أردوغان يرتب.. مذبحة للأكراد وأنهاض "داعش" في سوريا
الثلاثاء 08/أكتوبر/2019 - 10:45 ص
طباعة
روبير الفارس
في ظل حالة الترقب التى تكتم انفاس العالم ازاء الحرب التركية المقرر شنها في سوريا وتوقع مذبحة كبري للاكراد وبمعاونة من اردوغان ودعمه يتوقع عودة تنظيم داعش الارهابي أوقف مركز العمليات الجوية المشتركة، مشاركة تركيا في “ترتيب المهام الجوية” في سوريا، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون”.
وقالت الناطقة باسم وزارة الدفاع الأمريكية كارلا غليسون في تصريحات ، “المركز أوقف تزويد تركيا بمعلومات مراقبة واستكشاف”، وفق وكالة الأناضول.
وإجابة على سؤال عمّا إذا كانت هذه الخطوة “إغلاق المجال الجوي بوجه سلاح الجو التركي”، قالت غليسون: “من الناحية التقنية لا يمكننا القول بأن المجال الجوي أُغلق في وجه الطيران التركي، ولكن عندما يتم إخراج آلية جوية من ترتيب المهام الجوية، فإن تحليقها في مجال جوي دون تنسيق أشبه بالمستحيل”.
وبدأت الولايات المتحدة، سحب قواتها من نقاطها العسكرية المؤقتة بمدينتي تل أبيض، بريف الرقة، ورأس العين، بريف الحسكة، المتاخمتين للحدود التركية، شمال شرقي سوريا في ظل ترقب لعملية تركية وشيكة، شرق الفرات، لإقامة منطقة آمنة.
وكان الرئيس التركي رجب أردوغان أعلن أمس الإثنين عن إطلاق عملية عسكرية مفاجئة في شرق الفرات ضد وحدات الشعب الكردية في سوريا، وقالت وزارة الدفاع التركية عبر تويتر إنها استكملت كل الاستعدادات اللازمة للعملية العسكرية المحتملة.
وأعلنت الولايات المتحدة الأمريكية أنها لن تشارك في العملية العسكرية التي ستقوم القوات المسلحة التركية بشنها على منطقة شرق الفرات في شمال سوريا، وأنها لن تدعمها، وأنها ستحب قواتها المتمركزة في شمال سوريا.
ونقل الجيش التركي تعزيزات عسكرية لوحداته على حدوده الجنوبية، وسط ترقب لإطلاق تركيا عمليته العسكرية.
وذكرت وكالة الأناضول أن هذه التعزيزات تشمل 10 شاحنات محملة بالدبابات خرجت من ولاية هطاي، وانطلقت باتجاه الولايات الواقعة جنوب وجنوبي شرق تركيا. كما وصل رتل عسكري مؤلف من 80 مدرعة عسكرية، إلى مدينتي قرق خان وخاصة بولاية هطاي التركية ولا تزال مناطق سيطرة الفصائل الموالية لتركيا تعيش على وقع الفلتان الأمني. وفي سياق ذلك، كشفت مصادر “المرصد السوري” عن العثور على جثة امرأة مجهولة الهوية، مرمية على مفرق دير صوان-شران شمال مدينة إعزاز. ونشر “المرصد السوري” في 7 أكتوبر أنه وثق مقتل 3 عناصر من “الفصائل المدعومة من تركيا”، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 10 مدنيين وعسكريين بجراح، جراء انفجار دراجة نارية مفخخة في بلدة الراعي، فيما كان “المرصد السوري” نشر قبل قليل أن الفلتان الأمني لا يزال مستمرا ضمن مناطق نفوذ الفصائل الموالية لتركيا في الريف الحلبي. وفي سياق ذلك، رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، انفجار في بلدة الراعي شمال حلب، نتيجة دراجة نارية مفخخة، ركنت بالقرب من سيارة تابعة للفصائل الموالية لتركيا، ما تسبب في إصابة عنصرين على الأقل، في حين فجر انتحاري نفسه على دراجة نارية أثناء إيقافه بغرض تفتيشه على حاجز “الشرطة العسكرية” غرب مدينة إعزاز بريف حلب الشمالي، ما أدى إلى إصابة 10 أشخاص بينهم طفل على الأقل.
