«داعشيات الهول».. سيناريوهات مطروحة لمواجهة الخطر
الأربعاء 09/أكتوبر/2019 - 01:35 م
طباعة
شيماء حفظي
تواجه قوات سوريا الديمقراطية المعروفة بـ"قسد"، تحديات كبيرة في التعامل مع نساء "داعش" وأطفالهن المحتجزين في مخيم "الهول" بسوريا، بعدما رصدت محاولات للفرار منه.
وبينما تنادي دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية بضرورة استعادة الدول الأوروبية لمواطنيها المنضمين للتنظيم الإرهابي، تتخوف الأخيرة من أن يتسبب العائدون في نمو التطرف في بلادهم، لكن يبقى السؤال الآن "أي البديلين أكثر خطرًا على المستقبل؟".
يقول الكاتب البريطاني جيمس سنيل، في صحيفة "ذا أراب ويكلي" إنه إذا تم اعتبار مخيم الهول - في المقام الأول - مرتعًا لدعم الإرهاب فإن إعادة "نساء داعش" إلى أوطانهن يمنع ارتباطهن الحر مع بعضهن، ويقلل من الضرر الذي يمكن أن يلحق بالآخرين.
وتروي القصص من داخل المخيم، كيف تتعامل نساء الدواعش مع المحتجزات غير المنصاعات لأوامرهن، ففي سبتمبر الماضي، تم رصد حادث ضرب سيدتين روسيتين لأخريين تركستانيتين بشدة.
ويُعتقد أن نحو 10 آلاف أجنبي يتم استيعابهم في مخيم الهول، وقد تم جمع الكثير منهم من بقايا الخلافة المزعومة لتنظيم "داعش"، بالإضافة إلى محتجزين آخرين أغلبهم من السكان المحليين.
وحاليًا يمثل مخيم الهول تحديًا إنسانيًّا خطيرًا، إذ يعيش الآلاف هناك في ظروف متدهورة مع قليل من الإغاثة المحلية أو الدولية ، كما تشير تقارير إعلامية وتسريبات من هاربين إلى أن المخيم تحول إلى موقع لدعم "داعش"، والذي قد تستمد منه جماعة إرهابية ناشئة أعضاء جددًا.
ويقول كريج وايتسايد الباحث في مكافحة الإرهاب:"إنه لابد من مواجهة تلك المشكلة الخطيرة التي تعد عابرة للحدود الوطنية".
وتقول إليزابيث تسوركوف، زميلة في معهد أبحاث السياسة الخارجية، في تصريحات صحفية، إنه حتى لو كان لتنظيم "داعش" أن يكتسب القدرة على تنفيذ هجمات لتحرير أعضائه المعتقلين ومؤيديهم، فنعتقد أن التنظيم سيعطي الأولوية للمقاتلين الذكور وليس لمعسكرات مليئة بالنساء اللائي يعانين مع أطفالهن من سوء التغذية والالتهاب الرئوي.
وترى الباحثة إنه على الرغم من خطورة هذا التهديد المباشر، فيجب بذل المزيد من الاهتمام بالوضع الإنساني الكارثي في المخيم، وحقيقة أن معظم السكان هم من الأطفال.
ويرى المحلل السياسي ريان أوفريل أن المخيم ليس موقع تجنيد للمقاتلين ولكنه يمثل أزمة إنسانية ويضمن فعليًا أن ينشأ عشرات الآلاف من الأطفال في تلك الأيديولوجية العنيفة، التي لها آثار أمنية ضخمة في السنوات المقبلة.