مساجين في الحرب.. حلقة جديدة من مسلسل الجرائم الحوثية في اليمن
الثلاثاء 08/أكتوبر/2019 - 11:15 ص
طباعة
نورا بنداري
في ظل ما تقوم به ميليشيا الحوثي الانقلابية من تكثيف لعمليات القصف والاستهداف لمواقع تمركز القوات المشتركة في مديرية الدريهمي جنوب مدينة الحديدة، غربي اليمن، إلا أنها تعاني من نقص في عدد عناصرها الارهابية؛ بسبب الهزائم المتلاحقة التي منيت بها خلال الأشهر الماضية، وهذا ما جعل الجماعة الانقلابية تتجه إلى إجبار موظفي الدولة للانضمام إليها للمشاركة في القتال، كما توجهت للاستعانة بالسجناء؛ كي تعوض هذا النقص.
أشار مصدر يمني في أحد سجون الانقلابيين خلال تصريحات صحفية، إلى أن الحوثيين أطلقوا عددًا كبيرًا من السجناء بعد توقيعهم على كشوفات تؤكد التحاقهم بالجبهات للقتال في صفوف الحوثيين وإسقاط الأحكام الجزائية عليهم ومنحهم لقب «المجاهدين»، وتمت أول عملية إطلاق للسجناء في سجن ذمار.
وأضاف، أن القيادي «أبو عقيل الحوثي» هو المسؤول عن لقاء المساجين وإقناعهم بإسقاط الأحكام عنهم مقابل إرسالهم للقتال في الجبهات، وإعطائهم الوعود بمسح كافة سجلاتهم الجنائية وتسميتهم بالمجاهدين.
وأوضح المصدر اليمني، أن الحوثيين وتحديدًا بعد إعلانهم ما يسمى عملية «نصر من الله»، التي ادعوا من خلالها سيطرتهم على ثلاثة ألوية سعودية، مجرد خدعة؛ حيث قامت الميليشيا الانقلابية بأخذ عدد كبير من السجناء في السجون الحوثية ووضعوهم في مواقع معينة مختلفة وصوروهم على أنهم أسرى سعوديين.
على صعيد متصل كانت ميليشيا الحوثي قد أخضعت في فبراير 2018، مئات السجناء في سجون لدورات طائفية، تمهيدا لإرسالهم إلى جبهات القتال، ويكشف ذلك عن الوضع الصعب الذي باتت تعيشه الميليشيات المتمردة في ظل تشديد الخناق عليها، حيث يرفض المواطنون اليمنيون الاستجابة لحملات التجنيد الواسعة التي تنفذها ميليشيات الحوثي الإيرانية في مختلف مناطق سيطرتها.
إضافة إلى أن استعانة الحوثي بالسجناء، هو نتيجة نقص عناصرهم الإرهابية في الجبهات، وكذلك رفض المجتمع اليمني دعمهم بعناصر جدد، وكذلك الإضراب ورفض البقاء في الجبهات؛ بسبب عدم صرف الرواتب، ولذلك فإن من يعترض من المساجين ويفضلون البقاء حتى انقضاء مدة الحكم عليهم، ينقلهم الحوثي إلى سجون أخرى ويمارس عليهم أنواع التعذيب، ويضاعف عليهم سنوات الحكم ويؤذي أسرهم وأقرباءهم، وبناءً عليه تم تشكيل فرق خاصة؛ للتعامل مع هؤلاء السجناء الذين رفضوا الحرب في كافة السجون الحوثية وتحويلهم وجمعهم في سجون موحدة مع إطلاق لقب «خونة السيد» عليهم.
وصف «صالح أبوعوذل» رئيس تحرير صحيفة اليوم الثامن اليمنية، إخراج الحوثيين للمدنيين المعتقلين من السجون السرية والدفع بهم إلى جبهات القتال، يعد جريمة إنسانية، لا يجب السكوت عليها؛ لأنها تعد عملية إعدام بشعة للسجناء الذين تم تجنيدهم.
وأوضح «أبوعوذل»، أن هذا الاجراء الحوثي والمتمثل في الزج بالسجناء في القتال، هي محاولة للتغطية عن وفاة الكثير من المختطفين؛ حيث سيعود الحوثيين لأخبار ذويهم أنهم قتلوا في الجبهات، ناهيك أن ذلك يؤكد قيام الميليشيات بإعدام معتقلين دون محاكمة، الأمر الذي يجعل مبرر الزج بهم في القتال مبررًا من أي ملاحقة قانونية مستقبلية.
وذكر «أبوعوذل» أن الحوثيين ارتكبوا جريمة كبرى مؤخرًا في محافظة ذمار، بعد أن وضعوا العديد من السجناء في مواقع تم تحديدها كأهداف عسكرية للتحالف، الأمر الذي نتج عنه مقتل العشرات من المعتقلين أغلبهم مدنيون وبينهم أطفال.
وأكد أن المبرر الذي يسوقه الحوثي للمختطفين الذين أغلبهم لم يرتكب أي جرم يعاقب عليه، هو الإفراج عنهم مقابل الانضمام للقتال، ولكن هذا ليس عفوا بل اعداما بطريقة بشعة، فالإعفاء هو أن تمنح المعتقل أو المختطف الحرية، لا أن تسوقه من المعتقل إلى الموت سريعًا.
وشدد «أبوعوذل» على ضرورة متابعة التقارير الحقوقية ورصد ما يقوم به الحوثيون بحق المختطفين، والكشف فيما إذا كانت هناك عمليات إعدام أو قتل نتيجة التعذيب للكثير من المخطوفين المدنيين.