وفي السياق ذاته ذكرت رويترز ان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شن هجوما عنيفا يوم الاثنين على تركيا، حليفته في حلف شمال الأطلسي، وهدد بتدمير اقتصادها إذا مضت قدما في هجوم عسكري تعتزم تنفيذه في سوريا.
وقال ترامب إنه ”سيدمر ويمحو تماما“ اقتصاد تركيا إذا أقدمت على شيء في سوريا يعتبره ”متجاوزا للحدود“ في أعقاب قراره الذي أعلنه يوم الأحد بسحب القوات الأمريكية من شمال شرق سوريا.
ومن شأن الانسحاب الأمريكي أن يضعف وضع القوات التي يقودها الأكراد والتي تحالفت لوقت طويل مع واشنطن أمام توغل يعتزمه الجيش التركي الذي يعتبرها جماعة إرهابية.
ويبدو أن كلمات ترامب الحادة تهدف إلى إرضاء منتقديه الذين اتهموه بالتخلي عن الأكراد السوريين من خلال سحب القوات الأمريكية. وشارك في الانتقادات زعماء من الحزبين الديمقراطي والجمهوري ومن مجلسي الكونجرس ومن بينهم زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش مكونيل.
وقال ترامب على تويتر ”أكرر ما أكدته من قبل، أنه إذا فعلت تركيا أي شيء أعتبره بحكمتي البالغة التي لا تضاهى متجاوزا للحدود فسأدمر الاقتصاد التركي وأمحوه تماما (لقد فعلت ذلك من قبل)“.
وتحدث ترامب لاحقا في البيت الأبيض قائلا إنه أبلغ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في حديث هاتفي بأن تركيا قد تعاني ”ويلات اقتصاد متداع بقوة“ إن هي تحركت في سوريا على نحو غير ”آدمي“.
وفي أنقرة، قال أردوغان للصحفيين إنه يعتزم زيارة واشنطن للقاء ترامب في النصف الأول من نوفمبر وأضاف قائلا إنهما قد يبحثان خطط إقامة ”منطقة آمنة“ وإنه يأمل كذلك في حل خلاف حول صفقة مقاتلات إف-35 خلال الزيارة.
وانخفضت الليرة التركية بأكثر من اثنين في المئة يوم الاثنين مسجلة أدنى مستوى أمام الدولار منذ شهر وسط مخاوف إزاء العملية التركية المزمعة في شمال شرق سوريا وتحذير ترامب.
ويراقب المستثمرون عن كثب منذ شهور التوتر في العلاقات الأمريكية التركية الناتج عن خلافات حول مجموعة من القضايا من بينها سوريا وشراء تركيا أنظمة دفاع صاروخي روسية.
وتمثل الخطوة الأمريكية تحولا كبيرا في السياسة وصفته قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد وشريك واشنطن القوي في قتال تنظيم داعش بأنه ”طعنة في الظهر“.
ودعت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، وهي ديمقراطية، ترامب إلى ”العدول عن هذا القرار المحفوف بالمخاطر“. وقالت في بيان إن القرار يهدد الأمن الإقليمي ويبعث برسالة لإيران وروسيا ولحلفاء الولايات المتحدة بأنها لم تعد شريكا مؤتمنا.
وقال مكونيل زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ في بيان ”أي انسحاب متسرع للقوات الأمريكية من سوريا لن يصب سوى في مصلحة روسيا وإيران ونظام الأسد وسيزيد من خطر نهوض الدولة الإسلامية وغيرها من الجماعات المتشددة مرة أخرى“.
