في مناقشة أممية مفتوحة.. «جوتيريش» يدعو العالم لتحمل مسؤوليته تجاه أفريقيا

الأربعاء 09/أكتوبر/2019 - 01:42 م
طباعة في مناقشة أممية مفتوحة.. نهلة عبدالمنعم
 
عقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مناقشة مفتوحة حول السلام والأمن في أفريقيا في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، الإثنين 7 أكتوبر 2019، وطالب ​​الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريس الدول الأفريقية بمعالجة الإرهاب وتغير المناخ؛ من أجل تحقيق السلام والأمن.

وقال جوتيريس في الاجتماع المعنون بـ«السلام والأمن في أفريقيا ومركزية الدبلوماسية الوقائية ومنع النزاعات وحلها»: إن الإرهاب يشكل تهديدًا متزايدًا في جميع أنحاء القارة الجنوبية، وله آثار خطيرة على السلام والأمن في كل مكان.

في منطقة الساحل، تهاجم الجماعات الإرهابية قوات الأمن المحلية والدولية بشكل مستمر، قائلًا: إن العنف ينتشر إلى الدول الساحلية على طول خليج غينيا، وفي نيجيريا، تقوم بوكوحرام وفصائلها المنشقة بترويع المجتمعات المحلية ومهاجمة قوات الأمن، على الرغم من الجهود التي بذلتها فرقة العمل المشتركة متعددة الجنسيات.

وأشار الأمين العام للأمم المتحدة إلى أن القارة تشهد شبكات إرهابية خطيرة عبر ليبيا وشمال إفريقيا، تمتد عبر الساحل إلى منطقة بحيرة تشاد، وموجودة في جمهورية الكونغو الديمقراطية وموزمبيق أيضًا، لافتًا إلى أن هذه المعركة ليست مجرد قضية إقليمية، ولكنها تشكل خطرًا واضحًا وحاضرًا على السلام والأمن الدوليين.

كما حذر من أن تأثير الأزمة في ليبيا ينمو وينتشر في جميع أنحاء المنطقة؛ حيث إن الأسلحة والمقاتلين يتحركون باستمرار عبر الحدود، قائلًا: إن السلام في مالي ضروري أيضًا لتحقيق الأمن في منطقة الساحل، معربًا عن أمله في تحقيق خطط الحوار السياسي الشامل في هدوء الأوضاع بالمنطقة، على الرغم من الهجمات المتلاحقة في منطقة موبتي.

فيما طلب جوتيريس دعمًا للعمليات العسكرية الأفريقية، بما في ذلك بعثة حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي في الصومال، والقوة العسكرية المشتركة لخمسة بلدان في الساحل، وفرقة العمل المتعددة الجنسيات ضد بوكوحرام.

بينما شدد جوتيريس على ضرورة تكثيف الدعم للبلدان الأكثر تضررًا، كما يجب أن يكون التعليم والتدريب وتوفير فرص العمل للشباب من العناصر الأساسية لأي استراتيجية تنموية، مؤكدًا أن مشاركة المرأة وتمكينها السياسي والمجتمعي أمر مهم للغاية؛ من أجل تحقيق السلام الدائم.

وأوضح جوتيريس، أن معالجة الفقر وعدم المساواة وتعزيز مؤسسات الدولة والمجتمع المدني وتعزيز حقوق الإنسان أمور ضرورية؛ لمنع الصراع وبناء مجتمعات مرنة ومتحضرة، مشددًا على أن التنمية المستدامة والشاملة هي الطريقة الأكثر فعالية لمعالجة الأسباب الكامنة وراء الصراع والتطرف والإرهاب الذي انتشر في القارة مؤثرًا على تقدمها وسلامها.

وأكد الأمين العام، أن الأمم المتحدة تدعم بقوة مبادرة «صمت الأسلحة 2020» التي أطلقها الاتحاد الأفريقي كأساس لتعزيز السلام والأمن وتقديم مستقبل أكثر أمانًا وأفضل اقتصاديًّا، مشيرًا إلى أنه عندما تفشل طرق الوقاية، فبالتأكيد ستعمل الأمم المتحدة مع الشركاء الدوليين؛ لتخفيف المعاناة وحل النزاعات وبناء سلام دائم، قائلًا: إن الأمم المتحدة تعمل في جميع أنحاء القارة في تعاون مستمر وثابت مع الاتحاد الأفريقي والمنظمات الأفريقية شبه الإقليمية؛ لمنع وحل النزاعات.
على صعيد متصل، يذكر أن أكبر بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة موجودة في القارة الأفريقية؛ إذ يخدم أكثر من 80.000 من قوات حفظ السلام بالقارة، وقال جوتيريس: إن إفريقيا هي الآن أكبر منطقة مساهمة بقوات في عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام، ولذلك فنحن مدينون لهذه الخوذ الزرقاء بالدعم القوي والموحد من خلال تمويل المكثف والتفويض الأكثر فعالية.

فيما تؤكد الإحصائيات البحثية التضرر الشديد للقارة الأفريقية من تبعات الانتشار الإرهابي بالمنطقة؛ إذ سجل المركز الأفريقي لدراسات وأبحاث الإرهاب وجود 544 حالة وفاة كنتيجة مباشرة للهجمات الإرهابية خلال الفترة من 16 إلى 31 مارس 2019 فقط، ما يعني أن 15 يومًا –وفقًا للورقة البحثية- شهدت حوالي 82 هجومًا متطرفًا.

وكانت البلدان الخمسة الأكثر تضررًا هي «مالي والصومال والنيجر وبوركينا فاسو ونيجيريا»؛ إذ سجلت بلدان منطقة الساحل في غرب أفريقيا ما مجموعه 400 حالة وفاة من أصل 544 حالة، ما يصل إلى حوالي 74٪ من الوفيات المرتبطة بالإرهاب خلال هذه الفترة، ومن بين الأعداد التي لقت مصرعها كان هناك 264 مدنيًّا و 98 إرهابيًّا و 38 من أفراد الأمن؛ما يعكس وقع الأزمة الأمنية بالقارة على المدنيين وتأثرهم من تفشي الإرهاب والصراعات والتدويل السياسي للقضايا الداخلية.

شارك