الإرهاب في بلاد الألف تل.. رواندا في مرمى الجماعات المسلحة
الثلاثاء 08/أكتوبر/2019 - 11:19 ص
طباعة
أحمد عادل
تعد رواندا إحدى الدول الإفريقية، المُحصنة من عمليات تجنيد للجماعات المسلحة؛ حيث لم يعد للتنظيمات الإرهابية القدرة على الألية التي تتبناها بلد الألف تل في تتبع الإرهابيين وتصفيتهم أو اعتقالهم.
فعلى فترات متباعدة، تقوم الشرطة الرواندية، بإلقاء القبض على المشتبهين بهم في الانضمام لجماعات إرهابية، أو تنفيذ عمليات عسكرية؛ ما يؤدي إلى مقتلهم، وفي ذات الإطار، نفذت الشرطة الرواندية، عملية عسكرية ضد عدد من المسلحين في شمالي البلاد؛ ما أدى إلي مقتل 19 مسلحًا واعتقل 5 آخرون.
وبحسب وكالة رويترز الإخبارية، قالت: إن تلك المجموعة كانوا ضمن مجموعة شنت هجومًا داميًا في مركز سياحي في شمال البلاد؛ حيث هاجمت تلك المجموعة التي كان معظم أفرادها مسلحين بأسلحة تقليدية، مثل السكاكين قطاع كينيجي في منطقة موسانزي؛ حيث كان متنزه وطني يعرض على السائحين فرصة مشاهدة الغوريلا الجبلية المعرضة لخطر الانقراض.
وكانت رواندا قد شهدت في الماضي تسلل مقاتلين من جماعة القوات الديمقراطية؛ لتحرير رواندا من قواعدهم في شرق جمهورية الكونجو الديمقراطية، التي تتألف تلك الجماعة من جنود روانديين سابقين وميليشيات من الهوتو، فروا بعد مشاركتهم في الإبادة الجماعية التي شهدتها رواندا في عام 1994.
وتشهد رواندا، تحديًّا من محاولات لتجنيد مسلحين لها في حركة الشباب الصومالية؛ حيث أعلنت في 2017، مقتل 3 مشتبه في كونهم إرهابيين مرتبطين بحركة الشباب الصومالية، يعتقد أنهم جزء من حملة التطرف التي تستهدف تجنيد الجهاديين.
ويعتبر معظم مواطني رواندا للديانة المسيحية، ويُمثل المسلمون بها نحو 2.5% من تعداد السكان، وهو ما يدفع الحكومة الرواندية لمطالبة الأقلية المسلمة طوال الوقت بدعم الجهود الحكومية؛ لمواجهة التطرف والأفكار الراديكالية، في ذات الوقت تسعى الحكومة إلى تطبيق قانون الإرهاب على المشتبه بهم بكل حزم وصرامة.
وفي يونيه 2019، كان طالب الرئيس الرواندي بول كاجامي، خلال مؤتمر صحفي في ختام لقاء مع رئيس الجابون علي بونجو أودينبا، أن الدول الإفريقية بـ«العمل معا» للتصدي للإرهاب ووضع حد للتهديدات الأمنية المحدقة بالقارة السمراء.
وأضاف، أن هذا التعاون ضروري؛ لأن بعض المشاكل عابرة للقارات ولا تحدها منطقة أو بلد، وشدد على تصميم إفريقي لتسوية المشاكل الإفريقية.
وتعتبر رواندا واحدة من الدول التي عانت من العنف العرقي على مدار سنوات الماضية، فتعرض سكانها لإبادات جماعية مروعة، زادت في العام 1994، حتى قتل ما يقرب من مليون شخص في أقل من 100 يوم، لكنها أيضًا تمكنت من التعافي من أثر تلك الأعمال، فيما تحاول كبح العنف وانتشار الإرهاب.
ومنذ عام 1994، ينقسم الروانديون إلى تصنيفات إثنية وهي الهوتو والتوتسي والتوا، وهذه التصنيفات قائمة على مفاهيم الأصول التاريخية بدلًا عن الاختلافات الثقافية، ووفقًا لتعريف وثيقة رواندا للعلاقات الخارجية، فإن المجموعات الثلاث تتحدث اللغة ذاتها، وتمارس نفس الديانات، وتعيش مع بعضها في كامل أنحاء الإقليم ذاته، وتتشارك في ثقافة واحدة.
ومن جانبه، يرى هشام النجار، الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، أن الخطر الأول الذي يهدد مثل هذه الدول هو خطر حركات متمردة وانفصالية كحال إحدى الحركات المتمردة المتمركزة في الكونغو الديمقراطية والتي تشن هجمات بين الحين والآخر على القوات في رواندا؛ ما يعني أن من تقوم وتنفذ مثل هذه العمليات ليست حركات جهادية إسلامية، إنما حركات انفصالية مسلحة محلية.
وأضاف النجار، أنه من الوارد جدًا تسلسل بعض العناصر الإرهابية إلي تلك الدول، خاصةً في ظل سعيها لتوسيع نفوذها واكتساب مصادر دخل وتمويل جديدة وإذا كان لديها خلفية عقائدية وهنا تتلاقى مصالحها مع مصالح التنظيمات التكفيرية المسلحة التي تسعى للتوسع والحضور في هذه المناطق البعيدة والغنية بالثروات، وفي نفس الوقت تعاني من الانقسامات والصراعات المسلحة ومن عدم الاستقرار السياسي.