتى الآن.
وأكد وزير النفط الإيراني، بيجان زنغنه، أن بلاده ستستغل كل الفرص لتصدير النفط الخام، مؤكدًا أن هذا حق شرعي لطهران، قائلًا: "سنستخدم كل وسيلة ممكنة لتصدير نفطنا ولن نستسلم للضغوط الأمريكية لأن تصدير النفط حق شرعي لإيران".
وأعلنت طهران عن مشروع لبناء خط أنابيب بقيمة 1.8 مليار دولار في وقت سابق من هذا الشهر. ووفقًا للسلطات، سيسمح للبلاد بتصدير النفط عبر مضيق هرمز.
من جهة أخرى قال وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، إن إيران تستمر في تأجيج الصراعات والحروب الأمر الذي فاقم أزمة اللاجئين.
ووفقًا لقناة "صوت أمريكا"، فقد أكد بومبيو السبت 5 أكتوبر 2019، في أثينا، خلال زيارته لليونان، أن "روسيا تقوض سيادة جيرانها في منطقة البلقان الاستراتيجية"، مضيفًا أن "إيران أيضًا تدعم الجماعات الإرهابية التي تحارب نيابة عنها بالوكالة لزعزعة الاستقرار في المنطقة وتفاقم أزمة اللاجئين التي أثرت على اليونان".
وأثنى بومبيو على مواقف اليونان حول محاولة منع نقل النفط الإيراني إلى الموانئ السورية.
وتأتي تصريحات بومبيو حول دور إيران في أزمة اللاجئين من خلال إطالة أمد الحروب في المنطقة في حين، هددت طهران الدول الأوروبية عدة مرات بهذا الخطر، حيث حذر الرئيس الإيراني، حسن روحاني، من "إغراق أوروبا بالمخدرات واللاجئين وانهيار الأمن إذا ما انهار الاتفاق النووي".
وقال روحاني خلال اجتماع حكومي في مايو الماضي، إنه في حال انهيار الاتفاق النووي، فإن إيران لن تكون قادرة على دفع ثمن مكافحة تهريب المخدرات والإرهاب الناتج عن التحديات الأمنية وتدفق اللاجئين مضيفًا: "لولا دورنا لكان الإرهابيون يتجولون اليوم في عواصم الدول الأوروبية".
جدير بالذكر أن واشنطن أعادت فرض عقوبات على طهران العام الماضي بهدف ايصال صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر والضغط عليها للتفاوض على اتفاق جديد.
من جانبه قال محمد عبادي الباحث في الشأن الإيراني إن الوضع الاقتصادي بات لا يطاق بسبب العقوبات وتراجع الصين عن الاستثمار في هذا الحقل النفطي المهم هو خسارة كبرى لنظام الملالي الذي لطالما راهن على الدعم الصيني بوصف بكين قوة عظمى تستطيع الوقوف بوجه واشنطن
وأضاف في تصريحات لـه أن الغضب الشعبي يتزايد بسبب فشل النظام في أداء وظائفه وهذا يعكس نجاح العقوبات في الضغط على القيادة الإيرانية بمنتهى القوة ووضعه في أزمة لإجباره على التفاوض معها على الملفات الخلافية.