«بهلوي» تساند الاحتجاجات.. الملالي يترنح بين غضب الشعب الإيراني وثورة أحرار العراق
الإثنين 07/أكتوبر/2019 - 03:08 م
طباعة
علي رجب
حالة من الرعب تسيطر على نظام الملالي، مع عودة التظاهرات الفئوية الى الشارع الإيراني، وسط مخاوف من تطور التظاهرات إلى ثورة شعبية في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية وقمع الحريات الشخصية والعامة وامتلاء سجون المرشد بآلاف الضحايا والنشطاء والمعارضين.
قد شهدت قرية «شنار محمودي»بمدينة «لردغان» بمحافظة «جهار محل وبختياري» وسط إيران، تظاهرات واسعة عقب اصابة العشرات من أهالي القرية بفيروس نقص المناعة «الإيدز»؛ نتيحة لإهمال في القطاع الصحي بالقرية، وتلوث معامل الصحة، والتي أدت لنقل العدوى لأهالى القرية.
اندلاع الثورة
وقد هاجم أهالي المدينة، المجلس المحلي للمدينة، ومقر ممثل المرشد علي خامنئي وإمام جمعة لردغان، وأشعلوا فيهما النيران؛ احتجاجًا وغضبًا للإهمال الطبي الذي أدى إلى نقل «الموت» لأهالي القرية في صور من صور الفساد المنتشرة في إيران.
وطبقًا لما أظهرته الصور ومقاطع الفيديو المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي، فقد أشعل المتظاهرون النار في شوارع لردغان، فيما واجهت الشرطة الإيرانية التظاهرات بالرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع.
كذلك شهدت عدة مناطق في إيران تظاهرات على تردي الأوضاع الاقتصادية، قد شهدت طهران ومدن كرج وسبزوار شمال شرقي إيران ورضوان شهر ونوشهر في الشمال وزاهدان في الجنوب الشرقي من البلاد وسمنان في المركز وكوهدشت غربي إيران تظاهرات ونشطات واسعة للمعارضة الايرنية، وأيضًا عاد العمال للتظاهر لتأخر صرف الرواتب في الأحواز وعدة مناطق أخرى بإيران.
اعتقالات بالجملة
وقد اعتقلت الشرطة الإيرانية ما لا يقل عن 14 عاملًا بعد تظاهرات عارمة لعمال شركة «هفت تبه» لصناعة السكر، على طريق خرم آباد-طهران السريع، و کانوا في طريقهم إلى طهران للقاء نواب اللجنة الاجتماعية في البرلمان.
إلى ذلك، أدانت نقابة عمال هفت تبه لقصب السکر هذه الاعتقالات ووصفتها بأنها «فاحشة وقبيحة وضد العمّال»، وطالبت بالإفراج الفوري عن جميع المعتقلين.
وفي الأسبوع الماضي، أيضًا، تم استدعاء ما لا يقل عن 40 عاملًا إلى مقر شرطة الشوش.
بهلوي تؤجج الثورة
وتعليقًا على الاوضاع في إيران طلبت زوجة الشاه الإيراني الراحل الشهبانو فرح بهلوي، الشعب الإيراني، باستمرار نضاله ضد حكم الملالي، مؤكدةً أن الشيطان سيرحل والأمة ستنهض.
وأشادت بهلوي، في بيان لها، بالآلاف من السجناء والنشطاء والقتلى في سبیل الحریة، وتحدثت عن تضحیة سحر خدایاري، مؤکدةً أن الروح المشرقة والواعیة لـ«الفتاة الزرقاء» تقف إلی جانبنا في طريقنا لتحقيق المساواة في الحقوق بین الرجل والمرأة، «وما دخول المرأة إلى الملاعب إلا جزء ضئیل من هذه الحقوق».
وقالت فرح بهلوي: «في هذه الأيام المريرة، ما يمكن أن يمنحنا الأمل في الغد، والأمل في النهوض مرة أخرى من رماد الفتيات الزرق، هو إبقاء الشعلة حية، الشعلة التي وضعتها سحر وأمثالها علی الطریق المظلم».
وأضافت زوجة الشاه السابق: «أنا، إلى جانب كل الرجال والنساء الإيرانيين، أنحني تعظیمًا للآلاف، الذين قُتلوا وسُجِنوا وناضلوا من أجل الحرية»، مضيفةً: «أعرف أن الأمة الإيرانية ستنهض لاستعادة حقوقها المفقودة، وأن شيطان الانقسام الأسود سوف یرحل عن سماء هذه الدیار العریقة».
الغضب الإيراني
من جانبه، يرى الدكتور محمد بناية، الخبير في الشؤون الإيرانية، أن الأوضاع في إيران قابلة للاشتعال في أي وقت، مضيفًا أن تظاهرات العراق تصيب أركان النظام الإيراني بالقلق في حال استمرارها، وحصول المتظاهرين على نتائج قوية تكون عاملًا مشجعًا على خروج الإيرانيين للشارع.
وقال «بناية» في تصريح لـه: إن الشارع الإيراني يعيش مرحلة غضب، نظرًا للتضييق المتزايد على الحريات العامة والشخصية، واستهداف الأقليات والنشطاء، وكذلك تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، وتفشي الفساد بما يشكل عوامل تؤدي إلى تأجيج نيران الثورة في الشارع الإيراني.
وأضاف الخبير في الشؤون الإيرانية، أن النظام الإيراني لا تتوقف خسائره فقط عند اندلاع تظاهرات في الشارع الإيراني، بل خسر نظام الملالي الشارع العراقي أيضًا، وأصبحت خسارته فادحة، فخلال عامين شهد العراق خاصة في المناطق الشيعية تظاهرات شعبية أحرق فيها العلم الإيراني، وطالب المتظاهرون بخروج إيران من العراق؛ ما يؤكد أن نظام خامنئي خسر العراق شعبيًّا، وما تبقى له إلا ميليشيات الحشد الطائفي التي تستهدف شيعة العراق قبل سنته لصالح النظام الإيراني.