انتشار الإيدز.. تظاهرات في إيران تفضح فساد «الملالي»
الثلاثاء 08/أكتوبر/2019 - 11:03 ص
طباعة
إسلام محمد
مع استشراء الفساد في إيران وتردي الوضع الاقتصادي تضاعفت المشاكل التي اجتاحت البلاد تزامنًا مع انهيار القطاع الصحي، والذي بات يقوم بوظيفة عكسية إذ اتهمه المواطنون بنشر الأمراض بدلا من علاجها، واقتحم المتظاهرون الغاضبون، السبت 5 أكتوبر 2019، منشآت حكومية محلية في قرية تدعى چنارمحمودي، بمحافظة تشهار محال وبختياري، وأشعلوا فيها النار، بعد كارثة طبية تفشت في المنطقة.
وبحسب السكان فإن 300 شخص على الأقل، بينهم أطفال، تعرضوا للإصابة بفيروس الإيدز، ويؤكد أهالي القرية الواقعة جنوبي غرب البلاد، أن الكارثة وقعت بسبب استخدام حقن طبية ملوثة من جانب مسؤولي الصحة.
ويؤكد أهالي القرية أن المرض تفشى بسبب الإبر الملوثة التي استخدمتها الهيئات الصحية، لاختبار مرض السكري قبل شهرين.
وأحرق المتظاهرون، السبت 5 أكتوبر 2019، منشآت طبية تديرها وزارة الصحة، في وقت أثر تفشي المرض على سكان القرى المجاورة، وفقًا لما نقله موقع "راديو فاردا".
ومع ذلك تكابر السلطات الصحية المحلية وترفض الاعتراف بأي خطأ، وتقول إن اكتشاف حالات الإصابة بفيروس نقص المناعة في القرية حدث قبل أسابيع من اختبارات السكري.
وأظهرت لقطات، بُثت على وسائل التواصل الاجتماعي، المحتجين يهتفون بشعارات مناهضة لنظام الملالي.
وفي إشارة إلى دعم طهران الميليشيات في الخارج والمتاجرة بقضايا النزاعات، وتأثير هذا على الوضع الاقتصادي في إيران، هتف المتظاهرون: "لا لغزة ولا للبنان. نضحي بحياتنا فقط لإيران".
كما يظهر مقطع فيديو منشور على موقع التواصل الاجتماعي تويتر محتجين في محافظة أصفهان يرددون نفس الشعارات ضد دعم الميليشيات المسلحة يطالبون بدعم ضحايا الإيدز.
واعترفت وكالة "مهر" الحكومية بوقوع التظاهرات، لكنها قالت إن "عددًا محدودًا من المتظاهرين حاولوا خلق اضطرابات و فشلوا".
وحسب ما نقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية عن تقديرات منظمة الصحة العالمية في 2018، فإن 61 ألف شخص يتعايشون مع الإيدز في إيران، وتوفي 2600 شخص بسبب المرض بنسبة تزيد على 8 بالمائة عما كان عليه الحال في البلاد في 2010.
وتقول المنظمة إن 36 بالمائة من المصابين الإيرانيين بالإيدز يعلمون بحقيقة إصابتهم، ويتلقى 20 بالمائة العلاج، بينما تعرض 17 بالمائة من المرضى للقمع.
من جانبه قال محمد علاء الدين، الباحث في الشأن الإيراني، إن الموازنة المخصصة لقطاع الصحة تم تخفيضها لصالح زيادة مخصصات الحرس الثوري وهذا انعكس على تدهور القطاع الحيوي الذي بات في تراجع شديد بعد إهماله من النظام وأيضًا بسبب الوضع العام الناجم عن العقوبات الاقتصادية التي تفرضها واشنطن على طهران.
وأضاف، أن الغضب الشعبي يتزايد بسبب افقار النظام للشعب وتوجيه أمواله ومقدراته وثرواته للميليشيات الطائفية في العراق ولبنان واليمن وغيرها.
وتابع أن هذه الاحتجاجات تأتي استكمالًا للمسيرة الشعبية الغاضبة التي انطلقت في أواخر 2017 بسبب تردى الأوضاع الاقتصادية وفساد النظام.