وانتقد السناتور لينزي جراهام، الذي عادة ما يؤيد ترامب الذي ينتمي للحزب الجمهوري مثله، في حديث مع قناة فوكس نيوز قرار سحب القوات من سوريا ووصفه بأنه قرار ”متسرع“.
وحذرت فرنسا من أن القرار الأمريكي بالانسحاب من شمال شرق سوريا قد يفتح الباب لنهوض تنظيم داعش مرة أخرى بعدما عانى من خسائر كبرى على أرض المعركة أمام التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
وفرنسا واحدة من حلفاء واشنطن الرئيسيين في التحالف الذي تقوده لمحاربة تنظيم داعش في سوريا والعراق، وتُستخدم طائراتها في قصف أهداف للتنظيم المتشدد كما تُنسق قوات خاصة لها ميدانيا مع مقاتلين محليين من الأكراد والعرب.
وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية إن واشنطن تتوقع من تركيا تولي مسؤولية أسرى تنظيم داعش إن هي سيطرت خلال توغلها المرتقب في شمال شرق سوريا على المناطق التي هم محتجزون بها.
وأضاف في إفادة ”إذا دخلوا منطقة بها سجناء وانسحبت قوات سوريا الديمقراطية من المواقع الأمنية حول هذه السجون، فإننا نتوقع من الأتراك تولي المسؤولية عنها“.
وقال مسؤول أمريكي إن تركيا أزيلت من آلية عسكرية تستخدم في تنسيق العمليات الجوية فوق شمال سوريا وإن تركيا لن تحصل بعد الآن على معلومات المخابرات والمراقبة الأمريكية في المنطقة.
وتحت عنوان أردوغان أسس جيشا من 80 ألف مقاتل لمواجهة الأسد كتب فلاديمير موخين، في الصحيفة الروسية "نيزافيسيمايا غازيتا"، حول مشروع أنقرة لاحتلال شمال سوريا بمساعدة المقاتلين السوريين الموالين لها.
وجاء في المقال: يعمل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على تعزيز نفوذ بلاده في سوريا. يتزامن إعلانه عن بدء عملية إنشاء منطقة أمنية في شمال سوريا مع أعمال عدائية نشطة من جانب الجماعات المؤيدة لتركيا في إدلب، والتي لا يقتصر ما تعلن عنه على المهام العسكرية، إنما يشمل مطامح سياسية.
وفقا للخبير العسكري العقيد شامل غاريف، فإن عملية أنقرة القادمة، في حال تنفيذ خطة إنشاء منطقة أمنية "قد تكون، خلاف عملية احتلال عفرين وغيرها من المدن السورية، أكثر شمولاً. الهجوم، بالطبع، لن يكون عبر الحدود السورية. من المهم لأنقرة احتلال المدن التي توجد فيها قوات الدفاع الذاتي (الكردية) الآن. وهي كوباني، وتل أبيض، ومنبج، والقامشلي، إلخ. ولكن، سيكون من الصعب القيام بذلك، لأن هناك في العديد من هذه المدن نقاط مراقبة ثابتة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة".
وغاريف واثق من أن قوات ما سمي بالجيش الوطني الجديد الذي شكلته أنقرة من فترة قريبة، ستشارك في العمليات الحربية المحتملة ضد الأكراد. فهذا الجيش المؤلف من 80 ألف "مقاتل" ، يتبع "الحكومة المؤقتة في سوريا"، التي تعمل من مدينة غازي عنتاب، في تركيا.
الهدف الرئيس لـ "الحكومة المؤقتة" هو الإطاحة بنظام الأسد. على الرغم من أنها الآن، وفقا لروايتها الرسمية، تحارب المنظمات الإرهابية. هذه "الحكومة" مدعومة ليس فقط من أنقرة وشخصيا من أردوغان، إنما ومن الولايات المتحدة ودول غربية أخرى، وينتظر مشاركتها في الحوار السوري-السوري.