بعد الانسحاب الأمريكي المفاجئ.. هل تتمكن تركيا من تحقيق أهدافها في الشمال السوري بسهولة؟

الثلاثاء 08/أكتوبر/2019 - 11:29 ص
طباعة بعد الانسحاب الأمريكي أحمد سامي عبدالفتاح
 
أدانت قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب قوات بلاده من شمال سوريا، معتبرة ذلك تخليًا عنها من شأنه أن يدفع تنظيم «داعش» للصعود مرة أخرى إلى واجهة المشهد، كما حذرت من كارثة إنسانية وموجة نزوح كبيرة. 

وقالت أمينة عمر، الرئيسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية في بيان، الإثنين 7  أكتوبر، إن البيت الأبيض أعلن موافقته على احتلال تركيا شمال وشرق سوريا وسحب قواته العسكرية والتخلي عن مسؤولياته في الحرب على الإرهاب وترك المنطقة مفتوحة على احتمالات خطيرة، ستترك آثارًا بالغة الجدية على صعيد محاربة الإرهاب، كما ستؤثر بشكل عميق على الوضع السياسي والمساعي الدولية لإنهاء الأزمة وحلها سياسيًّا، ودفع أطراف إقليمية أخرى لزيادة حضورها على خط الأزمة.

وجاء في البيان أن "سوريا الديمقراطية" تعمل على تحقيق كل ما تستدعيه ضرورات الدبلوماسية لحل الخلاف مع تركيا وكان آخرها تطبيق اتفاق الآلية الأمنية الذي عبر عن الإرادة الحقيقية للقوات في إحلال السلام في المنطقة، كما أكد البيان أن وحدات حماية الشعب الكردية لن تقف مكتوفة الأيدي أمام الاعتداءات العسكرية التركية. 

على صعيد متصل، تطرق البيان إلى تنظيم "داعش"، وأكد أن تركيا لن تتمكن من فرض سيطرتها على عناصر التنظيم وعائلاتهم الموجودين في المنطقة، في إشارة إلى المخططات التركية لتوطين عائلات التنظيمات المسلحة في تلك المناطق، كما طالب البيان الأمم المتحدة بضرورة اتخاذ موقف قوي ضد الاعتداء التركي الوشيك، واصفًا إياه بأنه اعتداء فج على السيادة السورية، وانتهاك واضح للقوانين الدولية، خاصة بعد أن صرح المتحدث باسم الرئاسة التركية بأن الجيش التركي سيقوم بإحداث نوع من التغيير الديموجرافي بما يتضمنه ذلك من عمليات تهجير قسرية، وهو الأمر الذي تعترف به الأمم المتحدة كجريمة حرب. 

وقد أعلن البيت الأبيض في بيان له الأحد 6 أكتوبر أنه لا يدعم العملية العسكرية التركية ولا يوافق عليها، لكنّ ذلك لا يمنع الرئيس ترامب من سحب القوات الأمريكية من شمال سوريا. 

ومن جانبه، أكد "ترامب" أن الولايات المتحدة لم تتخل عن الأكراد، لكنها قدمت لهم المال والسلاح والتدريب في مقابل خدماتهم في القتال ضد «داعش» في سوريا. 

وقد أثار قرار الانسحاب موجة غضب داخل الكونجرس الأمريكي، الأمر الذي دفع السناتور الجمهوري لينسي جراهام للتهديد ببذل كل جهوده من أجل فرض عقوبات على الجيش والاقتصاد التركي في حالة غزو تركيا شمال سوريا.
 
من جانبه، أكد محمد حامد، الباحث المختص في الشأن التركي، أن الولايات المتحدة قامت بانسحاب مفاجئ لم تتوقعه "أنقرة" ذاتها، و"ترامب" لم يخبر "أردوغان" بقرار الانسحاب خلال المكالمة التي دارت بينهما. 

وأرجع الباحث قرار الانسحاب الأمريكي المفاجئ إلى رغبه "ترامب" في إحداث نوع من التشويش على الكونجرس الأمريكي الذي بدأ بالفعل إجراءات عزله. 

واختتم الباحث المختص في الشأن التركي بالقول: إن تركيا لن تتمكن من تحقيق أهدافها في شمال سوريا بسهولة؛ خاصة أن وحدات حماية الشعب الكردية لديها أسلحة متطورة كما تلقت تدريبًا كبيرًا على أيدي القوات الأمريكية.

شارك