لحماية مصالحها في غرب أفريقيا.. ألمانيا تواجه الإرهاب في الساحل والصحراء
الثلاثاء 08/أكتوبر/2019 - 11:35 ص
طباعة
أحمد عادل
بعد أن وصل الإرهاب في منطقة الساحل والصحراء، إلى ذروته، من حيث العمليات المسلحة التي تنفذها التنظيمات المتطرفة في تلك المنطقة، في ظل المعاناة التي يعيش فيها سكان غرب القارة الأفريقية من تفشي الفقر والفساد، سعت ألمانيا إلى الوجود في تلك المنطقة؛ لمحاربة الجماعات التكفيرية والتنظيمات المسلحة.
وفي سياق متصل، كانت قد وصلت وزيرة الدفاع الألمانية انيجريت كرامب كارنباور، الأحد 6 أكتوبر 2019، إلى نيامي، عاصمة النيجر، في إطار جولة في غرب أفريقيا تزور خلالها جنود بلادها المتمركزين هناك؛ لرفع معنويات الجنود، بعد انتشار العمليات المسلحة من قبل التنظيمات الراديكالية .
ووفقًا لوكالة الأنباء الألمانية، قال توماس شيلر، مدير البرنامج الإقليمي للساحل التابع لمؤسسة كونراد اديناور في تصريحات له الأحد 6 أكتوبر 2019: «يمكننا القول: إن الوضع يتطور في الوقت الراهن في الاتجاه غير الصحيح، في المنطقة كلها، ولابد أن يحدث تغير واضح في التوجه، وللأسف، فإن الوضع أقرب إلى سير الأمور في الوقت الراهن في الاتجاه المعاكس».
وأعرب شيلر عن اعتقاده بأنه ليس من واقع الحال تركز التوترات في مالي وحسب فهي مشكلة منطقة الساحل برمتها، فلدينا منذ بعض الوقت في بوركينا فاسو تطور يتجه نحو الأسوأ، كما أن النيجر تتعرض لضغوط شديدة.
وأشار إلى تنامي عدد ونوعيات الهجمات وإلى توسيع المجموعات الإرهابية لرقعة عملياتها؛ إذ تضررت المناطق النائية من هذه العمليات مثل المدن الرئيسية، وتحدث عن قلة تصدي الدول الضعيفة لهذه التطورات، خاصة مع ما يعوقها من فساد وتداعيات النمو السكاني السريع.
ويذكر أنها في أغسطس 2019، أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، اعتزام بلادها تعزيز مكافحة الإرهاب في غرب أفريقيا في حضور رئيس منظمة الـ"G 5" ورئيس بوركينا فاسو، روش مارك كابوريه ، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
كما أكدت أنجيلا ميركل، أن التنمية تلعب دورًا بارزًا في إيقاف تمدد التنظيمات المسلحة؛ حيث التنمية بدون أمن غير ممكنة، ولذلك يتعين علينا تعزيز الوجود الأمني فى منطقة الساحل والصحراء الأفريقي، مشيرةً إلى أن المبادرة الألمانية الفرنسية تحظى بدعم كل دول مجموعة السبع الكبار.
وأوضحت ميركل، أن واجب المبادرة يتمثل في تلبية احتياجات منطقة الساحل الأفريقي في مجالات الدعم اللوجستي والتجهيزات والتدريب، ولا يتعلق الأمر هنا مباشرة بإرسال المزيد من القوات.
وفي 2017، أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أن بلادها ستمنح 1.7 مليار يورو لدعم مجموعة دول الساحل في حربها على الإرهاب، وتوفير جميع سبل الأمن والأمان في منطقة غرب أفريقيا.
ويوجد الجيش الألماني، في منطقة الساحل والصحراء الأفريقية، من خلال بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في مالي«مينوسما»؛ حيث يمتلك الجيش الألماني هناك قاعدة نقل جو؛ حيث يتم نقل الأشخاص والمواد من وإلى النيجر، كما تعمل القاعدة أيضًا على تأمين الرعاية للجرحى، كما يشارك الجيش الألماني في مهمة الاتحاد الأوروبي التدريبية بنحو 150 جنديًّا، وتهدف هذه المهمة إلى جعل القوات المالية قادرة على توفير الأمن في البلاد بنفسها.
وتعتبر المهمة الأممية مينوسما، واحدة من أكبر مهام الأمم المتحدة؛ حيث يتمركز 11 ألف جندي تابع للمنظمة الدولية في مالي، إضافةً إلى أكثر من 1500 شرطي ومدني، وتهدف المهمة إلى دعم اتفاقات الهدنة وإجراءات بناء الثقة، وتشارك ألمانيا هناك بنحو 950 جنديًّا.
كما يشارك الاتحاد الأوروبي في مالي منذ 2013 بمهمة تدريب للقوات المالية وقوة الانتشار الإقليمية جي5 في منطقة الساحل «موريتانيا ومالي والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد».
وتواجه منطقة الساحل والصحراء الأفريقي، تنامي التهديد الإرهابي والجريمة المنظمة؛ إذ تنفذ الجماعات المسلحة عمليات دامية على طول الشريط الساحلي لهذه الدول، وكان تنظيم داعش الإرهابي، من بين التنظيمات التي تحاول وضع موطئ قدم والانتشار، خاصةً بعد انتهاء وجود التنظيم في سوريا والعراق، ومنذ إعلان زعيم التنظيم «أبوبكر البغدادي» في حديث مصور له أواخر أبريل الماضي، والذي ظهر فيه بعد غياب لمدة 5 سنوات، إقامة ما تسمى ولاية وسط أفريقيا، ينفذ التنظيم الإرهابي من بعدها الكثير من العمليات في منطقة الساحل والصحراء.
ترى الدكتورة أميرة عبدالحليم، الباحثة في الشأن الأفريقي، أن منطقة الغرب الأفريقي، أصبحت منطقة مشتعلة للغاية بعد إعلان تنظيم داعش الإرهابي في أبريل الماضي، وجوده هناك، ومن ثم أصبح ينبغي على القوى الدولية والإقليمية الوجود في تلك المنطقة.
وأضافت أميرة، أن القوات الألمانية، تحاول جاهدًا بالتعاون مع القوات الموجودة في منطقة الساحل الأفريقي، على وقف نزيف الدماء في تلك المنطقة، والتصدي لعدد من العمليات الإرهابية في الفترة الأخيرة.
وتابعت، أنه يجب على القوى الدولية والإقليمية في الفترة المُقبلة، التكاتف معًا وتقديم الدعم المالي لبرامج مكافحة الإرهاب وزيادة التعاون العسكري؛ لمواجهة انتشار التنظيمات المسلحة في منطقة الساحل والصحراء الأفريقية.