ضبابية المشهد وضعف الإقبال يخيمان على الانتخابات التشريعية في «تونس»
الإثنين 07/أكتوبر/2019 - 01:24 م
طباعة
أسماء البتاكوشي
أعلن نبيل بفون، رئيس الهيئة المستقلة للانتخابات، أن نسبة المشاركة العامة في الانتخابات داخل تونس بلغت 6.85 % حتى الساعة 11 من صباح الأحد الموافق 6 أكتوبر 2019.
وقال "بفون" إن نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية في الخارج بلغت 8.6 % حتى منتصف النهار، فيما دعا أمين عام الاتحاد العام التونسي للشغل نورالدين الطبوبي، الأحد 6 أكتوبر، الشعب التونسي، للإقبال على الانتخابات بكثافة، خاصة النساء، قائلًا إن المعركة معركة اقتصادية واجتماعية، مشددًا على أنه يجب على الجميع أن يستوعب الدرس من التجارب السابقة.
وفتحت مراكز الاقتراع، أبوابها الأحد 6 أكتوبر، في ثاني انتخابات تشريعية تشهدها البلاد، منذ إقرار دستور 2014، ودُعي أكثر من 7 ملايين ناخب لاختيار برلمان جديد من 217 مقعدًا، في ظل حالة من الغموض تحيط بالنتائج التي سيفرزها الصندوق، ومخاوف عدة من عزوف التونسيين عن التصويت.
ويتنافس في الانتخابات نحو 15 ألف مرشّح من أحزاب وائتلافات ومستقلّين متنوعّين ومن اتّجاهات سياسيّة مختلفة، وتقول الصحف التونسية إن المشهد السياسي مشتت للغاية، خاصة مع تركيبة البرلمان المؤلف من كتل صغيرة؛ ما يعقد عمليّة التوافق على تشكيلة الحكومة المقبلة.
وتابعت أنه لايمكن التنبؤ بهوية الحزب الذي سيفوز بالأغلبية، في ظل المنافسة القوية؛ ما يضفي كثيرًا من الغموض على المشهد البرلماني.
وأشار آخر استطلاع رأي أجرته مؤسسة «سيجما كونساي»، أن حزب «قلب تونس» الذي يتزعمه المرشح الرئاسي السجين «نبيل القروي»، يتصدر نوايا التصويت بفارق بسيط عن حزب «حركة النهضة» (الذراع الإخوانية)، ثم الحزب الحر الدستوري، الذي تترأسه وجه النظام السابق عبير موسي.
وتشير التوّقعات إلى أن هذه الانتخابات لن تفرز فائزًا بأغلبية برلمانية تضمن له الحصول على ثقة البرلمان في حال تشكيل الحكومة؛ ما سيضطره للبحث عن تحالفات مع أحزاب أخرى، وقوائم مستقلة، وتشكيل ائتلاف يضم 109 نواب؛ لتأمين الحصول على مصادقة البرلمان بالأغلبية لحكومة جديدة.
التأثر بالانتخابات الرئاسية
من جانبه علق الكاتب والمحلل التونسي «بلحسن اليحياوي» قائلًا إن الانتخابات البرلمانية سوف تتأثر بالدور الأول للانتخابات الرئاسية، خاصة أن أحد المترشحين متقدم في بعض استطلاعات الرأي بما أنه يمتلك حزبًا، وهذا الحزب ترشح تقريبًا في الدوائر كلها.
وتابع فى تصريح لـه، أن الأسبوع الذي يفصل بين الانتخابات التشريعية والدور الثاني للانتخابات الرئاسية، سيكون مهمًا جدًا في تأثير ذهاب الأصوات نحو هذا المرشح أو ذاك.
وأشار «اليحياوي» إلى وجود بعض التحالفات والائتلافات بين الأحزاب، لكن لا يمكن التنبؤ بالنتائج التي ستفرزها صناديق الاقتراع، والجميع يتوقع لنفسه نجاحًا، كما أن الفشل قريب جدًا إلى أذهانهم، خاصة بعد النتائج التي أسفرت عنها الانتخابات الرئاسية؛ إذ لايمكن التحكم في أصوات الناخبين.
وأوضح أن نشر السلطات الأمريكية نسخة من عقد بين المرشح «القروي» وإحدى شركات اللوبي الأمريكية، في هذا التوقيت تحديدًا غير برئ وهو جزء من ضمن حملة انتخابية بغاية توجيه أصوات الناخبين في اتجاه ما دون غيره.
ويرى الكاتب والمحلل التونسي أن تأثير ذلك لن يكون بالقدر المراد؛ نظرًا لأن جزءًا كبيرًا من الرأي العام حسموا أمرهم منذ البداية، والآن ليس هناك حيرة لدى الناخب في اختيار هذا المترشح من دونه، وفيما يتعلق بمسألة فشل الحسم في الانتخابات البرلمانية، قال إنه يبدو واضحًا أن الخمس سنوات المقبلة إذا بقي المشهد الانتخابي المقبل على ما هو عليه؛ فسوف تشهد البلاد صراعًا سياسيًّا، وغيابًا للتجانس بين المترشحين سواء كانوا أحزابًا أو قائمات مستقلة؛ وسيسفر ذلك عن ارتباك كبير سيخيم على المشهد البرلماني.