تقرير أمريكي: «مخيم الهول» السوري معرض للاختراق والسيطرة من قبل «داعش»
الإثنين 07/أكتوبر/2019 - 02:53 م
طباعة
معاذ محمد
حذر الجنرال مظلوم كوباني، قائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، من خطورة فقد القوات الكردية السيطرة على مخيم الهول السوري، الذي يأوي نساء عناصر تنظيم داعش، واللاتي يحاولن تأكيد هيمنتهن على المخيم.
«الهول» معرض للاختراق
وبحسب صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، في تقرير لها، قال «كوباني»: إن حراس المخيم الواقع شرق سوريا فشلوا في احتواء السلوك العنيف المتنامي، الذي تمارسه نساء عناصر داعش، بجانب ضعف أسوار «الهول»، الذي جعله معرضًا لخطر الاختراق، ما لم يتدخل المجتمع الدولي بتقديم يد العون، متابعًا: «بدون حل دولي، قد يخرج الجيل القادم من مقاتلي داعش من الهول».
يضم مخيم الهول نحو 70 ألف شخص، غالبيتهم من النساء والأطفال الذين نزحوا جراء الحرب على داعش، بينهم نحو 30 ألفًا موالين للتنظيم، بينهم عرائس العناصر الأكثر تشددًا، والذين اختاروا البقاء فيما يعرف لديهم بـ«أرض الخلافة» حتى الرمق الأخير.
ووفقًا للصحيفة، من بين سكان المخيم 10 آلاف أجنبي قدموا من أكثر من 40 دولة، ويعتبرون من بين العناصر الأكثر تشددًا في التنظيم المتطرف.
وأشارت الصحيفة، إلى أن «عرائس داعش» أنشئن ما يطلقون عليه «المحاكم الشرعية»، على غرار ما قام به التنظيم الإرهابي، وقمن بفرض عقوبات جسدية على سكان المخيم العاديين، الذين يعلنون رفضهم لأيديولوجيتهم.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية، أن حادثة وقعت الأسبوع الماضي، تسببت في زيادة المخاوف من خروج المخيم عن السيطرة، متابعة: «عندما حاولت حارسات المخيم التدخل لمنع جلد سيدتين رفضن الامتثال لقواعد نساء داعش، تعرضن للرشق بالحجارة، وحاولت اثنتان منهن انتزاع الأسلحة من الحارسات».
ونوهت «واشنطن بوست» إلى أبرز الأسباب التي تؤدي إلى تفاقم المشكلة، موضحة أنها تتمثل في الظروف المعيشية الكئيبة «الطعام شحيح، ومصادر المياه ملوثة والمرض متفشٍ».
ونقلت الصحيفة عن «مظلوم» قوله: إن الأوضاع ستزداد سوءًا مع اقتراب فصل الشتاء، مما يزيد من حالة السخط في المخيم، وربما يتحول المزيد من السكان ضد قوات سوريا الديمقراطية.
وأوضح قائد القوات السورية، أن إحدى أبرز أمنيات قواته أن تخفف الحكومات بعض العبء عليها من خلال إعادة مواطنيها، مؤكدًا أن معظم الحكومات ترفض إعادتهم.
من جهته، قال الكولونيل مايلز كاجينز ليل، المتحدث باسم الجيش الأمريكي من بغداد: إنهم يشاركون قوات سوريا الديمقراطية مخاوفها، على الرغم من أن أعدادًا كبيرة من سكان المخيم ليسوا من «داعش».
ووفقًا للصحيفة، شدد «مظلوم» على حاجة الإدارة الكردية إلى التمويل لتأمين المعتقلين وإطعامهم وإيوائهم، موضحًا أن «المخيم يتسع بحجم بلدة، ويمتد عبر منطقة صحراوية نائية بالقرب من الحدود العراقية، محاط بسياج من الأسلاك الصدئة».
وأكدت الصحيفة الأمريكية، أن المهربين المتعاطفين مع «داعش» والقابعين في الصحراء القريبة، يقتربون تحت جنح الظلام لمساعدة النساء والأطفال في تسلق السياج.
وبحسب «واشنطن بوست» نقلًا عن قائد القوات السورية، فإن الأضواء الكاشفة، التي وضعها الأكراد للكشف عن محاولات الهروب الليلية تتحطم فور تركيبها، من قبل نساء «داعش» اللاتي يلقين عليها الحجارة، ولا يمتلك الحراس معدات للرؤية الليلية، ولا يملكون سوى عدد قليل من الدوائر التلفزيونية المغلقة، التي تصبح بلا طائل بعد غروب الشمس، مشيرًا إلى أنه يعتقد أن كل من فروا بهذه الطريقة كانوا أجانب، وتم القبض عليهم جميعًا.
لكن تشير الصحيفة، إلى أن مسؤولي قوات سوريا الديمقراطية، أقروا بتمكن بعض العناصر الأجنبية من الهرب، وربما عادوا إلى بلدانهم الأصلية دون أن يتم اكتشافها.
وتنتشر قوات سوريا الديمقراطية «قسد» في الشمال السوري، مدعومة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 2013، لمحاربة تنظيم «داعش» الإرهابي، وهي المسؤولة حاليًا عن تأمين «مخيم الهول» في ريف محافظة الحسكة السورية، الذي يتواجد به العديد من نساء وأطفال عناصر التنظيم.
وكانت «لجنة الأمم المتحدة للتحقيق بشأن سوريا»، كشفت في 12 سبتمبر 2019، أن 390 طفلًا على الأقل لقوا حتفهم هذا العام، جراء سوء التغذية والجروح غير المعالجة داخل المخيم، محذرة من أن المئات من الأطفال لا يملكون أوراقاً ثبوتية.
وبحسب مسؤولين في «اللجنة الدولية للصليب الأحمر»، يبلغ تعداد سكان المخيم نحو 74 ألفًا، ويعد هذا الرقم ضخمًا «فهو يشكل ضعفي عدد سكان مدينة كوباني قبل اندلاع الحرب في سوريا، ويشكل الأطفال أكثر من ثلثي السكان، فتصل نسبتهم في المخيم إلى 66%».
ويأتي تقرير «واشنطن بوست»، في الوقت الذي أكدت فيه عدة تقارير ودراسات عن محاولة تنظيم «داعش» تحرير عناصره المحتجزين في سوريا والعراق، عقب كلمة زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي المسجلة في 16 سبتبمر 2019، والتي تطالب فيها أتباعه بالتحرك لتحرير النساء المسلمات في «معسكرات الشتات وسجون الإذلال تحت سلطة الصليبيين؟» على حد وصفه.