معهد أمريكي: غزو تركيا لشمال سوريا يعزز من فرص عودة «داعش»

الإثنين 07/أكتوبر/2019 - 01:25 م
طباعة معهد أمريكي: غزو معاذ محمد
 
هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، السبت 5 أكتوبر 2019، بشن عملية عسكرية شرقي نهر الفرات في سوريا، بزعم عدم رضاه عن مستوى تعاون الولايات المتحدة الأمريكية مع بلاده، لإنشاء ما يسمى بـ«المنطقة الآمنة».



واتفقت الولايات المتحدة وتركيا، في 7 أغسطس 2019، على إنشاء «منطقة آمنة» تكون فاصلًا بين سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية والحدود التركية، غير أن أنقرة غير راضية عن سير العملية، وهددت من حين لآخر بتنفيذ «خطط خاصة»، لم تعلن عن طبيعتها هناك.

أمريكا ترد

في المقابل، قال شون روبرتسون، المتحدث باسم البنتاجون، السبت 5 أكتوبر 2019: إن الولايات المتحدة تركز على إنجاح عمل آلية الأمان في شمالي سوريا، مُعتبرًا أن ذلك «هو أفضل طريق للأمام لنا جميعًا»، مضيفًا في تصريحات لـ«الحرة»: أن «أي عملية عسكرية غير منسقة من قبل تركيا ستكون مصدر قلق بالغ، لأنها ستقوض مصلحتنا المشتركة المتمثلة في شمال شرق سوريا الآمنة، والهزيمة المستمرة لداعش».



وشدد «روبرتسون»: على أنه حتى بعد الهزيمة الإقليمية لـ«داعش»، لا يزال تجدده يشكل تهديدًا في سوريا.



كما أن مصطفى بالي، مسؤول المكتب الإعلامي في قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، أكد السبت 5 أكتوبر 2019 أيضًا، أن قواتهم ملتزمة بالآلية الأمنية وتتخذ الخطوات اللازمة للحفاظ على الاستقرار في المنطقة، مشددًا في تغريدة له عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، على أنه «لن نتردد في تحويل أي هجوم غير مبرر من جانب تركيا إلى حرب شاملة على الحدود بأكملها للدفاع عن أنفسنا وشعبنا».

 فرصة لـ«داعش»

وفي هذا الصدد، نشر معهد دراسات الحرب الأمريكي، تقريرًا له بعنوان: «الغزو التركي لشمال شرق سوريا يبدو وشيكًا»، تطرق فيه إلى أسباب عدم رضا تركيا عما يحدث في «المنطقة الآمنة»، بجانب مخاطر هذه العملية وإمكانية استغلال تنظيم «داعش» لها.



وقال تقرير المعهد الأمريكي، إن تركيا تستعد لغزو شمال سوريا على الرغم من الجهود الأمريكية لتهدئة التوترات، من خلال آلية أمنية مشتركة على طول الحدود. 


وأشار التقرير، إلى أنه من المرجح أن يستهدف الهجوم التركي مدينة تل أبيض، ذات الأغلبية العربية في محافظة الرقة الشمالية، مما سيخلق فرصة لتنظيم «داعش» للعودة واستغلال التوترات، خصوصًا في ظل محاربة القوة الشريكة للولايات المتحدة الأمريكية «القوات الديمقراطية السوريSDF »  لتركيا على طول الحدود.



وأوضح تقرير معهد دراسات الحرب، أنه تم سحب وحدات حماية الشعب الكردي السوري «YPG» حاليًا إلى 5-14 كم من الحدود التركية، وفقًا لاتفاقية أمنية أمريكية تركية تم التوصل إليها، مشيرة إلى أن  أنقرة غير راضية عن هذا التقدم، وطالبت بزيادة عمق الآلية الأمنية إلى 30 كم، وإعادة توطين مليوني لاجئ سوري على الأقل يقيمون في تركيا في المنطقة، مؤكدًا أن وحدات حماية الشعب لن تقبل بهذا الأمر.



ويقول التقرير، إنه ليس من الواضح إلى أي مدى ستحاول تركيا الدفع إلى سوريا، مشيرًا إلى أنه قد تقوم أنقرة بعملية محدودة، في محاولة منها لإجبار الولايات المتحدة وقوات حماية الشعب الكردية على قبول مطالبها.



وأشار تقرير المعهد الأمريكي، إلى إعلان رئيس الحكومة السورية المؤقتة، عبد الرحمن مصطفى، السبت 5 أكتوبر 2019 خلال مؤتمر صحفي في ولاية شانلي أورفة التركية، عن اندماج «الجبهة الوطنية للتحرير» و«الجيش الوطني السوري»، ضمن جيش واحد تابع لوزارة الدفاع في «الحكومة المؤقتة» المدعومة من أنقرة.



وأكد التقرير، أن هذا الاندماج الجديد يشير إلى أن تركيا تعتزم استخدام هذه القوة البديلة لمسح الأراضي التي تسيطر عليها، ومن المرجح أن تمدهم القوات التركية بدعم جوي وناري.



وبحسب التقرير، قد يحقق تنظيم «داعش» نجاحًا كبيرًا في شرق سوريا إذا غزت تركيا، موضحًا أن التحالف العسكري الذي تقوده وحدات حماية الشعب، والقوات الديمقراطية السورية (SDF)، سيقومون بسحب القوات العسكرية من مخيمات الاعتقال والمشردين داخليًا، وغيرها من مهام تثبيت الاستقرار جنوب المنطقة الحدودية، من أجل محاربة القوات التركية.



واستدل التقرير، بتصريح المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية، السبت 5 أكتوبر 2019، أنه «لن تتردد في تحويل أي هجوم غير مبرر من قبل تركيا إلى حرب شاملة على الحدود بأكملها»، مشيرًا إلى أن قوات سوريا الديمقراطية بدأت حفر الخنادق جنوب الحدود، قرب تل أبيض تحسبًا لهجوم تركي،



وأشار التقرير، إلى أن تنظيم «داعش» يستعد بالفعل لإجراء عمليات تهريب عناصره من سجون سوريا والعراق، مؤكدًا أن إلغاء تحديد أولويات قوات سوريا الديمقراطية في الحرب ضد التنظيم والانسحاب إلى الحدود لمحاربة تركيا، سيوفر لـ«داعش» فرصة لتسريع خططها.



وخلال الأيام الماضية، صدرت العديد من التقارير والدراسات التي تحدثت عن محاولات تنظيم «داعش» تهريب عناصره المحتجزين في المخيمات بسوريا والعراق، خصوصًا عقب الكلمة المسجلة التي نشرت في 16 سبتمبر 2019، لزعيم التنظيم «أبوبكر البغدادي»، والتي حاول فيها إلهاب حماس أتباعه، عبر سؤال وجهه إليهم: كيف يمكنهم «أن يقبلوا العيش بينما تعاني النساء المسلمات في معسكرات الشتات وسجون الإذلال تحت سلطة الصليبيين»؟.



ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، عن مظلوم كوباني، قائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) الجمعة 4 أكتوبر، قوله: إن حراس مخيم «الهول» الواقع شرق سوريا فشلوا في احتواء السلوك العنيف المتنامي، الذي تمارسه نساء عناصر داعش، بجانب ضعف أسوار المخيم، الذي جعله معرضًا لخطر الاختراق، ما لم يتدخل المجتمع الدولي بتقديم يد العون، متابعًا: «بدون حل دولي، قد يخرج الجيل القادم من مقاتلي داعش من الهول».

شارك