الإخوان فرع الـ«M I 6» في بلاد الشرق.. جماعة إرهابية صنعتها بريطانيا لاختراق الشعوب

الأربعاء 09/أكتوبر/2019 - 01:32 م
طباعة الإخوان فرع الـ«M أسماء البتاكوشي
 
تعود العلاقة بين جماعة الإخوان وبريطانيا إلى عشرات السنين؛ حيث إنه في عام  1928، نشأت الجماعة فى منطقة الإسماعيلية تحت سمع وبصر سلطات الاحتلال البريطانى.

ومولت شركة قناة السويس، الإخوان بـ500 جنيه فى بداياتها لحسن البنا مؤسس الجماعة، وبعد إعلان الرئيس المصري الراحل «جمال عبدالناصر» حظر الجماعة وملاحقة قادتها، اتخذت الجماعة من لندن مقرًا لنشاطهم الدولى.

وفي الأيام القليلة الماضية ظهرت وثائق مسربة، تكشف أن بريطانيا استخدمت اسم الجماعة؛ لشن حرب نفسية وسرية على أعدائها، مثل ما حدث، الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، خلال العقد السابع من القرن الماضي.

وقالت الوثائق: إن بريطانيا طبعت منشورات تحمل اسم الجماعة تهاجم فيها عبدالناصر، في محاولة ترويج أن الرئيس الراحل ضد الدين، جاعلًا حياة الجماعة جحيما باستخدام المال والسلاح.

وفضحت هذه الوثائق الإخوان، وأكدت أنهم صنيعة بريطانية؛ لتعكير مزاج الشعب المصري.

واستخدمت بريطانيا جماعة الإخوان؛ من أجل شن حرب على معارضيها؛ حيث استخدمها رئيس الوزراء البريطاني في ذاك الوقت دوجلاس هوم في الانتقام من  عبد الناصر، خاصة بعد أزمة السويس وتدخل مصر العسكري في اليمن؛ ما يهدد مصالح بريطانيا النفطية بشكل خاص، عن طريق جعل الحياة جحيمًا بالنسبة له باستخدام بالمال والسلاح.

وتشكلت لجنة عمل سرية بمشاركة مختلف الأجهزة والوزارات المعنية لإدارة السياسة البريطانية تجاه اليمن.

وفي هذا الوقت أرسل الرئيس المصري الراحل عشرات الآلاف من قوات الجيش المصري إلى اليمن بداية من سبتمبر 1962؛ تلبيةً لطلب الدعم من عبدالله السلال، الذي قاد انقلابًا عسكريًّا على نظام الإمامة «الملكي».

وشاركت بريطانيا في عمليات سرية؛ دعمًا للقوات الملكية في مواجهة اليمنيين، الذين استولوا على السلطة في صنعاء سبتمبر 1962.

وحين أرسل عبد الناصر الجيش المصري إلى اليمن، قيل حينها: إن إقامة نظام جمهوري في اليمن مسألة استراتيجية لمصر التي كانت حريصة على السيطرة على البحر الأحمر.

كما تكشف الوثائق أيضًا، أن الزعيم الإندونيسي الراحل أحمد سوكارنو كان أحد أهداف الحرب السرية البريطانية.

ولعبت بريطانيا دورًا حاسمًا في الإطاحة بسوكارنو؛ لميوله القومية التي اُعتبرت مناهضة للغرب ومشروعات تأميم الصناعة الإندونيسية خلال فترة الحرب الباردة.

وفي أوائل عقد السبعينيات من القرن الماضي، أرسلت لندن فريقًا يضم خبراء من إدارة بحوث المعلومات بوزارة الخارجية وجهاز الاستخبارات الخارجية «إم آي 6»، وإدارة الحرب النفسية في الجيش البريطاني إلى سنغافورة؛ لشن حرب دعائية مناهضة للزعيم الإندونيسي.

واستمرت حملة بريطانيا النفسية والدعائية ضد سوكارنو على مدار عامي 1965 و1966.

وقالت الوثائق: إن المنشورات أخذت طابع الإخوان، تهاجم فيها سوكارنو لأشكال البذخ المخالف للدين في حياته الخاصة.

وطعنت في أخلاق الزعيم الإندونيسي قائلة: إن انغماس سوكارنو في شهواته الجنسية مع النساء، على الرغم أن قدرته حتى فيما يتعلق بهذا الخصوص أخذت تزداد ضعفًا يوما بعد يوم، قد صدم المؤمنين بدين الله الحنيف إلى حد لا يطاق.

وقال المنشور، الموقع باسم «جمعية الإخوان العالمية»: «إنه بدلًا من أن يساعد سوكارنو شعبه على اتباع طريق الإيمان الحق، قام بتشجيع الشيوعيين الملحدين في بلاده، ليس سرًا فقط، بل وعلى رؤوس الأشهاد كذلك.

وكان أيضًا النظام الصيني بزعامة ماو تسي دونغ هدفًا آخر للحرب السرية الدعائية البريطانية التي كانت إحدى سمات الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي الشيوعي والغربي الرأسمالي.

خلال عقد السبعينيات بدأ ماو تسي دونج بدأ «ثورة ثقافية» في الصين؛ من أجل الحفاظ على الشيوعية وهيمنة الحزب الشيوعي الصين.

وفي ديسمبر 1966، روجت وحدة الحرب الدعائية البريطانية منشورًا باسم الإخوان يحرض المسلمين في الصين وخارجها على الحكومة الصينية.

وقال المنشور: «كيف نقف جانبا بينما يقوم هؤلاء الملحدون وعصاباتهم الهمجية التي يطلقون عليها اسم الحرس الأحمر لماو تسي تونج بارتكاب هذه الجرائم الشنيعة التي لا تُغتفر ضد الدين الحنيف، كيف لا نقول شيئا بينما يقوم هؤلاء الهمجيون والفوضويون بتدمير وتدنيس كل ما هو مقدس لدينا».

كذلك استهدفت الحملة الدعائية البريطانية ضد الصين الأماكن التي بها حرية الصحافة، مثل سوريا والجزائر، إضافةً إلى باكستان.

وعلى الرغم من أن تلك المنشورات كانت باسم جماعة الإخوان، فإن الجماعة لم تنفِ الأمر عن نفسها؛ ما يشير إلى وجود علاقة أزلية بينهما واتفاقات؛ من أجل خدمة مصالحهما.

وفي هذا الصدد، قال القيادي الإخواني المنشق إبراهيم ربيع: إن جماعة الإخوان تأسست ككيان مخابراتي بإرادة ورعاية ودعم من المخابرات الإنجليزية؛ ليكون هذا الكيان وكيلًا للمحتل يمنع نهضة الدول العربية.

وتابع «ربيع»: إن كل من بريطانيا وجماعة الإخوان تتبادل المنافع، فتوفر الأولى الغطاء الشرعي والسياسي للأولى؛ لكي تلعب دورًا سياسيًّا واستراتيجيًّا في مصر والعالم.

وأضاف، أنها توفر البيئة التشريعية الملائمة والتي تجعل من بريطانيا ملاذًا آمنًا للهاربين منهم، فإن جماعة الإخوان توفر لها استثمارات بمليارات الدولارات، كما أن حركة أموال التبرعات العالمية للإخوان تمر عبر الأراضي البريطانية والتي تحتضن التنظيم الدولي للإخوان.

وأكد القيادي الإخواني المنشق، أن العلاقة بينهما تزخر بتاريخ حافل من الدعم البريطاني للجماعات الأصولية بشكل عام، وجماعة الإخوان بشكل خاص.


شارك